حذرت صحيفة (الراية) القطرية من استمرار تواصل عجز المجتمع الدولي في اتخاذ أية إجراءات ضد النظام السوري من أجل وقف المجازر اليومية بحق الشعب السوري. وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الجمعة إنه بات واضحا أن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات ضد النظام السوري توقف العنف والقتل المتواصل منذ نحو عامين يشجع النظام على مواصلة استهداف المدن والبلدات السورية ومنازل المواطنين فيها بالطائرات والأسلحة الثقيلة، الأمر الذي يتسبب بمقتل المئات منهم يوميا. وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة في منطقة البساتين الحصوية القريبة من حمص التي وقعت فيها مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من مائة شخص أغلبهم من النساء والأطفال قتلوا ذبحا وحرقا حسب تقارير حقوقية والمجزرة التي شهدتها جامعة حلب وتسببت في مقتل العشرات من طلاب الجامعة وإصابة المئات بجروح. وأوضحت أن ذلك تزامن مع وصول التحركات السياسية لحل الأزمة في سوريا إلى طريق مسدود ومع إرسال 57 دولة تتصدرها سويسرا رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطالبه بإحالة ملف التحقيق في جرائم حرب مرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية .. مؤكدة ضرورة إجراء تحقيق المحكمة الجنائية الدولية من دون استثناءات وأيا كان المسئولون عن الجرائم التي ترتكب في سوريا، وهو ما اعترضت عليه روسيا العضو في مجلس الأمن الدولي. ورأت (الراية) أن نجاح مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار يجبر النظام السوري على استقبال فرق تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هاتين المجزرتين الأخيرتين وفي عشرات المجازر الأخرى التي ارتكبت على مدار عامين من الصراع وفي تقديم كل التسهيلات اللازمة لفرق التحقيق الدولية للقيام بمهمتها سيجعل المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم يعيدون النظر في ممارساتهم وفي انتهاكاتهم لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية خشية من المساءلة والعقاب. وأكدت أن المعارضة الروسية لإحالة ملف جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لا يمكن أن تفسر إلا بأنها مساندة عمياء لحليفها النظام السوري، خاصة أن التبريرات التي قدمتها لإحالة ملف جرائم الحرب المرتكبة خلال النزاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية غير مقنعة، بل وتشكل تغطية على هذه الجرائم المستمرة التي يكتفي العالم بإدانتها والتنديد بها دون أن يحرك ساكنا لمنعها. من جانبها، أكدت صحيفة (الوطن) القطرية اليوم الجمعة تحت عنوان "لا بديل عن إرادة السلام في الشرق الأوسط" أن المؤشرات تتزايد بشأن تكثيف الضغوط على إسرائيل لوقف نهجها المتعنت الذي أدى إلى جمود عملية السلام بالشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أإن إسرائيل توهمت بأنها تستطيع تمرير خططها ومشروعاتها الاستيطانية مستندة إلى ما يعرف ب"منطق القوة"متناسية أنه لم يعد ممكنا في عالم اليوم أن تقدم أي جهة على تهديد السلم والاستقرار الدوليين، وتضرب عرض الحائط بعشرات القرارات الصادرة عن مؤسسات الشرعية الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تصعيدا للضغوط الإقليمية والدولية، للضغط على إسرائيل لوقف سياستها الاستيطانية، المرفوضة جملة وتفصيلا، والتي تستهين من خلالها بكل الجهود السابقة للمضي قدما لتحقيق السلام المنشود. وأوضحت أن من بين هذه الضغوط إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن فرنسا ستطرح مبادرة سلمية مشتركة مع بريطانيا في الشرق الأوسط، بعد الانتخابات في إسرائيل، من أجل إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى مؤشرات في واشنطن تؤكد عدم قبول الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنهج إسرائيل المتعنت، وخصوصا تحديها للعالم عبر تنفيذها لمشروعاتها الاستيطانية الخاصة التي تزيد من التأزم والتوتر بينها والفلسطينيين، وما يلقيه ذلك من ظلال سلبية بشأن ازدياد التوتر في المنطقة بأسرها، وهو ما أدى مؤخرا إلى توتر في علاقات تل أبيب وواشنطن.