قال "وضاح خنفر"، المدير العام السابق لقناة الجزيرة الفضائية، في حوار له فى صحيفة الدايلى تلجراف البريطانية، أثناء مهرجان "هاي تلجراف" عن التحديات التي تواجه مصر الآن، حيث قال ان مصر تواجه معركة من أجل ثورتها وستصل الانتخابات الرئاسية إلى ذروتها هذا الأسبوع. وأضاف أن الناخبين يواجهون خيارا بين مرشح الإخوان المسلمين، محمد مرسي، ورئيس الوزراء الاسبق، أحمد شفيق، فاذا تم اختيار مرشح النظام السابق، ستتخلى مصر بهذا الشكل عن الثورة التى كان لها أكبر الأثر على بلورة الربيع العربي. ونفى "خنفر" أن قناة الجزيرة قد عملت على تزايد هيمنة الاسلاميين فى مرحلة ما بعد الثورة من خلال اعتماد جدول الأعمال الدينية علنا في السنوات التي سبقت الثورة، ولكنه قال "ان ابطال الثورة هم انفسهم أصحاب التغيير الأول". وأشار أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ستكون بين من يحاربون من أجل التغيير والدولة التى تحاول الدفاع عن نفسها وسيكون كل العالم فى انتظار معرفة النتيجة، وأضاف أن مصر أصبحت "أداة للديكتاتوريين"، وقال "خنفر"، الذى يدير منتدى الشرق الفكرى الان، انه إذا خسر مرشح الإخوان فأنها ستكون "انتكاسة كبيرة للثورة" وعودة مؤلمة للوراء. ووفقا للصحيفة البريطانية، فقد قال "خنفر" ان التحدي الذي يواجه الشباب الذين قادوا الثورة سيتحول بعد ذلك ليصبحوا "المعارضة الرسمية" للحكومة دون زعزعة استقرار البلاد. وألمح أن جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة اسلامية كانت تعتبر العدو لوقت طويل لكثير من الأنظمة القائمة في الشرق الأوسط، لن تشكل خطرا على الغرب، فالاخوان المسلمين هم الآن حزب سياسي من "الديمقراطيين المسلمين"، واذا فاز مرشحهم فستكون "رسالة" تفيد أن 40 عاما من الدكتاتورية قد انتهت بشكل دائم. وأضاف أن جماعة الأخوان المسلمين قد أصبحت ذات قدرة سياسية وأثبتت أنه يمكن أن تكون أكثر واقعية وتضم تحالفات من الناس الذين ربما حتى لا يتفقوا معهم، ولكن لا يزال لديهم طريق طويل لمعرفة كيفية التعامل مع الديمقراطية والأمن. ووفقا لخنفر، أن المرحلة التالية من التغييرات في الشرق الأوسط، سوف تضع العراق مركز الصدارة بدلا من سوريا، لأن القوى الغربية ستبدأ في استغلال الثروة النفطية غير المستغلة هناك، حيث أن العراق وليس سوريا هو العنصر الأكثر أهمية في الشرق الاوسط، موضحا أن خضوع البلاد تحت هيمنة السياسيين المتعاطفين مع الأنظمة الحاكمة في ايران وسوريا حرض ضدها الدول العربية الأخرى. وحذر "خنفر" أيضا من أن هناك العديد من التحديات تقف فى طريق الديمقراطية في الشرق الأوسط، بما في ذلك ما إذا كان يمكن إجراء انتخابات حرة في اليمن والأردن، وعما إذا كان الغرب سيكون لديه الشجاعة لمساعدة السوريين المشاركين في الانتفاضة الثورية هناك، وحذر بشكل عام من الأزمة الاقتصادية في أوروبا وذلك يعني أن "العالم بأسره" سيسير فى طريق التغيير على نحو "لا يمكن التنبؤ بها".