جهادى يختبئ خلف عقل طبيب، «ريبوت إخوانى» تحركه جماعة الإخوان، ووحدة تحكمها «مكتب الإرشاد»، وهو أحد أهم كوادر المنظومة الإخوانية لمواجهة إرادة الشعب، فبعد عزل محمد مرسى، كان له الدور الأكبر فيما يسمى «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» الذى يعد أول تحالف يضم الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين منذ انشقاق ابن عمه «عبود الزمر» عنها وتأسيسه للجماعة الإسلامية. طارق الزمر، الذى أدمن العنف، على حد وصف خبراء نفسيين، قاد حملات شرسة ضد الجيش وإرادة الشعب، وظل يهدد ويحذر من أى محاولات للاقتراب من مرسى، حتى وصل به الحال للتهديد بإحراق مصر، والتحريض على الحرب الأهلية، مؤكدا أنه لا توجد أى قوى شعبية تستطيع الاقتراب مما سماه «شرعية الرئيس الإسلامى» حتى جاءت اللحظات القاسمة، بدءًا من عزل مرسى، وحتى فض اعتصام رابعة، وبعدها اقتحام قرية كرداسة القريبة من مسقط رأسه، وإحكام الأمن قبضته عليها والهجوم على قرية «ناهيا» والقبض عليه، ليعود إلى السجن من جديد. أعلن القيادى بالجماعة الإسلامية فى مليونية «لا للعنف» التى نظمتها الجماعة الإسلامية أن يوم 30 يونيو هو يوم «الضربة القاضية» وأنه سيتم سحق متظاهرى 30 يونيو، وسيرى العالم الشعب المصرى، وهو يقضى تماما على هؤلاء الفلول، وقال إنه لا يعتبر الرئيس السادات شهيدا بل الشهيد هو قاتله «خالد الإسلامبولى»، ورفض رأى الأزهر بأن كل من شارك فى قتل السادات هو «آثم»، واعتبر الثورة على مرسى فى 30 يونيو انقلابا وأمرا غير مشروع، وتحول إلى شيخ مشايخ قبائل الإخوان المتعددة، من إخوان وجماعات إسلامية وجهاديين وأنصار سنة. طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر، من مواليد 15 مايو 1959م فى قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، قيادى فى تنظيم الجهاد المسجون منذ العام 1981 على خلفية اتهامه مع ابن عمه عبود الزمر بالمشاركة فى اغتيال الرئيس المصرى الأسبق محمد أنور السادات، وأطلق سراحه بعدما أمضى فى السجن أكثر من 29 عامًا. تربطه علاقة قوية مع ابن عمه عبود الذى هو أيضا زوج أخته أم الهيثم. وقد أُطلِقَ سراح طارق الزمر مع ابن عمه فى 10 مارس 2011، وفق قرار أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبعدها أصبح المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، وعضوا بارزا بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة، وتغيرت أفكاره بعد تقديم المراجعات الشهيرة عام 2005، وأصبح يرى أن التغيير لا يأتى بالعنف، ولكن بالحوار أو الثورات السلمية التى يرفضها الآن. خرج الزمر من السجن إلى معترك العمل السياسى، الذى بدأه بتكفير كل من صوت ب«لا» على الإعلان الدستورى، وكوفئ بدعوة الرئاسة للقصر، وأجلسه مرسى بجواره فى استاد القاهرة فى احتفالات نصر أكتوبر الأخيرة، فى مشهد أعاد إلى الأذهان حادث المنصة الذى اغتيل فيه السادات، فأصبح القاتل محتفلا بنصر حققه المقتول، وتحول أصحاب التاريخ الدموى الذى راح ضحيته أبرياء، إلى حكام نصبوا أنفسهم حماة للدين وأصحاب صكوك الشرعية الإخوانية.