شيع المئات من أبناء قرية العمودين بسمالوط جثمان الشهيد داوود مكرم كامل (مبيض محارة) بصورة مأساوية في حوالي الساعة السابعة مساء بكنيسته بالقرية وتم دفن الجثمان بمسقط رأسه بمدافن العائلة. انتقلت img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / إلي قرية المتوفي في محاولة لاجراء حوار مع اسرته التي اتضح من اللحظات الاولي ان صدمتهم بالواقعة فاقت اي تصور او وصف وخاصة انهم من أسرة بسيطة نشأت في حالة مادية ضعيفة دفعته الي الانتقال باسرته من المنيا للعمل بالخصوص - القليوبية. الجنازة بعد ان كان يسودها حالة من الهياج من الزوجة ووالدة وابنائة واشقائه تحولت الي صيحات ودعوات ضد من تسبب في هذه الواقعة روي كيرلس17 سنة عامل شقيق الشهيد تفاصيل الواقعه التي تعرض لها هو وشقيقه داود قائلا: بعد أن انتهينا من العمل بمنطقة عزبة النخل أصر شقيقي علي التوجه لمنطقة الخصوص للاطمئنان علي شقيقنا عيسي المقيم بنفس المنطقة وعندما وصلنا وجدنا الحي مظلم والكهرباء منقطعة عنه وفجأة استوقفنا 4 أشخاص لا نعرفهم وسألوا أنتم مين ورايحين فين وعندما عرفوا أننا مسيحيين من خلال مشاهدتهم وشما لرسم الصليب بذراع شقيقي داود انهالوا عليه بالضرب وطعنه أحدهم طعنه نافذة بمطواة في القلب حالت دون انقاذه إلا اننا لم نستطيع ان نفعل شئ، إلا ان تم إحضار "توك توك" بمساعدة بعض سكان المنطقة وقمنا بنقله إلى مستشفى المطرية وهناك تقرر نقله لمستشفى الخانكة وفي الطريق لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه. انهالت شقيقةته في البكاء فور نطقه بكلمة لفظ انفاسة الاخيرة واستمر الدموع تنهال علي وجهه وخاصة انه تذكر ان شقيقة توفي علي زراعية ولم يستطيع ان ينقذة ثم اكمل شقيقه الاخر عيسي 27 سنه سائق توتك توك قائلا: إنه في يوم الحادث المشئوم اتصل بي داود للاطمئنان علي وباقي أشقائه فنصحته بان يبقي بمكانه في عزبة النخل ولا يقترب من منطقة الخصوص وأبلغته أن الوضع سيئ ومحدش عارف المسلم من المسيحي والشرطة مش عارفه تسيطر علي الأحداث وفي مساء نفس اليوم تلقيت خبر مقتله من شقيقي كيرلس الذي كان يرافقه وأقول حسبي الله ونعم الوكيل. نظر مكرم كامل والد الشهيد إلي صورة ابنه والي ابنائة الاطفال وانهال في البكاء قائلا دم ابني في رقبتك يا مرسي قال والد الشهيد أن ابنه داود الذي قتل في أحداث الخصوص كان يعول أسره مكونه من 3 أطفال وأمهم وبعد أن ضاقت سبل العيش في قريتنا الفقيرة العمودين اتجه ألي القاهرة برفقة أشقائه جوده، كيرلس ، عيسي بحثا علي عمل شريف يسد يطعم به الصغار وكان يعمل مبيض محارة. ويضيف الأب كان داود الابن الحنون واللي في أيده مش ليه وقبل أسبوع من مقتله اتصل بي وأكد لي انه هيجي علي العيد ومكنتش عارف أن ده أخر مره هسمع صوته وكلما انظر ألي أطفاله الثلاثة اشعر بالحسرة والآسي لان والداهم راح ضحية دون أن تقترف يده ذنبا أو أثما وكل ما فعله انه كان يسير في الشارع ولكن اثق ان ابني مات شهيدا لاسم المسيح لان وفاته لم تكن انتقاما منه لشخصة انما توفي لاسم المسيح بعد شاهد الجناة الوشم المسيحي بيد. الجناة يتهموا أطفالي الثلاث ورضيعي الذي في بطني لم يرى النور حتى الآن بهذه الكلمات المليئة بالألم والحسرة والغضب بدأت زوجة الشهيد التي تدعي سامية ملاك 23 سنة ربة منزل وقالت: ماذا أقول لأولادي زوجي دواد كان العائل الوحيد لنا ووالده رجل فقير وترك لي الأطفال لارينا بالصف الخامس الابتدائي، إيريني بالصف الثاني الابتدائي، كراس عمره 3 سنوات وحامل بجنين في الشهر الرابع وفي يوم مقتله اتصل بي للاطمئنان علينا وقلت له خلي بالك من نفسك وفي الليل تقليت خبر مقتله ولكن زوجي شهيد شهيد شهيد لانه توفي لكونه مسيحي لا لأي ذنب اقترفه.