اتهم مرصد “الحريات الصحفية” في العراق، من وصفهم ب”متشددين أصوليين” بمهاجمة مقار أربع صحف مستقلة وسط بغداد والاعتداء بالضرب على بعض العاملين بها. وقال المدير التنفيذي لمرصد “الحريات الصحفية” في العراق، زياد العجيلي، لوكالة الأناضول للأنباء إن “مقرات أربع مؤسسات اعلامية تقع في منطقة الكرادة وسط بغداد، تعرضت لهجمات اليوم الاثنين، من قبل مجموعات مسلحة يعتقد أنهم يتبعون رجل الدين الشيعي الراديكالي الحسيني الصرخي”. فيما أوضحت مصادر صحفية أن المهاجمين قاموا بتحطيم محتويات مقر صحف (الناس، البرلمان، الدستور، المستقبل العراقي)، واعتدوا بالضرب على عاملين فيها، عقب نشرها خبرا – نقلا عن وكالة أنباء محلية – عن رجل الدين الشيعي الصرخي، رأى فيه أنصاره أنه يحمل إساءة له. ولم تصدر الحكومة العراقية أي تعليق رسمي حتى مساء الإثنين، كما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الصرخي على تلك الاتهامات. وبدأت الهجمات بعد ظهر اليوم الاثنين، ضد مقر صحيفة “البرلمان” اليومية، عندما هاجم عدد من الأشخاص يحملون السلاح الأبيض، وأسفر الهجوم عن تحطيم محتويات المقر والاعتداء بالضرب على عاملين فيه. وتلا هذا الهجوم، هجوما آخرا على مقري صحيفتي (الناس ، الدستور)، أسفر عن إصابة أربعة من العاملين فيهما، كما عبث المهاجمون بمحتويات مبنيي الصحيفتين. وفي المساء، تعرض مبنى صحيفة “المستقبل”، ويقع هو الآخر في حي الكرادة وسط العاصمة، لهجوم من قبل مسلحين، قاموا بتحطيم سيارة تعود للصحيفة وألحقوا أضرارا مادية بالمبنى. وطالب زياد العجيلي أجهزة الأمن بملاحقة المهاجمين بكل حزم لأنهم “لا يفقهون أبسط مقومات الحرية وحقوق الإنسان”، على حد تعبيره. واعتبر أن ما جرى “مؤشر خطير” لا سيما وأن المجموعات المهاجمة كانت تهاجم المقار بشكل يحمل قدرا من التخطيط والتنسيق يثير الدهشة. ويتعرض سجل العراق حول الحريات وحقوق الانسان والعمل الصحفي منذ انتهاء الحرب الأمريكية في 2003 لإنتقادات شديدة من جانب المنظمات الدولية المختصة، تصل إلى حد تحميل الحكومة وأجهزتها الأمنية مسؤولية عدم التحرك لحماية العاملين في مجال الإعلام، وهو ما يوقعهم “فرائس” لهجمات المتشددين والجماعات المسلحة.