كشف خبراء الطاقة أن انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف سيمتد لساعات طويلة في معظم محافظات مصر نتيجة نقص الغاز، وتهالك المحطات، وزيادة المكيفات الهوائية، وتعطل المشاريع الجديدة للمحطات، وتزايد عدد المشتركين، مما يدفع في اتجاه تزايد ظاهرة تخفيف الأحمال في قطاع الكهرباء. ومع تزايد أعداد المشتركين فإن نصيب الفرد من الطاقة يتضاءل ويزيد من حجم العجز في الطاقة الكهربائية الذي يتوقعه الكثيرون خلال الصيف المقبل بأن يصل إلى أكثر من 6 آلاف ميجاوات، في ظل فقدان الشبكة الكهربائية خلال الأيام الماضية لما يقرب من 4 آلاف و350 ميجاوات خلال يومين بسبب نقص الغاز الطبيعي كوقود لبعض المحطات. كما دفعت أزمة توفير الغاز الطبيعي المُضخ للمحطات المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء، إلى إعلان اتجاه وزارة الكهرباء للمرة الأولى منذ سنوات عديدة لإنشاء محطات تعمل بالفحم، مع تفعيل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، إلا أن ظهور إنتاج هذه المشروعات لن يكون قبل سنوات من الآن في حال نجاح الوزارة في الحصول على التمويل الدولي لإنشائها. وأكد المهندس جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، أن استهلاك الكهرباء خلال الصيف المقبل سيبلغ 29 ألفاً و400 ميجاوات، أي يفوق القدرات الحالية للمحطات المصرية بما يقرب من 3 آلاف ميجاوات، مع العلم بأن الشبكة القومية للتحكم القومي خلال العامين الماضيين لم تسجل حمل أقصى لمحطات الإنتاج تجاوز ال 24 ألف ميجاوات، وفقاً للبيانات اليومية الرسمية لوزارة الكهرباء، فكيف يمكن للشبكة الوصول إلى أكثر من 29 ألف ميجاوات خلال أشهر قليلة؟. وهناك العديد من الأعطال الفنية ضربت محطات الكهرباء خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أرجعها البعض لتهالك المحطات وانتهاء عمرها الافتراضي، نتيجة تراكم لأخطاء ومخالفات عديدة في مناقصات محطات الكهرباء. تجسدت المشكلات الفنية في مجموعة من الحوادث التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية، أكثرها فداحة كانت انفجار محطة كهرباء التبين، التي وصل خسائرها من جراء انفجار وتدمير كامل للوحدة الأولى في أكتوبر الماضي إلى أكثر من 500 مليون جنيه . وتأمل وزارة الكهرباء في خطتها الاسعافية الثالثة أضافة 2800 ميجاوات لمواجهة ظلام الصيف المقيل، وهي تعتمد علي تشغيل 3 محطات كهربائية جديدة ؛ هما الوحدة الغازية في محطة بنها قدرة 500 ميجاوات، ومحطة شمال الجيزة قدرة 1000 ميجاوات، والوحدة الأولى لمحطة العين السخنة قدرة 650 ميجاوات، والوحدة الثانية لمحطة أبوقير البخارية قدرة 659 ميجاوات، إلا أن هذه المشاريع تعطل تنفيذها بعد ظهور العديد من الاحتجاجات من أهالي المحافظة الموجود بها المحطة الجديدة لتعيين أبنائهم في المحطة؛ مما جعل بعض الشركات الأجنبية المنفذة لمشروع محطة العين السخنة تصفى أعمالها. وأكد مصدر مسئول بوزارة الكهرباء إن الانفلات الأمني وراء تزايد الاحتجاجات أمام محطات الكهرباء الجديدة ووقف المشروعات ومطالبة الأهالي بتعيين أفراد ليسوا متخصصين في أعمال المحطات . كما تعانى المحطات الحالية من نقطة ضعف تكاد تفاقم من صعوبة مواجهة أحمال الصيف المقبل، وتتمثل في توفير الغاز الطبيعي كوقود لأكثر من 80% من المحطات الكهربائية التي تعمل بالغاز، والتي تحتاج يومياً 97 مليون متر مكعب، وفى حال نقص إمداد الغاز الذى اعتاد عليه القطاع خلال الأشهر الأخيرة، يضطر القطاع على تنفيذ سياسة تخفيف الأحمال بعد توقف العديد من المحطات عن العمل. ورغم الاجتماعات التنسيقية بين وزارتي الكهرباء والبترول، فإن الأزمة التي يعانى منها قطاع البترول لن تنتهى قريباً ، بسبب أعباء قطاع البترول المتزايدة في توفير الغاز الطبيعي لباقي قطاعات الدولة بخلاف الكهرباء، ومنها التصدير للخارج.