قضيت ثلاث سنوات في السجن مع "الظواهري".. وأرفض سياسة "الخروج المسلح والتكفير" "البرادعي" يدعو للحرب والفوضى ويجب سحب جائزة نوبل للسلام منه أرفض إقصاء نواب الوطني فالشعب قادر على عزلهم جبهة الإنقاذ منقسمة داخلياً أمن الدولة فشل في تصفيتي جسدياً .. وزكي بدر الدين لفّق لي حيازة قنبلة
قال أسامة رشدى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى اتهمته رقية السادات، نجلة الرئيس الراحل أنور السادات، باغتيال والدلها أنه سيلجأ للقضاء للرد على تلك الاتهامات، مضيفا فى حوار خاص ل أن جبهة الإنقاذ تتعمد رفض جميع قرارات الرئاسة لتحقيق مصالح قادتها مهما تسبب ذلك في حدوث أزمات في البلاد. قام بتكوين لجنة لرصد وكشف جميع الانتهاكات في عصر الرئيس المخلوع لمقاضاته، داعياً قيادات جهاز أمن الدولة للاعتراف بجرائمهم مقابل المصالحة مع ضحاياهم، مع تعويضهم مادياً وأدبياً، وإليكم نص الحوار..
- بداية ماذا عن الاجتماع العاجل الذي عقده المجلس القومى لحقوق الإنسان مع قيادات وزارة الداخلية؟ الاجتماع كان بحضور وفد من وزارة الداخلية برئاسة اللواء حسن فكرى، مساعد وزير الداخلية، وعدد من الضباط، بهدف التواصل لفتح أفاق جديدة، والإعلان عن تأسيس وزارة الداخلية قطاعا خاصا لحقوق الإنسان يتبع مكتب الوزير، ويتكون من قيادات مختلفة من رجال الداخلية، ومتخصصين فى مجال حقوق الإنسان، وتم التوصل لاتفاق بهدف عقد دورات تدريبية يشارك فيها عدد من خبراء المجلس مع كبار قيادات الداخلية، لتدريب رؤساء المباحث ومديرى الأمن والضباط، حتى يكون بكل مديرية ضابط متخصص لرصد حالة حقوق الإنسان فى المحافظة التابع لها. - ماذا عن اللجنة التى شكلها المجلس القومى لحقوق الإنسان لرصد الأوضاع بمعسكر الجبل الأحمر؟ القصة باختصار هى وصول معلومة للمجلس بوجود محتجزين فى المعسكر وحالات تعذيب، وعندما وصلت اللجنة منعت من الدخول، حتى أجرينا اتصالا مع رئيس الوزراء وسمح للجنة بالدخول بعد إصدار وزير الداخلية تعليماته بفتح المعسكر لوفد المجلس، والذى قام بتفتيش كل جزء فى المعسكر حتى المطبخ، وزار أماكن الاحتجاز، ولم تكن هناك أى ملاحظات.
- ماذا عن واقعة المواطن المسحول ما دور المجلس فى ..» حمادة صابر «الواقعة؟ حقيقة.. أصدرت وزارة الداخلية بيانا اعتذرت خلاله لأول مرة فى تاريخها استمر لعدة دقائق، وهو ما يؤكد أن لدينا ثقافة جديدة، وإذا صمتت الداخلية عن أى تقارير انتهاكات يصدرها المجلس فلن نتوانى فى فضحها وعرضها على الرأى العام، إلا أن الوضع الحقيقى هو أن هناك استهدافا للشرطة من قبل بعض المواطنين، وتغيرت القاعدة، فلم تصبح الشرطة هى من يستهدف المواطنين، فالشرطة الآن تعمل تحت ضغوط، وليس من المفترض أن تسمح الشرطة لمن يريد أن يحرق مؤسسة بارتكاب فعلته. - هناك من يدعى أنه تم إقصاء عدد من الرموز السياسية فى تشكيلة المجلس.. كيف ترى ذلك؟ لا يوجد إقصاء لأى فرد، وإنما هناك شىء من المداولة، وفى عملنا داخل اللجان الخاصة بالمجلس ينتهى العمل بعد عام، وأؤكد أن تركيبة المجلس متوازنة، وبها العديد من الرموز القانونية والحقوقية والقبطية والإسلامية والليبرالية، وإن كنا نتحدث عن الإقصاء فقد تم إقصاء الإس امين على مدار ما يقرب من 30 عاما، ولم يتحدث أحد، فلماذا الحديث الآن عن الإقصاء؟ ولماذا لا تتحدثون عن إقصاء الإسلاميين من قبل المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية؟ - كيف تم اختيارك لعضوية المجلس؟ اختيارى جاء بترشيح من مجلس الشورى، عن حزب البناء والتنمية باعتبارى مؤه ا لذلك، والكثير من أعضاء مجلس الشورى فرحوا بحصولى على هذا المنصب، خاصة أننى من مؤسسى جبهة إنقاذ مصر فى الخارج، ورئيس تحرير موقع إنقاذ مصر، الذى ساهم فى دعم حقوق الإنسان، وكنت على صلة بجميع منظمات حقوق الإنسان. - ما الجديد الذى ستقدمه فى المجلس؟ تقدمت بمشروع لإنشاء وحدة خاصة لحقوق الإنسان فى الخارج، لرصد الانتهاكات التى يتعرض لها المصريون فى الخارج، خاصة أنهم فئة مهمة من الشعب المصرى، بخ اف المطالبة بإنشاء لجنة الحقيقة والعدالة لرصد الانتهاكات التى حدثت فى عهد النظام السابق مثل عمليات الخطف القصرى والتعذيب بالوكالة، وهى لجنة تعمل على توثيق ورصد الانتهاكات وليس الانتقام، وأعتقد أننا حققنا بعض النجاحات من خلال تشكيل 32 لجنة لتحقيق العدالة الانتقالية، كما هو معمول به على مستوى العالم. - تحدثت عن مستندات تثبت تورط مبارك فى عمليات تعذيب.. ماذا عنها؟ ووجدت جثته فى إحدى الفيلات بليبيا، وقضية أبوعمر التى حكم فيها القضاء الإيطالى، ونحن الآن نسعى لاتخاذ الإجراءات القانونية التى تمكننا من محاسبته، وبخصوص الوثائق فهى موجودة وسنفتح الباب لكل من تم تعذيبه خلال عصر مبارك لتقديم ما لديه، وسنتقدم بها فى الوقت المناسب. - تتحدث عن انتهاكات مبارك.. فماذا عن انتهاكات قيادات جهاز أمن الدولة الذين تورط بعضهم فى عمليات تعذيب بحق المصريين والذين يوجد بعضهم الآن فى جهاز الأمن الوطنى؟ دعنا نتحدث صراحة.. حتى الآن لم تتحقق العدالة الانتقالية، أما بخصوص الانتهاكات وعمليات التعذيب، فمن السهل توثيق ما حدث فى الماضى، ونحن الآن نقوم بتوثيق ما حدث من انتهاكات فى 25 يناير، وأرى أن الحل هو اعتراف المخطئ بجريمته مقابل المصالحة، بجانب حصول الضحية على تعويضات مالية وأدبية، وهو ما يحقق العدالة التى قامت ثورة 25 يناير لأجلها. - عقب اختيارك عضوا فى المجلس اتهمتك رقية السادات بالاشتراك فى قتل والدها.. فهل ترى ذلك مصادفة؟ نجلة الرئيس الراحل أنور السادات معها وقدم البلاغ بعد علمه ،» محامى غاوى شهرة «بخبر تعيينى فى المجلس من إحدى الصحف اليومية، رغم أن الصحيفة نشرت توضيحا بأننى غير متورط فى قتل السادات، ولكن نجلة الرئيس الراحل اتهمت فى الدعوى، أيضا، رئيس مجلس الشورى، ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأنا الآن بصدد رفع قضية ضد رقية السادات ومحاميها، لأنهم شهروا بى، فأنا لم أكن متهما فى قضية السادات وصحيفتى الجنائية سليمة، ومثلى كأى مواطن يتقدم لأى وظيفة، ومن العار أن نلاحق بالتشوية خاصة بعد الثورة. - ما رأيك فى حوار الرئيس محمد مرسى الأخير مع عمرو الليثى؟ حوار إيجابى، ونطالب الرئيس بمزيد من الشفافية والتواصل مع الجماهير والشارع، ونطالبه بالتعامل مع أعمال الشغب بحزم، وعدم التهاون فى عمليات إحراق المؤسسات، فنحن نريد دولة قوية تقدم الخدمات، ولا نريد دولة البلطجية الذين أغلقوا مجمع التحرير، وعطلوا مصالح المواطنين. - سجنت مع الدكتور أيمن الظواهري ثاثة أعوام.. كيف ترى المراجعات الفقهية ومواقف الجهاديين؟ تعرفت على الدكتور أيمن الظواهرى، رئيس تنظيم القاعدة، أثناء وجودى معه فى السجن، وهو شخص على خلق، إلا أننا كان لنا بعض المواقف الخاصة من أفكاره، خاصة فيما يتعلق بالخروج المسلح والتكفير والاستحلال، لذا كان بيننا صدام وعدم اتفاق، نابع من اختلاف المنهج الفكرى والأيديولوجى بيننا. - هناك من أطلق مبادرة لوقف العنف مع أمن الدولة.. ما تقييمك لها؟ كنت من المناصرين لهذه المبادرة، باعتبارها تعتمد على قاعدة شرعية وإنسانية، ولكننى انتقدتها فيما بعد لأن معظم الأفكار التى طرحت باسمها كانت تضعفها، خاصة أن النظام السابق حاول ابتزاز المبادرة والقائمين عليها، وإظهارهم فى موقف ضعيف، وحقيقة كنت موجودا خارج البلاد وقت العرض ولكنى كنت رافضا لعرضها بهذه الطريقة، خاصة أن تيارا مثل الجماعة الإسلامية عندما يقدم مبادرة، لابد من تقديمها بشكل قوى يقنع شباب الجماعة بأن المبادرة صادرة بشكل حقيقى وغير مبتز، إلا أن وزارة الداخلية كانت تتعامل مع المبادرة بمنطق أنها الأقوى، وأنها قادرة على إجبار قيادات الجماعة على تنفيذ ما تريده الداخلية، لهذا لم أرفض المبادرة بقدر ما كنت أرفض الإساءة للجماعة، كما كانت تريد الداخلية التى لا تنظر إلا أسفل قدميها، وأنا على ثقة أنه كلما كانت المبادرة بالابتعاد » الجماعة « قوية كلما أقنعت شباب عن أفكار العنف. - لماذا طالبت بسحب جائزة نوبل من الدكتور محمد البرادعى؟ نوبل هى جائزة رفيعة، وأصحابها يجب أن يتحلوا بالأخلاق الرفيعة، لاسيما أن الدكتور البرادعى حصل عليها فى السلام، وهى جائزة تمنح لصناع السلام فى العالم، أما ما يحاول البرادعى فعله فى مصر فليس ساما لكنه حرب، ويحرض على تدخل الجيش، رغم أنه إذا تدخل الجيش فإن هذا سيضر به، وبالديمقراطية ومستقبل الحياة السياسية فى البلاد، خاصة أن الجيش يتمتع بالحنكة، ومن يدعون الجيش للتدخل فى السلطة فإن ذلك يقودها إلى فوضى، كما أنه طالب بعدم إجراء الانتخابات فى مفارقة غير مبررة، لأن الشعوب تثور إذا منعت من الانتخابات، أما من يثور ضد الانتخابات فهو يدعو للهمجية، ويريد القفز على السلطة. - لماذا طالبت بعدم إقصاء نواب الحزب الوطنى المنحل؟ أنا ضد مبدأ الإقصاء لأى فصيل سياسى، ولن يتحقق هذا من خلال قوانين، فأنا على ثقة أن الشعب قادر على عزل من يريد، دون الحاجة لقوانين. - ماذا عن تهديدات جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات؟ دعوة الجبهة لمقاطعة الانتخابات تعبر عن وضع شاذ، وتحولها إلى جبهة رفض بدلا من جبهة إنقاذ، فحقيقة هم يرفضون كل شىء حتى قبل أن يعرفوه، فهم يدركون جيدا أن الانتخابات استحقاق دستورى للرئيس، والرئيس لا يعمل فى إقطاعية يتصرف بها كيفما شاء، إلا أنهم يجهزون قرار المقاطعة قبل أى قرار، ولكنى على ثقة أنهم منقسمون، فعلى سبيل المثال البرادعى لا يريد سوى الوصول للحكم على طبق من ذهب، وعزازى على عزازى، الذى كان يشغل منصب محافظ الشرقية، استقال فور انتخاب الرئيس محمد مرسى، فى موقف غير مبرر، فرغم أنه عضو بحزب الكرامة، وهو الحزب الذى كان يخوض الانتخابات على قوائم جماعة إلا أننى لا أعرف لماذا ،» الإخوان المسلمون « استقال وكان الأفضل أن يظل فى موقعه لمساندة الرئيس. - كيف ترى ما يحدث فى بورسعيد من عصيان مدنى؟ ما تشهده بورسعيد هو مأساة وطنية بجميع المقاييس، ويتم تحميل مرسى عواقبها، ماله مرسى ومال حكم المحكمة التى نظرت القضية، فكان ينبغى على الجميع حل الأزمة والتوافق، وللأسف هناك معارضون اتخذوا من بورسعيد فرصة للمطالبة بإسقاط مرسى، رغم أن هناك فرصة لنقض الحكم وإعادة المحاكمة، وهناك من يدفع أموالا لاستغ ال البلطجية فى إحراق البلاد وخاصة بورسعيد، وهو ما قاله الفريق شفيق عندما حرض المصريين ضد الرئيس مرسى، فمن لا يحتكم لصناديق الانتخاب سيحتكم لصناديق الموتى، فعلينا احترام سلمية الثورة، فمصر أبدا لن تكون سوريا. - هناك من يطالب بالعفو عن الرئيس السابق مبارك.. فماذا عنك؟ لا أحبذ اللجوء لسياسة الانتقام، فتحقيق العدالة هو الخطوة الأولى لتحقيق مطالب الثورة، فالمصريون شعب طيب يمكن أن يتسامح، وقد تأمر المحكمة بالإفراج عن مبارك فى أبريل المقبل بعد انتهاء فترة الحبس الاحتياطى القانونية، وأكرر أن التسامح والتصالح مرتبطان بالعدالة الاجتماعية لكن الشعب لم ير أى عدالة اجتماعية حتى الآن. - هل سيشارك المجلس فى مراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ بالطبع سننضم إلى زملائنا فى المجتمع المدنى للسهر لمتابعة العملية الانتخابية، وتحقيق العدالة فى المراقبة عليها ومنع التزوير، كما بدأنا مع المصريين فى الخارج لأنهم مظلومون فى الدستور الحالى، وسنطالب النواب بالحديث عن مشكلات المصريين بالخارج فى البرلمان. - ماذا عن تصاريح مراقبة الانتخابات؟ ليس لدينا سلطة فى منح تصاريح مراقبة لمنظمات المجتمع المدنى، فالحصول على التصاريح يتم مباشرة عبر تقديم طلبات إلى اللجنة العليا للانتخابات، قبل ذلك كان المجلس القومى لحقوق الإنسان يمثل حلقة الوصل بن المنظمات واللجنة العليا، أما الآن فيتم التعامل مباشرة بين اللجنة العليا والراغبن فى مراقبة الانتخابات، ونحن نعامل بنفس معاملة المنظمات الأخرى، فنتقدم بطلب إلى اللجنة العليا، ولا نمتلك أى ميزة عن غيرنا. - هربت من مصر لهولندا فى ظروف غامضة ومنها إلى بريطانيا.. فما هى أسباب ذلك؟ كان النظام المصرى يلاحقنى أمنيا فى الداخل والخارج، ويطالب الدول الخارجية والدول الأجنبية بتسليمى طبقا للاتفاقيات الدولية، ولكن الأمر انتهى إلى رفض تسليمى إلى السلطات المصرية، إلا أن المضايقات لم تنته، ما جعل هولندا تطردنى أنا وعائلتى وزوجتى الهولندية وأولادى بعد أحداث 11 سبتمبر، فيما رفضت بريطانيا تسليمى. - لقد اتهمت الشيخ الشعراوي والغزالى بإصدارهما فتوى لتعذيب المعتقلين ذى الفكر الإسامى.. فما الأمر؟ كان الحوار فى آخر اعتقال لى فى مصر فى مارس 1989 ، حيث أخذونى لمجمع البحوث الإسلامية بصحبة وزير الأوقاف والقرضاوى والغزالى والشعراوى، وسألونى ماذا تقول.. فرددت ماذا أقول أنتم أدخلتمونى السجن لأننى تحدثت ولا فائدة من الحديث، وقلت لهم إن أمن الدولة يتخذ من فتواكم غطاء لتعذيبنا، فقالوا حاشى لله، هذا كذب وافتراء ولم نصدر فتاوى بتعذيب الإسلاميين. - ماذا عن محاولات اغتيالك من قبل الأمن؟ دعنى أؤكد لك أننى عندما التقيت اللواء إبراهيم عبدالغفار، الذى كان مأمور سجن العقرب وقطاعات سجون الصعيد، قال لى أنا أعرفك جيدا ولكن هذه هى المرة « : نصا الأولى التى أراك فيها، لأن زكى بدر، وزير الداخلية الأسبق، أصدر أوامر لضباط بأمن الدولة بتصفيتك ووضعوا الخطة لذلك، لكن المهمة انكشفت، ما جعلهم يلفقون لك تهمة حيازة قنبلة، وجهزوا القضية برمتها لك، وأحضروا عددا من الشهود.