كرمت دورة "الكاريكاتير سخرية دون تورية" بالمغرب الفن الفلسطيني من خلال المبدع الكبير الرسام طالب دويك الذي قدم عديد المعارض بتونس منها عرضه لوحاته بمعرض الكتاب كما تحتفي الدورة بالموسيقى وفنون الفرجة والشعر ونشطاء فنون الحفر والكاريكاتير وهذا تنويع مميز من المهرجان الذي يشمل مختلف األوان التشكيل ..التكريم يشمل المبدع أحمد السنوسي. إنّه بحق، مؤتمر الجمال العالمي حيث صخب الألوان والحوار الكامن في المتعة التي لا تضاهى.. متعة الحواس.. من هؤلاء الأطفال الحالمون بظلال التشكيل البعيدة الذين أثثوا المهرجان. نذكر المحرس فتتراءى لنا أعمال جمّة تركها أصحابها هناك.. هنا.. شاهدة على المكان بل دالة عليه.. الحصان في مكانه.. المرأة التي أمسكت بالفرشاة لترسم من أعلى السّلم شيئا غير مكتمل بل غير مرسوم إلى غير ذلك من التنصيبات والخامات والأجسام، هكذا إذن.. يحق لمدينة المحرس أن تفخر بنجاحها في لم شمل العائلة التشكيلية والفنية، جاءوا من جهات الكون.. تقودهم فكرة باذخة.. القول بجمال العناصر والأشياء رغم حرقة الأسئلة وألم الكينونة ووجيعة الدواخل.. الفن في مواجهة التنميط وعولمة كلّ شيء.. الاقتصاد.. الثقافة.. الأشكال.. الوجوه.. وكل ما هو حميمي وخصوصي.. هكذا إذن تكلّم الفنانون على اختلاف ملامحهم بصوت واحد.. المجد للانسان ينحت غده بكثير من الشجن والحلم والأغنية.. وما اللون في النهاية إلاّ ذاك العزاء الجمالي الذي نلوذ به في هذا الكون.. وفي هذه الحالة، كانت تونس/ المحرس مفردة تشكلية أخرى لا بدّ منها. انطلقت المعارض والورشات وكعادتها ظلت المحرس مدينة الألوان بامتياز ضمن الفضاء الثقافي التونسي والعربي والعالمي من خلال الحضور الكبير للفنانين.