احترام السيادة الليبية وتحقيق المصالحة.. ننشر بيان لجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا    أمين الجامعة العربية يتوجه إلى تركيا للمشاركة بمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي    اليوم العالمي للاجئين.. الهلال الأحمر المصري يستعرض جهوده في دعم 62 جنسية    فيرتز: فخور بالانضمام لليفربول.. وهذه أهدافي معه    قنا.. أزمة نفسية تدفع صيدليا شابا للانتحار شنقا داخل مسكنه في نجع حمادي    ماس كهربائي وراء حريق مخزن خردة في البدرشين    العوضي: فهد البطل ينافس ضمن قائمة الأعلى مشاهدة على مستوى العالم    قانون الإيجار القديم.. الإقرار بإجلاء العين المأجرة شرط الشقة البديلة    النائب عماد خليل يكتب: موازنة الدولة الأكبر للحماية الاجتماعية    محافظ كفر الشيخ يوجّه بإصلاح كسر خط المياه المغذي ل معدية رشيد والجنايدة    وفاة رئيسًا للجنة امتحانات ثانوية عامة متأثرًا بإصابته في حادث بأسيوط    محافظة الإسماعيلية تنظم ندوة توعوية حول التأمين الصحي الشامل    الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة: اعتداءات "الاحتلال الصهيوني" على إيران تمثل انتهاكا فاضحًا    طلب مناقشة أمام "الشيوخ" بشأن التنمر والعنف المدرسي الأحد    بعد صفقة جارسيا.. برشلونة يعيد هيكلة مركز حراسة المرمى    مانشستر يونايتد يهدد مستقبل أونانا بصفقة أرجنتينية    سارة وفيق بين أجواء حزينة ونشاط سينمائي.. نجوم الفن يواسون المخرجة في عزاء والدتها    العد التنازلي بدأ.. جدول امتحانات الثانوية السودانية 2025    رئيس وزراء صربيا يشيد بمكانة دير سانت كاترين التاريخية والدينية    الرئاسة الإيرانية: الولايات المتحدة تستطيع إنهاء الحرب مع إسرائيل بمكالمة من ترامب    نقابة محامي المنيا تستطلع رأي الجمعية العمومية بشأن الإضراب العام والاعتصام بالمحاكم    56 عامًا على رحيله.. ذكرى وفاة الصوت الباكي الشيخ محمد صديق المنشاوي    الطريق إلى اللجان.. وفاة رئيس لجنة وإصابة 19 مراقبًا في حوادث الأسبوع الأول للثانوية    كسر مفاجئ يقطع المياه عن معدية رشيد والجنايدة.. ومحافظ كفرالشيخ يوجّه بإصلاحه واستئناف الضخ التدريجي    مصرع شاب سقطت على رأسه ماسورة ري بالوادي الجديد    نتنياهو: إيران تمتلك 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية    تركي آل الشيخ ينشر صورًا من زيارة مروان حامد لاستديوهات "الحصن"    تشكيل مباراة بنفيكا ضد أوكلاند في كأس العالم للاندية    مصر تعرض فرص تشغيل مطاراتها على كبرى الشركات العالمية    إدراج جامعة سيناء بتصنيف التايمز 2025..    فوت ميركاتو: اتحاد جدة يبدي رغبته في التعاقد مع بوجبا    مكافأة تشجيعية للمتميزين وجزاءات للمقصرين في المنشآت الصحية بالدقهلية    ضبط 12 طن دقيق مدعم في حملات على المخابز خلال 24 ساعة    إصابة 5 أشخاص إثر تصادم ملاكي مع توكتوك في مسطرد بالقليوبية    مانشستر يونايتد يراقب نجم بايرن ميونيخ    بروتوكول بين «الثقافة» و الجيزة لإقامة تمثال ل«مجدي يعقوب» بميدان الكيت كات    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    ضمن الموجة 26.. إزالة 95 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة في حملات ب