بعد أن تأكدت جماعة الإخوان أن لغة التفجيرات تضر أكثر مما تفيد، بدأت فى انتهاج سياسة جديدة تعتمد على الإعلام لتشويه صورة الحكومة المصرية والقوات المسلحة، حتى ولو كان ذلك من خلال مواد دعائية مدفوعة الأجر، حتى إن الاجتماع الأخير للتنظيم الدولى للجماعة بباكستان، رصد 100 مليون دولار لتنظيم حملة دعائية وإعلامية معادية لمصر فى عدد من محطات التليفزيون الأمريكية والأوروبية والآسيوية. وبحسب مركز المزماة البحثى الإماراتى، فإن تركيا وقطر تعهدتا بدفع نصف تكاليف هذه الحملة، على أن يتم تحصيل بقية المبلغ المطلوب من منظمات الإخوان فى الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، وأن يتم توجيه مبالغ لحوم الأضاحى لأعضاء الإخوان فى جميع دول العالم لصالح هذه الحملة الإعلامية المعادية لمصر. وأكدت مصادر مطلعة ل «الصباح»، أن مؤسسة «قرطبة للحوار العربى الأوروبى» ومقرها لندن، ويديرها أنس أسامة التكريتى وهو بريطانى من أصل عراقى، وعضو بمجلس شورى الرابطة الإسلامية فى بريطانيا، وعضو الهيئة الاستشارية لوحدة الاستشراف والدراسات فى جهاز التخطيط العالمى لجماعة الإخوان، وينتمى لأسرة إخوانية، ويعمل أستاذًا للدراسات العليا فى مجال العلوم السياسية بجامعة وستمنستر، قام بتأسيس تلك المؤسسة «قرطبة» لتكون معنية بشئون حوار الحضارات فى سنة 2005 وتكون بوقًا معبرًا عن جماعة الإخوان فى أوروبا، وقد أعدت تلك المؤسسة تقريرًا شاملًا حول فترة الرئيس المعزول محمد مرسى للرد على الاتهامات الموجهة له لاستخدامها والترويج لها على مستوى أوروبا، من خلال التواصل مع جميع الشخصيات السياسية والفكرية غير الإسلامية، ممن يمكن التأثير على مواقفهم واتجاهاتهم إزاء الأحداث. وقالت المصادر إن وائل هدارة، مساعد الرئيس المعزول محمد مرسى للعلاقات الخارجية ويحمل الجنسية الكندية، والقيادى الإخوانى عبد الموجود راجح درديرى، عضو مجلس الشعب المنحل وعضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة ويحمل الجرين كارد الأمريكى، والذى تصادف وجودهما خارج مصر، قد قاما بالعديد من المقابلات المهمة بالتنسيق مع مؤسسة قرطبة، ومنها: - لقاء مع جان مارى، رئيس القسم السياسى بالاتحاد الأوروبى والمساعد الخاص لكاترين آشتون، ولقاء مع مستشار وزير الخارجية البلجيكى، واجتماع مع رئيسة قسم الديمقراطية والأمن فى الوحدة الأوروبية، واجتماع مع كريستيان برجر رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبى، واجتماع مع جيدو فيسترفيله وزير خارجية ألمانيا، كذلك اجتمعا مع كارل بيلدت، وزيرة خارجية سويسرا، بالإضافة إلى اجتماعات منتظرة مع كبار قيادات وزارة الخارجية البريطانية، ومع اللجنة البريطانية الخاصة المشكلة من ممثلين عن البرلمان ومجلس اللوردات والحكومة. وقالت المصادر ل«الصباح» إن مخطط التنظيم الدولى يعتمد أيضًا على استخدام عدد من القنوات الإسلامية، خاصة فى باكستان، لحشد المواطنين فى عدد من الدول الإسلامية ضد مصر، خاصة بعد قيام قناة «راه تى فى» الإسلامية الباكستانية بإذاعة أغنية مسيئة لمصر، تصف رؤساء مصر السابقين بالفراعنة، وأعضاء الإخوان بأنهم أبناء الإسلام وعشاق الرسول «صلى الله عليه وسلم». وأرسل التنظيم الدولى من خلال منظمات التعاون الإسلامى والحركات المؤيدة للتنظيم فى دول العالم رسائل