أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أن الشباب الذين قاموا بالثورة المصرية لم ينالوا منها شيئا، متهما الجيش والإخوان بالاستفادة وحدهم من الثورة، متوقعا أن يصل الصراع السياسي الحالي إلى مواجهة حتمية، وتصفية حسابات بين الجيش والإخوان. وقال كيسنجر -خلال المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك-: إن الجيش والإخوان هما المستفيدان الوحيدان من ثورة يناير. ورداً على سؤال بشأن رأيه في الأزمة السياسية المصرية، قال: "مللت من تكرار الإجابة، لقد أخبرتكم من قبل أن هذه الأزمة ستأتي لا محالة". وأضاف أنه "كان على الولاياتالمتحدة أن تعامل مبارك باحترام أكثر مما فعلت، فلم يكُن هناك ضرورة تدعو الإدارة الأمريكية إلى أن توجه دعوات علنية لمبارك بالرحيل من خلال شاشات التليفزيون". وأوضح أن هناك نوعين من الثورات، ثورات ديمقراطية، وأخرى تاريخية، وثورة مصر من النوع الثاني، التي لا تترك في أعقابها إلا الدمار، ولم يستفِد منها إلا العسكريون والإسلاميون، فالشباب الذين دعوا للثورة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن لديهم خطة واضحة لما بعد الثورة، وفى نهاية الأمر سيندلع صراع بين الجيش وجماعة الإخوان. وأضاف: "ربما تستطيع حكومة الإخوان البقاء، لكن هل يمكن للإدارة الأمريكية أن تفرض شروطاً لدعمهم لها، إن مشكلة إدارة أوباما على مستوى الخارجية أنها ماهرة في التعامل مع الجوانب الفنية لكنها عاجزة عن وضع استراتيجية مستقبلية ذات أهداف محددة، ولا أظن أنه يوجد من يضع ثقته بشكل كبير في سياسات أوباما الخارجية أو يدرك أهدافها بوضوح ".