قال سفير ماليزيا بالقاهرة "داتو كو جعفر" إنه سيتم افتتاح فرع لجامعة الأزهر بماليزيا مع بدء العام الدراسي في سبتمبر 2014، مشيرًا إلى أن جامعة الأسكندرية تدرس حاليًا مبادرة أخرى لإنشاء فرع للجامعة بكوالالمبور . وعزا السفير الماليزي، في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد، هذه المبادرات إلى مدى رواج الأنظمة الدراسية المصرية لدى الماليزيين وبلوغ عدد طلاب بلاده الدارسين بمصر إلى نحو 11 ألف طالب. ولفت جعفر إلى أن فرص إنشاء أفرع للجامعات المصرية في ماليزيا لن يقتصر على استفادة طلاب ماليزيا فحسب بل ستمتد إلى الطلاب الآسيويين من عدة دول أخرى، منوهًا بأن البيئة التعليمية في ماليزيا ملائمة للطلاب المصريين بسبب التقارب الثقافي والديني. وأضاف أن ماليزيا تولي أهمية خاصة للنظم التعليمية لأغراض التنمية، مدللاً على ذلك بأن ما يزيد عن مائة ألف طالب أجنبي يدرسون في العاصمة الماليزية "كوالامبور". من جانب آخر، أكد سفير ماليزيا لدى القاهرة أن مكانة مصر ودورها المتجاوز للبعدين الإفريقي والعربي إلى البعد الإقليمي والدولي بسبب نشاطها الدائم جعلت الموجات الثورية في مصر تسترعي اهتمام العالم أجمع وماليزيا على وجه الخصوص. وأوضح أن أي برنامج تلفزيوني يعرض حدثًا مصر يجذب انتباه الشعب الماليزي الذي يضم فردا في أسرته على الأقل يدرس في مصر أو كان يدرس بها خلال مرحلة ما من مراحل حياته. وعبّر جعفر عن ثقته في أن الأوضاع السياسية في مصر ستستقر سريعًا لتعود البلاد إلى ممارسة دورها الدولي الذي تنظر له ماليزيالتعميق التعاون وتحقيق الاستفادة المشتركة بمختلف المجالات، مبينًا أنه من بداية وجوده بمصر – منذ توليه التمثيل الدبلوماسي بالقاهرة منذ ثلاثة أسابيع – استشعر جدية الحكومة المصرية في تنفيذ بنود خارطة الطريق وإنهاء كتابة الدستور الجديد. وأضاف أن الأحداث في مصر شأن داخلي لا يجب التدخل فيه، مشددًا على أن كلا البلدين (مصر وماليزيا) يتمتعان بفهم وسطية الإسلام الحضاري، مما يُمكّن كلا الشعبين من قبول الاختلاف وتحقيق التسامح كعوامل رئيسية في إنهاء أي خلاف أو صراع. وأكد السفير الماليزي أن طلاب بلاده بمصر لم ولن يشاركوا في أي فعاليات احتجاجية داخل مصر؛ منبهًا إلى أن السفارة تصدر بيانات شبه دورية للطلاب لمتابعة تحركاتهم واحتياجاتهم وتذليل ما قد يواجهونه من عقبات. وتابع أن جزءًا من عمل السفارة الماليزية بالقاهرة هو متابعة أوضاع الطلاب الماليزيين وعقد اللقاءات الدورية لهم بأماكن تجمعاتهم بمدن (القاهرة، وطنطا، والمنصورة، والإسكندرية)، بالإضافة إلى متابعة أداء ما يناهز 21 منظمة ومؤسسة حكومية وخاصة تعمل في مصر. وبدوره أشار الملحق التجاري الماليزي أحمد ترمزي إدريس إلى أن السفير الماليزي بالقاهرة أجرى أولى جولاته بالأسكندرية لعقد عدد من اللقاءات مع الطلاب الماليزيين ورجال الأعمال المصريين من أجل تعزيز العلاقات بمختلف الأصعدة. ودعا الملحق التجاري رجال الأعمال المصريين إلى زيارة ماليزيا خلال الفعاليات التي ستستضيفها خلال الشهرين المقبلين (أكتوبر، ونوفمبر) على هامش الأعياد القومية الماليزية لمتابعة الفرص الاستثمارية التي تطلقها كوالالمبور بعدد من المناطق التي تخضع لخطط التنمية. وأشار ترمزي إلى أن ميزان التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية تعرض إلى انتكاسة بسيطة خلال الأعوام الأخيرة لم تتجاوز 10 %، لافتًا إلى أن الحكومة الماليزية عقدت بروتوكول تعاون مع الحكومة المصرية ستمكن العلاقات الاقتصادية من النمو مرة أخرى خلال فترة ليست بطويلة. وأضاف أن مجال التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين البلدين يشمل عددًا من المجالات أبرزها ما يتعلق بالطاقة . وأوضح ترمزي أن معظم الطلاب الماليزيين يقضون في مصر فترة تصل لنحو سبع سنوات للدراسة في عدة تخصصات أبرزها الطب، والعلوم الشرعية بجامعة الأزهر، ثم يعودون مرة أخرى إلى ماليزيا بما يوسع قاعدة العلاقات الشعبية بين البلدين.