أسوان    وسط هدم مزيد من المباني| جيش الاحتلال يصعد عدوانه على طولكرم ومخيميها بالضفة    جولة تفقدية لإدارة الطب العلاجي بالمنوفية داخل مجمع مستشفيات أشمون    مجلس الاتحاد اللوثري: خفض المساعدات يهدد القيم الإنسانية والتنمية العالمية    دون تأثير على حركة الملاحة.. نجاح 3 قاطرات في إصلاح عطل سفينة غطس بقناة السويس    بسبب دعوى خلع.. الداخلية تكشف تفاصيل فيديو اعتداء سيدة على أخرى بالدقهلية    «لا مبالاة؟».. تعليق مثير من علاء ميهوب على لقطة «أفشة»    أحمد سعد بعد تعرضه لحادث وتحطم سيارته: "أولادي وزوجتي بخير"    محافظ الإسكندرية يشهد فاعليات الحفل الختامي للمؤتمر الدولي لأمراض القلب    طائرة في مران ريال مدريد استعدادًا لمواجهة باتشوكا    إيران تلقى القبض على 35 جاسوسا لإسرائيل فى همدان ومسجد سليمان    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الأقصر    أسرار استجابة دعاء يوم الجمعة وساعة الإجابة.. هذه أفضل السنن    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإفتاء تجيب.. هل الشبكة من حق المخطوبة إذا عدل الخاطب عن الزواج؟    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    إدراج 20 جامعة مصرية في النسخة العامة لتصنيف QS العالمي لعام 2025    بنجاح وبدون معوقات.. ختام موسم الحج البري بميناء نويبع    بدءا من أول يوليو| تعديل رسوم استخراج جواز السفر المصري "اعرف السعر الجديد"    رئيس جامعة القاهرة يستقبل بعثة الاتحاد المصري لألعاب القوى    أتلتيكو مدريد يفوز على سياتل ساوندرز في كأس العالم للأندية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد..مرسى قابل ضابط موساد قبل انتخابات الرئاسة بيوم
نشر في الصباح يوم 09 - 10 - 2013

تلزم معاهدة السلام الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فى العاصمة الأمريكية واشنطن بتاريخ 26 مارس 1979 الجيش المصرى حفظ الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
عقب تصدر جماعة «الإخوان المسلمون» مع أحزاب دينية مختلفة المشهد السياسى فى مصر بعد 25 يناير 2011 شعرت دول عديدة بالخطر على رأسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فكلفت أجهزة استخباراتها بفتح قنوات حوار سرية مع اللاعبين الجدد.
تتملص أجهزة الاستخبارات أحيانًا كثيرة من مبادئ حماية سرية العلاقات والاتصالات تماشيًا مع التطورات السياسية الخطيرة التى تهدد مصالح دولها لا سيما الجارى فى الشأن المصرى الداخلى.
تحقق ذلك فى تسريب جهاز الموساد الإسرائيلى ملخص بروتوكول فريد من نوعه تنفرد «الصباح» بنشره حصريًا وثق لقاءً سريًا جرى فى أحد الأماكن الآمنة فى العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 15 يونيو 2012.
توسط لعقد اللقاء سرًا بين الإخوان والموساد الإسرائيلى ضابط استخبارات أمريكى رفيع المستوى ذكر فى وثيقة البروتوكول السرية للغاية بالحرف «أ».
وحضره ممثل رسمى عن جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة الإسرائيلى المعروف باسم «الموساد» أشار إليه بروتوكول اللقاء بلقب «البارون».
بينما حضر اللقاء الدكتور «محمد مرسى» المرشح الرئاسى المصرى المحتمل وقتها ممثلًا رسميًا عن جماعة الإخوان المسلمين.
