الدوحة / أبو ظبى - أ ش أ أبرزت صحيفتا "الراية" القطرية و"الخليج" الإماراتية الصادرتان الثلاثاء 26 فبراير، في افتتاحيتهما الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري التي ستأخذه إلى تسع دول في أوروبا والمنطقة العربية. واعتبرت "الراية "هذه الجولة بمثابة فرصة أمام الدبلوماسية الأمريكية لإعادة النظر في خياراتها وأدائها خاصة في القضايا التي تهم المنطقة العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية التي فشلت إدارة أوباما في ولايته الأولى في تحقيق إنجاز فيها والوفاء بوعد حل الدولتين الذي تتبناه إدارة أوباما دون أن تتبعه بأية ضغوط حقيقية على حليفتها "إسرائيل" تمنعها من تعطيل المفاوضات مع الفلسطينيين لإصرارها على مواصلة الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأكدت الصحيفة أن تطورات القضية السورية ستحتل حيزا كبيرا في جولة كيري وخاصة في الجزء العربي منها وقال " إن مواقف الإدارة الأمريكية لم ترتق إلى ما تردده واشنطن عن حقوق الشعوب في التغيير والديمقراطية" ، وأضافت " إن إدارة أوباما اكتفت بإدانة عمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري على يد نظامه ودعوة رئيس النظام للرحيل عن السلطة وتقديم مساعدات إنسانية غير قتالية رافضة تسليح المعارضة التي تدافع عن الشعب السوري في وجه نظام يحظى بغطاء سياسي روسي - صيني في مجلس الأمن الدولي رغم أنه يمارس إبادة جماعية بحق شعبه". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول " إن جولة كيري في المنطقة واللقاء مع زعمائها لن يكون لقاء تعارفيا، فالوزير كيري ليس غريبا عن المنطقة وقضاياها فهو خدم 28 سنة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وقام بمهمات عديدة في أفغانستان وباكستان والسودان وهو أكثر خبرة في مجال السياسة الخارجية من معظم الذين سبقوه". ورأت "الراية" أن الفرصة سانحة أمام الوزير الأمريكي بعد لقائه مع نظرائه في المنطقة لإعادة النظر في مجمل مواقف الإدارة الأمريكية التي لا تلقى بالتأكيد الرضا والقبول لدى شعوب المنطقة التي تتطلع لمواقف أكثر إنصافا في العديد من القضايا العادلة. وتحت عنوان "من يعيد الاعتبار" ، قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية "إن ناظر الخارجية الأمريكية الجديد جون كيري انطلق في جولته الرسمية الأولى وتشمل حسب المعلن تسع محطات أوروبية وإقليمية وعربية وفي جعبته ملفات عدة للنقاش ..مستندا على ما كانت قد أسست له سلفه هيلاري كلينتون في ولاية باراك أوباما الأولى ولاستكشاف ما يمكن أن يبني عليه دبلوماسيته تجاه المنطقة وعدد من القضايا الساخنة في العالم في ولاية أوباما الثانية. وأضافت " إن جون كيري ليس جديدا على المنطقة فقد كان مرشحا للرئاسة الأمريكية في مواجهة جورج بوش الثاني في انتخابات عام 2004 ومواقفه تجاه المنطقة من صلب سياسة الحزب الديمقراطي وخصوصا بالنسبة إلى الصراع العربي الإسرائيلى ، وذلك الدعم المطلق والانحياز التام إلى إسرائيل وهما أمران لا تشذ عنهما إدارة أمريكية جمهورية كانت أم ديمقراطية" - حسب الصحيفة -. وأشارت إلى أن عواصم عربية عدة شهدت تغييرات في رؤوس الحكم ونزف دم كثير أيضا ومازالت دول "التغيير" بلا استقرار فيما جوهر الصراع في المنطقة المتعلق بفلسطينالمحتلة وغيرها من الأراضي العربية المحتلة تم إقصاؤه إلى المواقع الخلفية بفعل فاعل. وأوضحت أن النصف الثاني من ولاية أوباما الأولى رفعت فيه التسوية ومتعلقاتها فوق الرفوف لأن إسرائيل تريد المضي فيها كسبا للوقت فقط مع المضي في الوقت نفسه بالاستيطان والتهويد والاعتداءات والاعتقالات وترفض أي تراجع عن ولاءاتها المعروفة التي تهدف أولا وأخيرا للوصول إلى "دولة يهودية" وتهجير ما تبقى من فلسطينيين خارج وطنهم السليب. ورأت الصحيفة لأن صدق واشنطن المفقودة في هذا الشأن نتيجة إخلالها بالوعود والعهود التي بقيت مجرد كلام في ولاية أوباما الأولى .. يبدو من الصعب حتى ترميمها إن بقى التعامل هو نفسه وتم تغييب جوهر الصراع في المنطقة ومعه انعدام أي ضغط أمريكي جدي على الاحتلال الإسرائيلي لأن رد الاعتبار إلى فلسطين وإثبات صدقية واشنطن والغرب تجاهها هما المحك. وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن فلسطين أيضا تستحق ربيعها الذي يريحها ويحررها وينشى فيها الديمقراطية الموعودة ويعيد إليها حقوق الإنسان المفقودة ، وتسلسلت ..أو ليس الاحتلال استبدادا وديكتاتورية أيضا.