لوصف ما سموه بالانقلاب العسكرى والمذابح الذى يرتكبها الجيش ضد المدنيين، إلى العديد من المراكز البحثية العالمية المهمة، كما قامت لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان بعمل اتصالات مكثفة مع مسئولى القسم السياسى والإعلامى فى العديد من السفارات، منها: السويد، والنرويج، واليابان، وسنغافورة، والمجر، وسويسرا، وفرنسا، بهدف ترتيب لقاءات إعلامية مع قادة التنظيم الدولى وأهالى المصابين فى مصر مع القنوات الفضائية الأكثر تأثيرًا فى الرأى الدولى، وعلى رأسها» CNN – BBC – JSC – TRT SKY News – CCTV PBS ABC – France 24 – Italy TV»، بعد دفع حملات إعلانية بتكلفة عالية. ورصدت «الصباح» ذراعا أخرى للتنظيم الدولى يعمل بكل ما يملك من قوة لتشويه الثورة المصرية فى الخارج، وهى «الجمعية الدولية لمناهضة الانقلابات العسكرية» التى تعد واحدة من الجمعيات الوهمية التى امتلكها التنظيم الدولى للإخوان المسلمين للقيام من خلالها بالعديد من الأعمال المشبوهة التى تضر بالوطن، بالتعاون مع مجموعة من رجال أعمال غربيين لهم علاقة بالكيان الصهيونى، حيث تغيرت استراتيجية الهجوم لدى الإخوان بالاعتماد على تشويه مصر من الخارج، عن طريق الدفع بإعلانات مدفوعة الأجر للتنديد بما سموه «الانقلاب العسكرى»، وتم الاتفاق على ضخ ملايين الدولارات لتلك الحملة التى يقودها محمود حسين وجمعة أمين وهانى الديب القيادى الإخوانى بلندن، حيث توصلت «الصباح» إلى تفاصيل الخطة التى اعتمدها التنظيم الدولى، وبدأت فى التطبيق الفعلى من أجل تشويه صورة المؤسسة العسكرية والحكومة، والبداية كانت مع رصد للحملة الإعلانية التى قام بها تنظيم الإخوان العالمى فى جريدة «الجارديان» البريطانية أثناء تواجد الوفد الشعبى بلجنة تعديل الدستور بلندن، إذ نشر صفحة كاملة ندد من خلالها بما سماه «الانقلاب العسكرى على الشرعية»، بالإضافة إلى إعلانات أخرى نشرت فى جريدة «فرانكفورت الجماينة تسايتونج» الألمانية. ويضيف المصدر الإخوانى: «تفاصيل خطة الدعاية الإخوانية فى الجرائد الأجنبية بدأت مع الاجتماع الرباعى الذى حضره جمعة أمين، ومحمود حسين، وهانى الديب، وسليم العوا فى لندن، حيث تم الاتفاق على تأسيس جمعية تسمى الجمعية الدولية لمناهضة الانقلابات العسكرية، لتكون مركز الدعاية الإخوانية فى الغرب، وعلى الرغم من ادعاء الكثيرين أنها جمعية وهمية، إلا أنها تعمل على الأرض منذ فترة، وهى مصدر التسريبات الصحفية التى تخرج من المؤسسات الحكومية، حيث تتعاون مع مجموعة من العاملين داخل الهيئات والمؤسسات، يمدونها بالمعلومات مقابل مبالغ مالية تصل إليهم عن طريق أشخاص من التنظيم داخل مصر، وتم رصد ميزانية ضخمة لهذه الدعاية لإحراج القوات المسلحة، عن طريق نشر محتويات مغايرة للواقع بمساعدة تلك المصادر». فى السياق ذاته، أكد الدكتور السيد المليجى، عضو مكتب الإرشاد سابقًا، أن الجماعه انتهت محليًا، وما تبقى منها فى الخارج يحاول لفت الأنظار عن طريق حملات إعلانية مدفوعة الأجر، وهى مكلفة على خزانة التنظيم؛ مما يعجل بنهاية التنظيم الدولى الذى ينزف الآن ملايين الدولارات التى لا تأتى بأى منفعة، خاصة أن تلك الإعلانات موجهة إلى الغرب، مستدركًا: «الإخوان لايزالون يعتقدون أن للغرب سلطة علينا، ولم يدركوا أن القرار أصبح من الداخل لا من الخارج».