كيف حصلت «الصباح» على هذا السبق؟
الزمان: نهاية شهر أغسطس 2013
المكان: إحدى غرف الحوار العسكرى على شبكة تواصل إسرائيلية خاصة
الأطراف عميلان لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد الأول يدعى «أساف أورى» والثانى «إسحاق بن»
وقد جرى بينهما ذلك الحوار الذى كشف سر لقاء محمد مرسى بجهاز الموساد الإسرائيلى بالقاهرة يوم 15 يونيو 2012
آساف أوري: هل سمعت عن التسريب الأخير الذى قام به الأصدقاء فى الشركة؟
إسحاق بن: الأصدقاء فى الشركة يسربون طيلة الوقت
آساف أورى: سربوا تلك المرة بروتوكول للقاء «سرى للغاية» بين مرسى «مصر» وبينهم
إسحاق بن: لا يصدق
آساف أورى: افحص بنفسك هذا هو الرابط
إسحاق بن: مستحيل لحظة
إسحاق بن: يا ويلى هذا يعمل
آساف أورى: لقد قضوا عليه
كيف قامت «الصباح» بالكشف عن صحة الوثيقة عقب الحصول عليها؟
استعانت الصباح بخبراء كشفوا عدة حقائق مهمة ورسمية متفق عليها فنيًا:
لجهاز الموساد الإسرائيلى مستندات كتابة خاصة به معروفة فقط للخبراء.
لجهاز الموساد أسلوب متفرد فى كتابة التقارير، وتسجيل البروتوكولات لا يمكن لآخرين تقليد الأسلوب وأرشفة الوثائق السرية للغاية.
طريقة كتابة التاريخ العبرى الدينى غير المعروف لمعظم العامة فى إسرائيل نفسها ويبدو فى الوثيقة على اليسار من أعلى.
خاتم حفظ البروتوكول كان الفيصل حيث لا تعرف أى جهة بالعالم أن الوثائق المشابهة بين تلك التى يفرج عنها جهاز الموساد الإسرائيلى، هى مربع خاتم قانون حفظ الأسرار القومية الإسرائيلية لعام 1957.
بينما الخاتم الحقيقى للمستندات السرية للغاية، ومنتهى السرية المحفوظة لديهم حاليًا هو خاتم تعديل القانون نفسه لعام 1977، ولا يمكن تقليد ذلك.
وثائق جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد بداخلها بصمة إليكترونية لا يمكن تقليدها بها اسم دولة إسرائيل، وعنوان الملف، وقانون حفظ أسرار الدولة العبرية القومية، وهى علامات تحققت كلها فى وثيقتنا اليوم.
النقطة الأهم أن وثيقة البروتوكول الإليكترونية مغلقة هندسيًا، ولا يمكن تعديلها أو كسرها أو الإضافة أو الحذف منها، والملف متاح فقط للطباعة.
وجد على يسار الصفحة الأولى تسجيل تاريخ اللقاء طبقًا للتقويم العبرى القديم فى الخامس والعشرين من شهر سيفان عام 5772 الموافق 15 يونيو 2012 مع أحرف عبرية حررت فرادى هى «لام - ميم - راء» أعقبها رقم 65.
تبين أنها حروف بدايات كلمات عبرية تشير أن الوثيقة حررت يومها كملخص معلومات صدر إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى برقم 65.
التساؤل حول السر وراء تسريب جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد لتلك الوثيقة فى التوقيت الراهن تحديدًا فى غير محله، ولا ينكر أحد أن الجماعات الدينية المتطرفة فى مصر كلها تتواصل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية معها بشكل دورى.
الحقائق والأسرار وثائق ومستندات وتفاصيل وأسماء وبيانات، ودون ذلك لا تصدقها العامة، ولا تتفاعل معها النخبة، وقبل الدخول فى السرد ألفت عناية القارئ أن تاريخ الجلسة السرية التى ننفرد بالكشف عنها بشكل حصرى هو 15 يونيو 2012.
المثير أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية التى جاءت بجماعة الإخوان المسلمين، ومحمد مرسى جرت يومى 23 و24 مايو 2012، بينما أقيمت جولة الإعادة الثانية يومى 16 و17 يونيو 2012.
أسفرت النتائج النهائية المطعون عليها ليومنا هذا عن إعلان فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة مصر مساء يوم 24 يونيو 20102 بنسبة 51.73 %.
بعدها أدى اليمين الدستورية، وتولى مع جماعته مقاليد حكم مصر بتاريخ 30 يونيو 2012.
لن أخوض فى التخمينات، وفى الخلفية نفى إخوانى - إسرائيلى - أمريكى رسمى متكرر بعدم وجود علاقات سرية مع جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسى.
