سجل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني رقماً قياسياً في تفعيل برامجه الحوارية نحو المجتمع؛ حيث تمكن من تدريب أكثر من مليون سعودى وسعودية من مختلف الشرائح على فنون نشر ثقافة الحوار ومهاراته وكيفية التسامح والوسطية والاعتدال وتقبل الآخر. وقال الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان - في تصريح له اليوم الجمعة - إن المركز حقق أحد أهم أهدافه التدريبية المجتمعية التي تشكّل إحدى ركائزه الاستراتيجية التي يقوم عليها من خلال توطينه جغرافياً وإدارياً في أكثر من 59 مدينة ومحافظة في أرجاء السعودية المختلفة، إلى جانب تأهيل أكثر من 2800 مدرب ومدربة؛ ليكونوا أدوات التدريب الفاعلة. وأضاف: " نعتقد أننا قد قطعنا أشواطاً جيدة في إحداث قناعة لدى المجتمع ومؤسساته بأهمية الحوار عبر التدريب لفنون ثقافة الحوار " ، مشيراً إلى أن من دلالات نجاح ذلك التوجه اعتماد منظمة اليونسكو العالمية جميع البرامج التدريبية التي ينفذها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وفي هذا الشأن، أعرب عدد من المدربين عن رضاهم بحجم الإدراك والوعي الذي أبدته شرائح عديدة من المواطنين بمختلف توجهاتهم ومؤهلاتهم وأعمارهم مع نوعية الدورات التي تلقوها. وأكدت إحدى المدربات التي تم تأهيلها لتدريب النساء والطالبات أن الشأن الزوجي والأسري كان العنصر الأكثر تفاعلاً للنساء، باعتباره يتحسس هاجسهن اليومي. وأشارت إلى أن الحقائب التدريبية التي تم تنفيذها تركز في مجملها على كيفية نشر ثقافة الحوار ومهاراته، ومنها التسامح والوسطية والاعتدال وتقبل الآخر والتفهم والعناية المستمرة بالعامل الإنساني وتعزيز ثقافة الحوار بوصفه أسلوباً حضارياً لا يتعارض مع الثقافات الأخرى. وأوضحت أن البرامج التدريبية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لم تقتصر على الجانب المحلي فقط، بل سعت جاهدةً لترسيخ أطر وجسور التواصل والحوار الحضاري والبرامج الدولية ، مشيرة إلى أن مثال ذلك: برنامج أنا وأنت.. ونحن أبناء كوكب الأرض ، وتتجه بوصلة هذا البرنامج نحو تحفيز الفتيان على التأمل والتفكير وتصوير الآخرين من حولهم؛ حتى يكتشفوا حقيقة أن اختلافهم عن الآخرين لا ينفي الروابط المشتركة ، وكذلك برنامج حوار حضاري ، وهدفه الاستراتيجي هو تنمية مهارات الاتصال والحوار مع أتباع الحضارات والثقافات الأخرى في العالم ، وبرنامج المحاور العالمي ، وهو برنامج تدريبي يسعى لتمكين الشباب السعودي من القدرة على التواصل الثقافي والحضاري مع المجتمعات الأخرى وإمدادهم بالمهارات والمفاهيم التي تساعدهم على بناء الحوار الإيجابي والقدرة على التفاعل مع أي ثقافة تختلف معهم كلياً أو جزئياً، ومن ثم إكسابهم مهارة الوصول إلى بناء شخصية حوارية نموذجية بطريقة عملية واعية.