مازالت ردود الأفعال الأممية والمحلية تتولى للتنديد والاستنكار للاعتداءات على بعض المؤسسات الصحفية العراقية التي تعرضت لها مساء أمس الاثنين. فمن جانبها، أدانت الأممالمتحدة الاعتداءات ضد المؤسسات الإعلامية أو الصحفيين العراقيين، معتبرة أنها أمر غير مقبول تحت أي ظرف من الظروف. ودعا ممثل الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر - في بيان صحفي اليوم الثلاثاء - الحكومة العراقية إلى تقديم المتورطين في الهجمات التي استهدفت مقرات عدد من الصحف في بغداد أمس الاثنين إلى العدالة وضمان حماية الإعلاميين ضد جميع أشكال الترهيب والعنف بسبب آرائهم أو افكارهم . بدورها، أعربت مديرة منظمة اليونسكو في العراق لويس هاكستهاوزن عن قلقها العميق إزاء التأثير الخطير لمثل هذه الحوادث على حرية الصحافة وحرية التعبير، ودعت إلى تقديم المتورطين في هذه الهجمات إلى العدالة ومحاكمتهم. وقالت هاكستهاوزن إن حرية التعبير عنصر مهم لإقامة ديمقراطية حقيقية وبناء سلام مستدام في العراق. وطالبت النائبة عن القائمة العراقية وصال سليم الحكومة بحماية المؤسسات الصحفية والإعلامية، فيما وصفت ما تعرضت له بعض الصحف المحلية أمس بالرسالة السلبية يراد من خلالها اغتيال الديمقراطية. وقالت وصال سليم - في تصريح صحفي اليوم - إنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن يأخذ الإعلام دوره في تقويم مسار العملية السياسية بشكل ايجابي من خلال إطلاق الأقلام الحرة، لكننا فوجئنا أنه ما زالت الهمجية تتحكم في البلاد . واعتبرت سليم أن ما حدث يوم أمس من استهداف للصحف ما هو إلا محاولة لإسكات صوت الحق الذي يريد بيان الحقيقة لبناء دولة ذات أساس متين، واصفة التهجم على مقرات الصحف بأنه جريمة اخرى بحق الصحفيين تضاف الى الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الماضية. وبدوره، دعا مرصد الحريات الصحفية في العراق المؤسسات الإعلامية في بغداد إلى أخذ الحيطة والحذر لحين الوصول إلى إتفاق مع وزارة الداخلية على آلية لتوفير حماية للمؤسسات التي تتلقى تهديدات أو تشعر بخطر تعرضها لهجمات . وأدان المرصد - في بيان له اليوم - ما وصفها بالهجمة المنظمة على المؤسسات الصحفية ، مطالبا السلطات الأمنيةبتوفير الحماية اللازمة والتحقيق في هذه الهجمات وملاحقة الذين يربكون أوضاع البلاد الأمنية . وكانت جماعات شبه مسلحة شنت مساء أمس الاثنين سلسلة هجمات على مقار أربع صحف وسط العاصمة بغداد، وهي المستقبل العراقي والدستور والناس والبرلمان، فضلا عن تهديد مطبعة أهلية، وقدر شهود عيان أعداد المهاجمين ب 50 عنصرا اعتدوا بالضرب بالعصي والهراوات وطعن بعض العاملين بالسكاكين ، فضلا عن إحراق سيارة تابعة لصحيفة المستقبل العراقي .