بطل من ورق شفاف يحارب طواحين الحياة باستخفاف، يواجه الواقع بسخرية القدر، يسعى في الضد نداً للمنتظر، لا يهمه من أحد تقدير، فيكفيه موهبة أهداها له القدير. هذا ببساطة هو الفنان، تجسيد حي لخيالات مواهب عدة وعديدة، ليست بالقدرات الخلاقة ببعيدة، من رقص وعزف وتمثيل، وغناء وشعر أصيل، كلها تجمعت في خليط بشري اسمه " اوسكار" . أحمد نجدي فنان شاب في أواخر العقد الثاني من عمره، اشتهر بلقب "أوسكار" لتشابه قدرته على جذب الناس وإلقاء الحكايات بكاريزما عالية، كمثل مؤلفات أوسكار وايلد الشيقة، بدأت بذرة موهبته الفنية في الإنبات منذ ان كان لديه خمس سنوات من عمر الزهور، عندما شاهد إحدى أغاني " مايكل جاكسون"، ليسترعي بقدرته على الرقص والغناء انتباه طفل وجد في حركاته أسلوباً يتحرر به من طفولته العادية، ليكبر شيئاً فشيئاً ليعرف وسط أهله وجيرانه بقدرته الغريبة على الرقص، والتي جعلت منه خبيراً في سماع الموسيقى بشتى أنواعها. وصولاً لمرحلته الثانوية عندما استرعاه لأول مرة جو التمثيل المسرحي، ليخلط من بعدها بين أدائه كممثل وقدرته كراقص، حتى جاءت مرحلة الجامعة، والتي كانت لها الأثر الاكبر في تكوينه الفني، ليتعلم فيها فناً جديداً من نوعه على أعين الجماهير وقتها، البانتومايم، أي فن التمثيل الصامت مضافاً إليه بهارات من الإبهار الحركي والجسدي، فلم يكن صعباً على راقص مثله التعمق في مثل هذا النوع من الفنون، ليتميز بها عن شباب المسرح، لتخصص له جائزة خاصة لأفضل عرض بانتومايم في مهرجان مسرح جامعة حلوان، ليستمر من بعدها نجاحه في باقي تخصصات الخشبة المسرحية، ويحصل على جائزتين لأفضل ممثل في الجامعة، بجانب ثلاثة جوائز لأفضل مخرج مسرحي، ومؤخراً جائزة أفضل عازف بالجامعة. حاصداً على مدار مشواره على أكثر من سبعين مشاركة مسرحية كممثل، و إحدى عشر تجربة إخراجية، والعشرات من العروض الاستعراضية. هذا بالإضافة لدخوله عالم الغناء بتأسيسه فرقة " اوسكاريزما ستوديو"، المعتمدة في أدائها على خليط مختلف من الموسيقى والغناء الغير معتمد على القدرة الصوتية بقدر اعتماده على " كاريزما" من يؤديه، ليكون أشبه ما يكون بثلاثي أضواء المسرح، بقدرته هو ومن معه على إبهار الجمهور بما يقدمونه من فنون. ودخل عالم الشاشة الصغيرة عبر عديد من الأعمال التلفزيونية، أولها برنامج حلمنتيشي، وبرنامج " يا فرحة ما تمت"، ومشاركته في عدة مشاهد في مسلسل عرفة البحر، ومؤخراً انضمامه لطاقم عمل برنامج الليلة مع هاني. "اوسكار" نال نصيب الأسد من الألقاب والمسميات، أبرزها " شرقي جداً وغربي جداً"، نظراً لتأثره الكبير منذ صغره بثقافة الشارع الشرقية بقربه من الناس وتعلقهم به، والشق الثاني لكونه ملماً بثقافات غربية عدة من الموسيقى والغناء والمسرح وغيرها وتأثره بفناني العالم الغربي. فمهما وصفته الكلمات، لن تكفي حق ما جمع القدر فيه من مواهب وقدرات، فهو ببساطة راقص وممثل ومخرج وعازف واستعراضي، خلطت هذه المسميات جميعاً في ما لديه من كاريزما مميزة، فهو على الرغم من بساطته الخارجية يحمل في داخله قدراً هائلاً من الطاقة الفنية، ليصبح أشبه ما يكون بمحبوبته آلة الهرمونيكا، بصغرها وبساطتها تخرج أمتع النغمات والألحان.