بدأت فى دمشق اليوم فعاليات ملتقى الحوار الوطني السوري بمشاركة عدد من الأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية. ويناقش الملتقى على مدار يومين البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا الذي تقدمت به الحكومة والدستور والميثاق الوطني والمؤسسات الوطنية المنوط بها تنفيذ التوافق وضمانه والأفاق الزمنية لكل خطوة إضافة إلى مناقشة قوانين الإنتخاب والاعلام والاحزاب وخارطة الطريق للخروج الآمن من الأزمة الصادرة عن مؤتمر القوى الوطنية المعارضة على خط التغيير السلمى. وقال عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير والمتحدث الإعلامي باسم الملتقى عادل نعيسة إن سوريا اليوم أمام منعطف كبير واستحقاق تاريخى وإما نسقط خلف متاريسه أو نفتح الأبواب على مصاريعها وندخل سوريا الجديدة التي يجب الا تكون تكفيرية أو سلفية أو ظلامية بل تعددية ديمقراطية تسودها قيم العدالة والمساواة وحرية الرأى والتعبير. من جهته أكد وزير المصالحة الوطنية الدكتور على حيدر أن الحل الوحيد للازمة السورية يكون عبر الحل السياسي والحوار الوطني الذي يجمع السوريين ولا يفرقهم ويرسخ وحدة البلاد ولا يجزئها ويحقق سورية القوية التي ينشدها كلالسوريين وليس سوريا التى تعيش على تناقضات وتوازنات داخلية هشة تجعل منها أسيرة تلك التناقضات. وأشار إلى أن الاصوات الرافضة للحوار والمتهربة من الجلوس على الطاولة بحجج واهية والساعية إلى انتصارات وهمية لطرف على طرف آخر هي المسئولة عن شلال الدم الذي لا يتوقف فى سوريا..معتبرا أن الملتقى فرصة حقيقية وخطوة شجاعة لرصف لبنة أساسية فى بناء جسور الثقة بين السوريين وتقدم للامام بخطوة ثابتة ومقدامة لتقدم الصفوف واحتلال المواقع الطبيعية فى مواجهة المتشددين أينما وجدوا فى معركة وقف النزف للدم السورى ووقف التخريب والبدء بالبناء من التخريب الذى يرتكبه بعض السوريين فى مواجهة بعضهم الآخر. من جهته أكد عمار بكداش أمين عام الحزب الشيوعي السوري في كلمة الجبهة الوطنية التقدمية أن ملتقى الحوار الوطني هو أحد المحاور الحوارية المهمة وهو غير محصور به بل يشمل نواح كثيرة في حياة المجتمع لأن مصير الوطن ومستقبله هو الهم الشاغل لجميع السوريين. وأشار إلى أن أعمال التخريب والأرهاب التي تنفذ إرادة المستعمر فى سوريا طيلة هذه الفترة يجب أن تواجه بسيادة القانون وهذا موقف مبدئي فالقول والرأى يواجهان بالقول والرأى.. لافتا إلى أن الحوار ليس عملية طارئة فرضتها الأحداث بل نهج ثابت يجب اتباعه فالديمقراطية تعنى الحوار. وأشار عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتركي الدكتور خليل مشهدية في كلمة الحزب إلى أن استمرار الازمة في سوريا سيجر المنطقة والعالم إلى تداعيات لا قدرة للقوى المتآمرة على احتمالها ..مبينا أن تلك القوى قفزت فوق كل القوانين والاعراف والشرائع الكونية من خلال تبنى تهريب الأسلحة وتقديم التمويل والتدريب والدعم اللوجستي بغية تركيع جبهة المقاومة وهيمنة المشروع الصهيوني على مقدرات المنطقة بتعاون أنظمة سياسية متواطئة تسوغ لذلك المشروع. بدوره أكد عضو مجلس الشعب محمد خير النادر فى كلمة الشخصيات الوطنية المستقلة أن برنامج الحل السياسى للازمة فى سوريا يشكل دفة الخلاص للبلاد.. معربا عن أمله فى أن يكون هدف السوريين جميعهم هو الخروج من الازمة لتبقى سوريا عصية على العدوان والمؤامرات تملك قرارها السيادى المستقل. وأكدت بروين ابراهيم أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية في كلمة التكتل الوطني الديمقراطي المعارض أهمية الحوار الوطني بين ابناء المجتمع كونه يوحد ويجمع ولا يفرق لافتة الى أن أهم شروط الحوار تتمثل في الموضوعية والندية واحترام الرأى الآخر بحيث يكون الجميع على قدر المسئولية لرسم خارطة طريق تشكل خلاصا للسوريين. وأكد فاتح جاموس من ائتلاف قوى التغيير السلمى أن الحوار الوطنى الشامل هو الحل الوحيد للخروج من الازمة، مشيرا الى أن مجموعة قوى التغيير السلمي لبت دعوة مؤتمر طهران لكسر الحاجز والرد على من شكك واتهم المعارضة الوطنية بعدم جديتها فى الحوار. واعتبر سفير روسيا الاتحادية بدمشق عظمة الله كولمحمدوف أن هذا الملتقى خطوة نحو اقامة الحوار الشامل مع الحكومة السورية .. داعيا الى توحيد جهود المعارضة الوطنية التى ترفض العنف والتطرف والتدخل الخارجى وتسعى الى الحوار الشامل. وأكد أن المهمة الرئيسية الان هى وقف العنف واطلاق الحوار الشامل وفق بيان جنيف دون شروط مسبقة للوصول الى الحل السياسى للازمة.. مشيرا إلى أن بلاده ستواصل الدعوة الى الحوار الشامل وإيقاف العنف بالتعاون مع الحكومة السورية وكل الدول التي تقف إلى جانب التسوية السياسية لحل الازمة فى سوريا. ودعا معاون السفير الايرانى بدمشق كل التيارات المعارضة إلى السير في هذا الاتجاه مجددا التأكيد على أن إيران لن تدخر جهدا فى مساعدة السوريين شعبا وحكومة.. وأشار إلى أن جميع القرارات يجب أن تكون نابعة من الشعب السوري ويشارك فيها لأن ما يتم إعداده في الخارج لن يكون في مصلحة الشعب السوري. واعتبر المفكر العربي أنيس النقاش أن أي بيان يخرج به الملتقى لا يحتوى على تهديد علني للدول والمجموعات الإرهابية المسلحة بفضحها وتشكيل جيش رديفلمواجهتها لن يكون له أى تأثير.