وسأذهب مباشرة إلى نص بروتوكول الوثيقة المسربة من جهاز الموساد لنرصد اللقاء الذى عقد تحت بند «سرى للغاية» أنقل نصه دون تدخل.
تتكون وثيقة بروتوكول اللقاء السرى من صفحتين حررتا على الأوراق الرسمية حملت العلامات الإليكترونية الخلفية، والعبارات التوثيقية المميزة لمحررات جهاز الموساد الإسرائيلى.
تتميز المحررات الرسمية لجهاز الموساد بخط يأتى بطول يسار الأوراق الرسمية باللون الأحمر طبع فى قسمه العلوى «سرى للغاية»، وفى المتن يتوسط اسم الجهاز يليه مباشرة وصف الوثيقة وهى محظورة موجهة إلى «المعنى فقط» بالملف ومحررات جهاز الموساد لا تختم ولا توقع.
أظهر الفحص الفنى لوثيقة البروتوكول المذكور وجود الخاتم الأصلى الرسمى المعروف لقانون أسرار الأمن القومى الإسرائيلى، وتبين أنه القانون المعدل لعام 1977 ممهور على يمين الوثيقة بلون النبيذ كتب بداخله:
«يعتبر الإفصاح عن نص تلك الوثيقة كلها أو أى جزء منها لأى شخص غير مخول بذلك انتهاكًا لقانون العقوبات الإسرائيلى، وبنود الأمن القومى والعلاقات الخارجية والأسرار الرسمية لسنة 1977».
كما أثبت الفحص تطابق التوقيع الإليكترونى داخل وثيقة بروتوكول اللقاء مع التوقيع الإليكترونى لجهاز الموساد الإسرائيلى، وبيانات أرشيف الدولة الإسرائيلية.
ويأتى على يسار الصفحة الأولى تسجيل تاريخ اللقاء طبقًا للتقويم العبرى القديم فى الخامس والعشرين من شهر سيفان عام 5772.
الموافق 15 يونيو 2012 مع أحرف عبرية حررت فرادى هى «لام - ميم - راء» أعقبها رقم 65، وبالتحقيق تبين أنها حروف بدايات كلمات عبرية تشير أن الوثيقة حررت يومها كملخص معلومات صدر إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى برقم 65.
بمتابعة الفحص توسط وثيقة بروتوكول اللقاء كلمة «الموضوع» ثم عنوان رئيسى هو: «تقرير ممثلنا فى لقاء مرسى - «البارون».
ثم بدأت وثيقة البروتوكول بديباجة أشارت إلى الآتى بين قوسين:
(الكلمات والجمل الآتية لا تعد تقريرًا حرفيًا لكنها تمثل فقط النقاط الرئيسية التى طرحها، وأدارها المشاركون فى الحوار لا تعبر عن نظام سير الحديث لكنها نص مركز وملخص لما جرى فى اللقاء).
بعدها نصل إلى عنوان فرعى يشير أن التالى مجرد «معلومات» عن شخصية الدكتور محمد محمد مرسى عيسى العياط المولود فى 20 أغسطس 1950 فى محافظة الشرقية المصرية.
فى عام 1975 حصل مرسى على شهادته العلمية الأولى من كلية الهندسة جامعة القاهرة، ثم خدم لمدة عامين بالقوات المسلحة المصرية، وفى عام 1978 حصل على شهادة الماجستير، وفى عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه فى هندسة المواد من جامعة جنوب كاليفورنيا.
فى الفترة من عام 1982 حتى عام 1985 عمل كباحث فى لوس أنجلوس جامعة ولاية كاليفورنيا المعروفة باسم جامعة «نورث بريدج».
عاد مع أسرته إلى مصر فى عام 1985 بعد سبعة أعوام قضاها فى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل محاضرًا فى جامعة الزقازيق.
المعروف أن مرسى رجل جماعة الإخوان المسلمين المصرية المتشددة الساعية لإقامة خلافة إسلامية فى كل منطقة الشرق الأوسط.
