لا يزال عقد الرعاية التاريخي الذي وقعه فريق باريس سان جيرمان الفرنسي مع الهيئة العامة للسياحة في قطر "قطر توريزم أوثوريتي" بقيمة تقترب من مليار يورو (9 مليارات جنيه مصري تقريبا) تسدد على 5 سنوات يثير جدلا في فرنسا بين مؤيد ومعارض. فإذا كان معظم المعارضين لعقد الرعاية من الفرق المنافسة لباريس سان جيرمان الذي اشتراه جهاز قطر للاستثمار في منتصف 2011 فإن المؤيدين هم في الغالب من المسئولين عن كرة القدم الفرنسية الذين يطوقون إلى رؤية فريق فرنسي ثري ماديا يكون قادرا على تهديد عروش الفرق الأوروبية الكبرى من أمثال برشلونة و ريال مدريد و بايرن ميونيخ . وكالعادة كان جون ميشيل أولاس رئيس نادي ليون الفرنسي على رأس المناهضين للعقد الذي يصر أولاس على وصفه بأنه يخالف قواعد اللعب المالي النظيف " فاينانيشل فيربلاي " الذي يتبناه الإتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بقيادة رئيسه ميشيل بلاتيني الفرنسي الجنسية. وانتقد أولاس العقد بشدة مؤكدا أنه لا يمت بصلة لعقود الرعاية الرياضية المتعارف عليها واصفا إياه بأنه عقد سياسي يستهدف الدعاية السياسية لدولة قطر باستغلال الشعبية الجارفة لكرة القدم . و اعتبر أولاس الذي هيمن فريقه على الدوري الفرنسي في السنوات العشرة الأخيرة بالفوز بالبطولة 7 مرات من إجمالي 10 مرات أن العقد يخالف كل قواعد العدالة التي أقرها اليويفا بخصوص اللعب المالي النظيف . وقال أولاس أن هذا العقد يعد بمثابة رئة إضافية ممتلئة بالأوكسجين لباريس سان جيرمان مما يخالف تماما قواعد المنافسة التي يعمل قانون اللعب المالي النظيف على فرضها على جميع الأندية الأوروبية. يشار إلى أن هذا العقد التاريخي سيساهم في رفع عائدات باريس سان جيرمان إلى نحو 400 مليون يورو و هي ميزانية تقترب من ميزانيات الفرق الأوروبية العملاقة مثل البارسا و الريال و الباير في وقت لا تزيد فيه ميزانية أي نادي فرنسي عن 100 مليون يورو . ويعترف خبراء الكرة في فرنسا بأن ميزانيات الأندية الفرنسية في وضعها الحالي لا تكفي لإحراز البطولات الأوروبية و تكفي بالكاد بالتمثيل المشرف في هذه البطولات . يشار إلى أن الدعم المالي الذي قدمته قطر لنادي باريس سان جيرمان مكنه بقيادة رئيسه القطري ناصر الخليفي من شراء لاعبين من العيار الثقيل من أمثال زلاتان إبراهيموفيتش نجم هجوم السويد بنحو 20 مليون يورو و لوكاس مورا نجم وسط شباب البرازيل بنحو 45 مليون يورو . وقد كان من نتاج شراء النجوم المؤثرة تربع باريس سان جيرمان على رأس الدوري الفرنسي بفارق 9 نقاط عن الثاني في الترتيب و تقديم عروض قوية في بطولة التشامبيونز ليج التي كان قاب قوسين أو أدنى من مواصلة مشواره فيها حتى النهاية لولا نجاح برشلونة الرهيب من انتزاع التعادل 2 / 2 على أرضه باستاد كامب نو ليصعد برشلونة وفقا لقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين بعد أن كان الفريقان قد تعادلا في باريس 1 / 1 . أما رئيس رابطة دوري المحترفين في فرنسا فريديريك تيرييز فقد دافع بقوة عن جهاز قطر للاستثمار الذي يعمل على الارتقاء بمستوى باريس سان جيرمان ليرتفع إلى قامة العمالقة في أوروبا . و أضاف فريديريك تيرييز في ندوة رياضية نظمتها مؤسسة " سبورسورا " التي تشكلت في فرنسا للنهوض بالموارد المالية للألعاب الرياضية أن الحملة التي تشنها بعض الأندية الأوروبية الكبرى على قطر و على رأسها نادي بايرن ميونيخ و ريال مدريد و برشلونة تستهدف الحفاظ على هيمنة هذه الفرق الساحة الأوروبية . وأضاف أن باريس سان جيرمان لم يرتكب جرما عندما وجد عقد رعاية جيد من جانب الهيئة العامة للسياحة في قطر لرفع ميزانيته بمعدل ثلاث أضعاف حتى يتمكن من اللعب مع الكبار . و أعرب عن دهشته لوقوف اليويفا بجانب الأندية المنتقدة لعقد الرعاية القطري رافضا استغلال اللعب المالي النظيف كحجة للحفاظ على تميز أوضاع بعض الأندية و منع جهود النهوض بمستوى نادي مثل باريس سان جيرمان . يشار إلى أن كارل هاينز رومنيجه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ الألماني كان قد صرح بأنه وقع طريح الفراش بعد أن علم براتب إبراهيموفيتش من باريس سان جيرمان ( 15 مليون يورو في العام ) فرد عليه نظيره في باريس سان جيرمان ناصر الخليفي مطالبا إياه بسرعة استشارة الطبيب .