اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم الأربعاء في مقالاتها الافتتاحية إلى جمود الحل السياسي في سوريا والملف الإنساني الذي يشهد تحركا سريعا وخطيرا في الاتجاه الأسوأ بجانب موضوع الشرق الأوسط الجديد والتحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة. وتحت عنوان "الشرق المفتت"، قالت صحيفة (الخليج) "إن الشرق الأوسط الجديد لم يعد مجرد فكرة كان ذلك فيما مضى، أما السنوات الأخيرة فقد شهدت وتشهد ظهورا له على أرض الواقع بعد مقدمات متنقلة له في أواخر القرن الماضي وتحديدا بعد إهدار تضحيات حرب أكتوبر 1973 ومنع اكتمال نصرها وما تلاها بعد ذلك من صفقات ومعاهدات وحروب وغزوات تناوبت عليها أمريكا وأسرائيل". وقالت الصحيفة "إن الأمور باتت واضحة الأن وتتجه نحو مزيد من الوضوح من خلال الفوضى المتنقلة تحت عنوان ما يسمى "الفوضى الخلاقة" التي انطلقت مع غزو العراق الذي يعيش العرب ذكراه العاشرة هذا الشهر وهى الفوضى التي قامت على الفتن والحرائق لتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت. وأوضحت الصحيفة أنه ليقوم الشرق الأوسط الجديد يجب أن يبنى على أنقاض ما هو قائم أي على حساب المنطقة العربية وهويتها الجامعة وقدراتها الهائلة وتاريخها وحضارتها، وهذا كله مطلوب تدميره حتى الآثار وكل ما له صلة بالتاريخ يسرق أو يعبث به أو يدمر وذلك لا يمكن أن يقيد أبدا ضد مجهول. ومن جانبها، قالت صحيفة (البيان) "إنه في ظل جمود الحل السياسي في سوريا وحالة التوازن العسكري النسبية بين طرفي النزاع يبقى الملف الإنساني هو الوحيد الذي يشهد تحركا سريعا وخطيرا لكن في الاتجاه الأسوأ. وتحت عنوان "أخطار كارثية على الطفولة في سوريا"، قالت "إن الأممالمتحدة أعلنت منذ أسبوع عن تخطي عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار حاجز المليون شخص"، مشيرة إلى أنه من بين الأرقام التي أوردتها منظمات حقوقية أن نصف مليون من هؤلاء هم أطفال، كما أن أكثر من 2 مليون طفل داخل سوريا هم عرضة للموت في أية لحظة بسبب إقامتهم في المناطق التي تشهد قتالا بين الجيش الحر والقوات النظامية و تتعرض معظم الأحياء التي تقع خارج سيطرة النظام إلى غارات جوية وقصف بالصواريخ. وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي العمل على تخفيف آثار الأزمة الكارثية على أطفال سوريا الذين يشكلون مستقبلها الحتمي، ولابد من وسيلة لتحييد الأطفال عن الأثمان الباهظة لهذه الحرب الطاحنة.