تأثير الرطوبة العالية على الصحة وطرق الوقاية منها.. تفاصيل وتحذيرات الأرصاد الجوية

أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في مصر، أن اليوم الخميس يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الرطوبة على أغلب أنحاء الجمهورية، مما يؤدي إلى زيادة الإحساس بحرارة الطقس بدرجات تتراوح بين 2 إلى 3 درجات مئوية فوق القيم المسجلة في الظل.
ووفقًا لموقع Health Partners، فإن ارتفاع الرطوبة لا يؤثر فقط على الإحساس بدرجة الحرارة، بل قد يتسبب أيضًا في ظهور أعراض جسدية مزعجة مثل الخمول وضيق التنفس، ما يستدعي اتخاذ خطوات وقائية لتفادي هذه الآثار.
ما هي الرطوبة وكيف تؤثر على الجسم؟
الرطوبة الجوية تشير إلى كمية بخار الماء الموجودة في الهواء. وعندما ترتفع نسبة الرطوبة، يصبح الهواء محمّلًا بجزيئات الماء، وهو ما يُصعّب على الجسم امتصاص الأوكسجين بفعالية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وانخفاض النشاط البدني.
إلى جانب ذلك، تمنع الرطوبة العالية انتشار جزيئات التلوث في الغلاف الجوي، حيث تبقيها عالقة بالقرب من سطح الأرض، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وزيادة فرص الإصابة بمشاكل تنفسية.
لماذا نُحس بالحر أكثر عند ارتفاع الرطوبة؟
في الأجواء الحارة، يعمل الجسم على التبريد الذاتي من خلال التعرق. وعند تبخر العرق من سطح الجلد، يتم تقليل درجة حرارة الجسم. لكن في الأجواء الرطبة، يصعب على الجسم تبخير العرق بكفاءة، لأن الهواء المحيط مشبع ببخار الماء، فلا يوجد مجال كافٍ لتبخر العرق.
هذا الخلل في عملية التبريد الطبيعي يجعل الجسم يستمر في إفراز العرق دون جدوى، مما يؤدي إلى تراكم العرق على الجلد، ويشعر الإنسان بمزيد من الحرارة واللزوجة، ويرتفع معدل التعرق والضغط على الجهاز الدوري والحراري في الجسم.
أبرز الأضرار الصحية الناتجة عن ارتفاع الرطوبة
تشير الدراسات إلى أن التعرض للرطوبة العالية بشكل مستمر قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، أبرزها:
1. الجفاف
فقدان كميات كبيرة من السوائل بسبب التعرق المستمر يؤدي إلى نقص الماء والأملاح في الجسم، مما يسبب الشعور بالعطش، ضعف التعرق، قلة التبول، الصداع، وتقلصات عضلية.
2. الإغماء
انخفاض ضغط الدم في الدماغ بسبب توجيه الدم إلى الجلد لتبريده قد يؤدي إلى الإغماء وفقدان التوازن.
3. الطفح الحراري
بسبب تراكم العرق أسفل الجلد، تظهر نتوءات جلدية مصحوبة بحكة ولسعة، وهي أكثر شيوعًا في المناطق المغلقة من الجسم.
4. الإجهاد الحراري
يتسبب التعرق المفرط في ضعف الجسم والغثيان والدوخة، وإذا لم يتم التعامل مع هذه الأعراض، قد تتطور إلى ضربة شمس.
5. ضربة الشمس
عند ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية بشكل مفرط، قد يتوقف الشخص عن التعرق فجأة، ويعاني من ارتباك أو فقدان الوعي، مما يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
أمراض مزمنة تتفاقم بسبب الرطوبة العالية
بعض الحالات الصحية تكون أكثر عرضة للتدهور بسبب تأثيرات الحرارة والرطوبة، ومن أبرزها:
الربو: الهواء الرطب يزيد من حساسية الممرات التنفسية، ما يسبب السعال وضيق التنفس.
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD): الهواء الكثيف يزيد من صعوبة التنفس.
أمراض القلب وارتفاع الضغط: ارتفاع الرطوبة يجهد القلب في محاولته تبريد الجسم.
مرض الكلى المزمن: يتأثر تنظيم ضغط الدم وإخراج السوائل.
مرض السكري: صعوبة الإحساس بالحرارة قد تؤدي إلى الجفاف بسرعة.
الحساسية: الرطوبة تعزز انتشار العفن وحبوب اللقاح، مما يزيد من الأعراض التحسسية.
خطوات الوقاية من مخاطر الرطوبة العالية
للحفاظ على صحتك خلال فترات ارتفاع الحرارة والرطوبة، اتبع الإرشادات التالية:
1. تحقق من توقعات الطقس قبل الخروج
يفضل مراجعة مستوى الرطوبة ودرجات الحرارة المتوقعة قبل مغادرة المنزل، حتى تتمكن من تجهيز كمية كافية من المياه وواقي الشمس، وتحديد توقيت فترات الراحة في الظل.
2. الحفاظ على ترطيب الجسم
اشرب كميات مناسبة من الماء قبل الشعور بالعطش. ويفضل تناول مشروبات تحتوي على الصوديوم بجانب وجبات خفيفة مالحة لتعويض الأملاح المفقودة.
3. تجنب الأنشطة الشاقة
حاول تأجيل التمارين والأنشطة المجهدة لوقت لاحق من اليوم عندما تنخفض درجات الحرارة والرطوبة، أو مارس رياضة مثل السباحة.
4. اختيار الملابس المناسبة
ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة تسمح بتدفق الهواء مثل القطن أو الكتان، لتسهيل عملية تبخير العرق من سطح الجلد.
5. خذ قسطًا من الراحة في أماكن مكيفة
الجلوس لفترة داخل أماكن مكيفة أو أمام المراوح يساعد الجسم على استعادة توازنه وتقليل الشعور بالإرهاق الحراري.
تم نسخ الرابط