أظهر محمد مرسى فى الماضى معارضة لوجود دولة إسرائيل، وهاجم إسرائيل بوسائل ضد السامية متلفظًا بعبارات أرجعت وفقًا لتعبيراته أصل الصهاينة إلى القردة والخنازير.
يعتبر مرسى أحد أعضاء اللجنة المصرية العامة لمعارضة المشروع الصهيونى وهو عضو فى لجنة مقاومة الصهيونية فى محافظة الشرقية المصرية.
يجب الإشارة أن اللقاء مع مرسى تم بعلم كامل، وبمباركة «محمد بديع» المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية منذ 16 يناير 2010 الذى شدد على ضرورة الحفاظ على السرية التامة بكل ما يتعلق باللقاء.
ولد بديع نفسه بتاريخ 7 أغسطس 1943، وترأس الفرع المصرى لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، وكان عضوًا لجماعة إرشاد الجماعة قبل أن ينتخب مرشدًا عامًا.
انتهت الصفحة الأولى من وثيقة بروتوكول لقاء مرسى - الموساد، وننتقل إلى الصفحة الثانية مع عنوان فرعى هو: «اللقاء» مع رقم «1»، وهو البند الأول فى توثيق الحوار ونقرأ الآتى:
اللقاء الأول والوحيد مع محمد مرسى جرى فى مكان آمن وفرته جماعة الإخوان المسلمون فى مدينة القاهرة استغرق حوالى ثلاثين دقيقة حضره «أ» كممثل رفيع عن الجانب الأمريكى جلس يسجل النقاط طيلة الوقت، ولم يشارك فى الحوار، وقد ترك غرفة اللقاء ثم عاد إليها عدة مرات بهدف اطلاع واشنطن على التطورات تاركًا الفرصة لممثل الموساد ولمحمد مرسى للحوار على انفراد.
ننتقل بعد ذلك إلى عنوان فرعى جانبى هو: «حديث الممثل الإسرائيلى» ورقم بند «2» - الثانى - وقد سجل الآتى:
فى بداية الجلسة أثنى «البارون» على شجاعة جماعة الإخوان المسلمين أثناء الاضطرابات الخطيرة التى صاحبت الثورة المصرية فى 25 يناير 2011.
بعدها دخل مباشرة إلى صلب الحديث، وتعهد للحاضرين أن جهاز الموساد سيحافظ على سرية اللقاء طبقًا للاتفاق مع الجانب الأمريكى، وأعلن بسبب ضيق الوقت أن لديه عددًا من الأسئلة الحيوية للغاية يهم دولة إسرائيل الحصول على إجابات واضحة ومباشرة عليها لا تقبل الجدل من جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
ثم تنتقل وثيقة بروتوكول اللقاء إلى البند رقم «3» - الثالث - وتسجل الحوار الآتى:
إن الطرف الأمريكى المشار إليه بالحرف «أ» أجاب بحركة موافقة برأسه دون حديث، وأن محمد مرسى تمتم بالموافقة على منح الإجابات المطلوبة بحركة موافقة من يديه.
بعدها نصل إلى البند رقم «4» - الرابع - فى وثيقة البروتوكول ونقرأ الآتى:
على الفور قدم الممثل الإسرائيلى عن جهاز الموساد عدد سبعة أسئلة فقط.
