اهتمت الصحف الخليجية فى افتتاحيتها اليوم الخميس بالقمة العربية المقبلة التى ستعقد فى الدوحة يوم 22 مارس الجارى في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية. ففى دولة قطر، أكدت صحيفة (الوطن) أن هذا الوقت هو وقت دقيق بكل المقاييس بالنسبة للعرب وذلك بسبب التحولات الكبيرة التي أحدثتها ثورات الشعوب العربية. وقالت الصحيفة إنه من هنا تأتي أهمية قمة الدوحة التي ستعقد هذا الشهر لعمل خريطة طريق عربية لتطبيق شعارات الثورات المباركة على الأرض، وأعظم تلك الشعارات كانت (الحرية، العدل، المساواة، والكرامة). وأشارت إلى أن الشعوب التي أهلكت الطغاة لن ترتضي طغيانا جديدا، ولن ترتضي بغير التنمية وإحقاق التعليم والصحة ومحاربة الفقر والبطالة وهذا ما ينبغي أن يدركه القادة الجدد الذين جاءت بهم صناديق الحرية وهم يلتقون قريبا في الدوحة. وخلصت (الوطن) - فى ختام افتتاحيتها - إلى أنه يبقى على العرب أن يخرجوا من قمة الدوحة بخريطة عمل عربية مشتركة تليق بشوق شعوبهم إلى الكرامة والحرية. وفى دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت صحيفة (البيان) الإماراتية إن الواقع العربي الحالي يضع أمام قمة الدوحة التي تعقد يوم 22 مارس الجاري مجموعة من الملفات الساخنة على رأسها الملف الفلسطيني - الذي يبدو أنه قل الاهتمام به رغم خطورة المرحلة التي يمر بها - في زحمة الأحداث الداخلية والمنعطفات التي تعيشها غالبية الدول العربية. وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم - إن التصعيد الإسرائيلي في كل الاتجاهات من توسع الاستيطان إلى الهجمة غير المسبوقة على تدنيس الأقصى المبارك إلى تقطيع أوصال الأرض الفلسطينية لإجهاض حلم قيام الدولة ومرورا بانتهاك حقوق الأسرى في المعتقلات، ويبدو أن سلطات الاحتلال رأت في انشغال الدول العربية بملفاتها الداخلية فرصة لتنفيذ جميع مخططاتها الإجرامية، إلا أنه يمكن أن تقدم القمة المرتقبة في الدوحة - دعما سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا للسلطة الفلسطينية. وتحت عنوان "ملفات ساخنة أمام قمة الدوحة"، أوضحت الصحيفة أن الملف الذي سيكون شائكا ويمكن أن يحدث شرخا جديدا في الجسد العربي المتهالك فهو الملف السوري الدامي حيث تقف عدة دول عربية بالضد من موقف الأغلبية في الجامعة العربية إزاء هذا الملف، مؤكدة أنه يجب تنسيق المواقف وتحمل العرب لمسئوليتهم الأخلاقية تجاه طوفان دماء الأشقاء السوريين و يمكن بحث الشأن الإنساني في هذا الملف قبل الشأن السياسي واتخاذ خطوات عملية إنسانية تخفف من حجم الكارثة التي يعانيها الشعب السوري. ورأت (البيان) - في ختام افتتاحيتها - أن الملفات الأخرى ومن بينها تعديل نظام الجامعة العربية وتطوير بنيتها فيمكن لقمة الدوحة تقديم مقترحات تواكب متغيرات العصر والأوضاع العالمية الحالية.