وجه رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، دعوة خاصة لمصر والسودان لحضور حفل افتتاح سد النهضة في شهر سبتمبر القادم بعد انتهاء موسم الأمطار لهذا العام. يأتي هذا بعد إعلان إثيوبيا رسميًا عن اكتمال بناء السد. كان زعم "آبي أحمد"، خلال كلمته في جلسة البرلمان، بأن السد لن يؤثر على مصالح مصر والسودان وحصتهما من الماء، كما أنه لن يؤثر على سد أسوان. وأكد استعداد أديس أبابا لمواصلة الحوار مع القاهرة والخرطوم بشأن السد. وأضاف رئيس وزراء إثيوبيا أن السد الإثيوبي سيكون فرصة للتعاون الإقليمي، وليس سببًا في الصراع. ولفت إلى أنه سيوجه دعوة رسمية لمصر ودول حوض النيل لحضور حفل الافتتاح. تنديد ورفض مصري للإعلان الإثيوبي وجاءت هذه الدعوة في وقت نددت فيه مصر بالإعلان الإثيوبي عن اكتمال السد، والذي اعتبرته محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع التي أكدت القاهرة أنها ترفضها تمامًا. فعقب إعلان إثيوبيا عن اكتمال البناء، ردّ وزير الري والموارد المائية المصري، الدكتور هاني سويلم، بأنه إعلان غير شرعي، ومخالف للقوانين الدولية. وأكد أن اتباع إثيوبيا سياسة الأمر الواقع أمر مرفوض. مشاكل تمويليلة وتشغيلية تغير أهداف إثيوبيا من السد في الوقت نفسه، كشفت تقارير إعلامية عن أنه بسبب مشاكل تمويلية وتشغيلية غيرت إثيوبيا أهدافها إثيوبيا من بناء سد النهضة. وهذا وسط توقعات بتدفق مائي شبه طبيعي نحو مصر والسودان بعد هذه التطورات. فكان من المقرر في التصميم الأولي للسد أن يحتوي على 16 وحدة توليد كهرباء، بقدرة توليد تصل ل 375 ميجاوات لكل وحدة. لكن ما حدث أن إثيوبيا قلصت هذا الهدف، وجعلته 13 وحدة، منها 11 وحدة بقدرة 400 ميجاوات، ووحدتان بقدرة 375 ميجاوات. لكن حسب ما تم إعلانه رسميًا، لم تشغل إثيوبيا من هذه الوحداة سوى 6 فقط حتى الآن، وهذا دون تأكيدات رسميا لما إذا كانت ستتمكن من تركيب باقي الوحدات من عدمه. أما بالنسبة لبحيرة السد فتختلف التقديرات حول حجم المياه التي تخزنها، فمن المفترض أن السعة القصوى للتخزين في السد تصل إلى 74.5 مليار متر مكعب، وفي الوقت الحالي تحتاج إثيوبيا فقط لنحو ملياري ونصف المليار متر مكعب لتصل البحيرة إلى هذه السعة القصوى. وهذا يعني أن أديس أبابا ستضطر إلى فتح بوابات السد خلال العام الحالي بحركة تدفق شبه طبيعية؛ لأنها لا تستطيع تخزين المزيد من المياه في هذه المنطقة، لذا قد تعود لمصر والسودان حصة مياه مقاربة من الحصة الأصلية التي كانت قبل بناء السد. مصر ستحصل على حصتها كاملة من جانبه، قال أستاذ الموارد المائية، عباس شراقي، إن التوربينات في السد الإثيوبي لا تعمل فعليًا رغم الإعلان عن اكتمال بناء السد. ورجح أن كمية المياه هذا العام ستصل لمصر كاملة.