ثم تسجل وثيقة بروتوكول اللقاء الأسئلة بالترتيب كما وردت وهى:
هل ترى جماعة الإخوان المسلمون أهمية فى الحفاظ على العلاقات الطبيعية وربما الودية مع دولة إسرائيل؟
هل هناك تخطيط لجماعة الإخوان المسلمين لإدخال التعديلات على معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب؟
هل ترى وتعتقد جماعة الإخوان المسلمون فى إسرائيل كدولة معادية فى الحاضر والمستقبل؟
هل تخطط جماعة الإخوان المسلمون لتغيير الظروف القائمة فى إطار العلاقات المصرية - الإسرائيلية الجيدة؟
هل ستقرر جماعة الإخوان المسلمون تغيير الحقوق والمميزات التى حصلت عليها دولة إسرائيل بموجب اتفاقية السلام بشأن الممرات المائية فى قناة السويس ومضايق التيران؟
هل مصر فى طريقها للتوقيع على اتفاقيات استراتيجية مع إيران وحماس وحزب الله اللبنانى؟
هل يمكن مستقبلًا أن تعلن جماعة الإخوان المسلمون الحرب على دولة إسرائيل أو تسمح بذلك لغيرها من المنظمات والجماعات المتشددة فى مصر أو منطقة الشرق الأوسط بطريق غير مباشر؟
بعدها تنتقل وثيقة البروتوكول إلى عنوان فرعى جديد هو: «تلخيص مرسى» ونقرأ الآتى:
البند الخامس «5» تجدر الإشارة أن مرسى سجل الأسئلة بعناية شديدة، ثم طلب بعدها دقيقة لعمل اتصال مع السيد محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يعد إلى غرفة اللقاء إلا بعد مرور حوالى خمس دقائق تعلو وجهة ابتسامة مشجعة.
البند السادس «6»، وعندما تحدث مرسى عاد واعتذر لعدم وجود وقت لديه، وأكد وأوضح عدة مرات متتالية أن الموضوع كان أبسط من التقابل بشأنه.
ثم تصل وثيقة بروتوكول اللقاء السرى إلى عنوان جانبى هو: «الإجابات» التى قدمها محمد مرسى إلى ممثل جهاز الموساد، ومن ثم إلى البند السابع «7» والأخير بين بنود البروتوكول لنقرأ التالى:
أعلن محمد مرسى أنه سيجيب عن الأسئلة الإسرائيلية السبعة بشكل رسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين المصرية وباسم المرشد العام للجماعة، وبالفعل قدم إجابات جلية واضحة.
ما زلنا مع نص وثيقة بروتوكول لقاء محمد مرسى مع ممثل جهاز الموساد الإسرائيلى فى القاهرة بتاريخ 15 يونيو 2012، وقد سجلت الوثيقة إجابات مرسى كالتالى:
بالنسبة للسؤال الأول أجاب مرسى بجملة: «بالتأكيد سنحافظ عليها»، وكان يقصد العلاقات الودية مع دولة إسرائيل طبقًا لمعاهدة السلام.
بالنسبة لإجابة محمد مرسى عن السؤال الثانى بشأن نية الجماعة إدخال تعديلات على معاهدة السلام أجاب بجملة: «أبدا سنحافظ على البنود دون أدنى تعديل».
أما بالنسبة لإجابات مرسى عن الأسئلة الإسرائيلية التى قدمها ممثل جهاز الموساد الإسرائيلى من السؤال الثالث إلى السؤال السابع، فقد أجاب بكلمة واحدة هى: «لا».
وهكذا انتهى اللقاء الذى استغرق حوالى ثلاثين دقيقة مع موافقة ووعد من محمد مرسى بلقاء ممثلنا مرة ثانية فى القريب.
انتهى نص بروتوكول اللقاء السرى للغاية بين محمد مرسى ممثلًا رسميًا عن جماعة الإخوان المسلمين، وبين ممثل جهاز الموساد الإسرائيلى المشار إليه بلقب «البارون»، وبين ممثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رفيع المستوى الذى أشارت الوثيقة إليه بالحرف «أ».
ونجد رقم 2/2 أى نهاية وثيقة البروتوكول مع عدم وجود مرفقات أخرى، وتكرار ختم أسفل الصفحة الثانية من الوثيقة بخاتم قانون أسرار الأمن القومى الإسرائيلى لسنة 1977.
انتهى بروتوكول اللقاء السرى للغاية، وتلك كانت حقيقة الرئيس المعزول «محمد مرسى»، وقد طالعتكم لتوكم بشكل حصرى أول توثيق للعلاقة الخفية بين جماعة الإخوان المسلمين ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلى.
وفى ثانى يوم للقاء السرى للغاية خاض الرئيس المعزول محمد مرسى جولة الإعادة أمام الفريق «أحمد شفيق»، وأعلن فوزه وجماعة الإخوان المسلمون برئاسة جمهورية مصر العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.