حمل أول خطاب لأمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العديد من الرسائل التي وجهها مباشرة إلي جماعة الإخوان المسلمين مؤكدا تخلي قطرعن دعمهم وعدم ارتباط عهد قطر الجديد بالجماعة بأي شكل من الأشكال موضحا: "أننا كلنا مسلمون ولسنا إخوانا مسلمين"، وهي رسالة تدل على تبدل منتظر في الموقف القطري تجاه دعم الدولة للإخوان والتي أثارت ضجة كبرى ضد الدوحة. كما أكد تميم أن قطر ليست حزبا سياسيا بل دولة تسعى للحفاظ على علاقات مع حكومات ودول ولا نحسب على تيار ضد آخر"، وهو رد على الكثير من الأسئلة التي تحوم حول مقاربته للعلاقة مع الإسلاميين الذين راهن عليهم أبوه، ما أحدث شروخا لعلاقات قطر في المنطقة العربية على المستوى الرسمي والشعبي. أما على المستوى الخارجي فشدد على العمق الخليجي لبلاده والارتقاء بالعلاقات الثنائية مع دول مجلس التعاون، وتعهد بأن تحترم قطر التزاماتها الإقليمية والدولية. وهي إشارة يعتبرها مراقبون حاملة لتطمينات إلى دول الجوار الخليجي بخصوص الدور القديم الذي كانت تقوم به قطر في العلاقة مع الإخوان المسلمين وإيران وتوظيف المجموعات الإسلامية المتطرفة في أكثر من مكان ما يتناقض مع المصلحة الخليجية. واعتبر مراقبون أن أمير قطر، الذي عرف بانحيازه للسلوك الليبرالي المستنير، وجه رسائل طمأنه إلى المحيط العربي والإسلامي الذي أصبح خائفا من المستقبل في ظل صعود الإسلاميين إلى الحكم في مصر وتونس، وما تبعه من احتجاجات وفوضى أمنية، وصعود لمجموعات متطرفة أصبحت تهدد الحريات العامة والخاصة باستعمال الإكراه، وتلجأ إلى السلاح لإسكات خصومها. وعُرف عن الشيخ تميم أنه معارض شرس لأي علاقة مع الإخوان المسلمين الذين طالما وصفهم في جلساته الخاصة بأنهم قوم خارج التاريخ، وأنهم يتسترون بالشعارات الدينية لجمع الأموال ليس أكثر. وهي مقاربة تحمل في طياتها تأكيدا على أن قطر الجديدة ستقف ضد الإخوان الذين يسعون الآن لخلق دورة استبداد جديدة من خلال استهداف الخصوم، وتكفيرهم، والمضي في أخونة الدولة بما تعنيه من هيمنة وإقصاء للخصوم. ورغم تأكيد الأمير الجديد أن بلاده ستظل "كعبة المظلوم"، إلا أن المراقبين يقولون إن قطر ستقوم بمراجعة علاقتها بالشخصيات الإسلامية المستقرة على أراضيها، وخاصة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، وذلك لأن هذا الاتحاد واجهة لأنشطة وتمويلات وعلاقات سرية وعلنية تتناقض والصورة الجديدة التي جاءت في خطاب الأمير تميم بن حمد. كما أكد الشيخ تميم رفض الطائفية والمذهبية في العالم العربي، وقال "نحن كمسلمين ... نحترم التنوع في المذاهب ونحترم كل الديانات في بلداننا وخارجها وكعرب نرفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي ومذهبي ذلك لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية ويمنع تحديثها وتطورها على أساس المواطنة بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة"، واعتبر أن الانقسام الطائفي "يسمح لقوى خارجية بالتدخل بقضايا الدول العربية وتحقيق النفوذ فيها".