توترت العلاقة بين «روتانا» وجورج وسوف، فعلى الرغم من أنه يحظى بمكانة كبيرة فى الشركة إلا أنه لا يحصل على التقدير الذى يتناسب مع تاريخه واتساع قاعدته الجماهيرية، ويبدو أن التوتر قد تحول إلى خلاف جوهرى، أدى إلى تعطيل إصدار ألبوم الوسوف الأخير، رغم الانتهاء من تسجيله، مما جعله يفتح النار على الشركة مؤكدا انزعاجه وغضبه وقد تدخل بعض الوسطاء لإنهاء الخلاف إلا أن كل الحلول وصلت إلى طريق مسدود. الألبوم يتضمن عشر أغنيات تعاون فيها جورج وسوف مع العديد من كبار المؤلفين والملحنين وهى أغانى جديدة تم تسجيلها حديثا وليست من مخلفات الألبومات السابقة أو من الأغانى التى سجلها قبل تعرضه للإصابة بالجلطة، منذ عامين فقد كان آخر ألبوم له هو «الصبر طيب» والذى تم طرحه منذ 5 سنوات، ولم يصدر المطرب ألبوما خلال السنوات الثلاث التى سبقت مرضه حيث اكتفى بغناء تتر مسلسل «وما ملكت إيمانكم» فى صيف 2010، وطرح أغنية سنجل بعنوان «دوارة الأيام». جذور الأزمة اشتعلت حرب سرية بين الطرفين بسبب موقفه الداعم لنظام بشار الأسد، ويبدو أن هذا الأمر كان القشة التى قصمت ظهر البعير، لأن معاملة المسئولين فى روتانا قد تغيرت تجاه الوسوف، وخاصة بعد أن أطلق تصريحات نارية تتهم رءوس الأموال الخليجية بالدعم ضد بشار الأسد، ليس هذا فحسب بل قال إن التعاون مع الخليج «خيانة» توازى التعاون مع العدو الصهيونى، وبناء على هذا الموقف شنت حربا إعلامية ضد جورج وسوف، مؤكدة أنه يمر بحالة من عدم الاتزان الفكرى وأنه لا يملك أى دلائل ولا قرائن لإثبات صحة ادعائه، وطالبت كبريات الصحف السعودية شركة روتانا بأن يكون لها موقف حاسم تجاه هذا التطاول على كرامة أهل الخليج. بينما أكد البعض أن هجوم جورج وسوف ليس له سبب واضح لأنه من أكثر المستفيدين من المال الخليجى، فلولا روتانا لما حقق ربع النجاح الذى وصل إليه كما أن قيمة العقد المبرم بينه وبين الشركة يصل إلى مليون دولار. ويرجح البعض الآخر أن روتانا قررت ذبح نجومية جورج وسوف على مقصلة السياسة على الأقل لإرضاء الصحف الفنية الساخطة عليه فى الخليج، وفى نفس الوقت للحد من تصريحاته المستفزة والتى توحى بأجواء المؤامرة وهو ما يرفضه الجميع. وجاء التقرير الطبى الخاص بجورج وسوف من روما ليؤكد أنه بحالة صحية جيدة وأنه قادر على الغناء، وتسجيل الأغنيات إلا أنه لا يستطيع الأداء الحركى على الاستيدج بسبب استمرار مضاعفات الشلل النصفى الذى يعالج منه، وأن الوعكة الصحية ليست هى العائق أمام صدور الألبوم، أو تصوير الفيديو كليب الخاص به، وأن هناك مشكلة خفية تقف حائلا دون إنجاز ذلك. الاستيلاء على أموال الشركة وكشف أحد مسئولى مكتب روتانا فى بيروت أن جورج وسوف هو السبب فى تأخر صدور الألبوم لكثرة سفرياته، وأن الشركة قد دفعت له كل المستحقات المادية الخاصة بالأغنيات بالإضافة إلى تكاليف إنتاج الألبوم إلا أنه استولى عليها ولم يدفع المستحقات للملحنين والشعراء الذين تكبدوا كل المصروفات. ولأن وسوف لم يحصل على تنازل منهم عن هذه الأغنيات لعدم دفع المستحقات المالية فلا يمكن إصدار الألبوم واقترح بعض الوسطاء ضرورة التوصل إلى حل يرضى الطرفين بإعادة جزء من الأموال التى دفتعها روتانا للوسوف وعقد صلح تكون نتيجته تسوية الخلاف. ومن ناحية أخرى، يتوقع أن يفسخ وسوف عقده مع روتانا بعد تجميد نشاطه الفنى وخسارة الرصيد الجماهيرى الخاص به فى الشارع الخليجى، ويعزز ذلك أنه معروف داخل أروقة الشركة بأنه مثير للمشاكل وبطء فى إنجاز أعماله الفنية، بالإضافة إلى طلبه المستمر لمبالغ ضخمة وهو ما دفع الشركة إلى حجب كامل أجره عام 2002، وتعليقه لمدة ستة أشهر، كنوع من العقاب له خاصة بعد انتشار فيديو يظهره وهو «يركع» لابن خال بشار الأسد. لقد تمزقت صورة جورج وسوف بين انتمائه السورى وولائه الخليجى، إلا أن تغيير محل إقامته إلى قطر بجوار ابنه وديع، يضع عدة خطوط حمراء تحت تصرفاته لدول الخليج الأخرى، وتجرئه على روتانا وسط اتهامات له بالعمالة ل«قطر».