حولت إسرائيل منطقة هضبة الجولان المحتل إلى مزار سياحي أمام الإسرائيليين لمشاهدة العمليات القتالية الدائرة رحاها على الطرف غير المحتل من الهضبة بين القوات الموالية لنظام بشار الأسد والقوات الساعية لإسقاط نظامه. ولاقت هذه السياحة إقبال كبير من قبل الإسرائيليين، حيث تسعى تل أبيب إلى استغلال هذا "الهوس" ورفد خزينتها بمئات الآلاف من الدولارات، خصوصا بعد إعلان الجولان ك"أكبر منطقة سياحية في إسرائيل". وتروج شركات سياحة إسرائيلية لهذا المشروع بالتعاون مع سلطات الجيش وإدارات المستوطنات، من خلال تجميع السياح في مناطق مرتفعة ومطلة على مناطق ما بعد خط وقف إطلاق النار، في الجهة الشرقية من الجولان. من خلال تلك المناطق المرتفعة يستطيع محبو المغامرة معاينة القتال بالعين المجردة، مع وجود مرشدي سياحة، هم بالأساس من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، لشرح جغرافية سوريا وتاريخها السياسي والعسكري وطبيعة المعارك الدائرة فيها اليوم. وحسب ناطق باسم وزارة السياحة الإسرائيلية، فإن هذه هي أهم سياحة داخلية في "إسرائيل" في هذا الموسم، ويتجاوب معها الجمهور الإسرائيلي بشكل كبير. وقام المستوطنون بوضع لافتات لتعريف السياح بالجولان كأكبر منطقة سياحية، وبثلاث لغات (العبرية والإنجليزية والعربية) على بوابات الجولان الرئيسة المطلة على "فلسطين التاريخية"، من جسر بنات النبي يعقوب في الجنوب وبوابة الغجر وبانياس في الشمال وبوابة مفرق مستوطنة جونين (المقامة على أراضي قرية غرابة الفلسطينية) في الوسط. وسيتم في مرحلة قادمة وضع لافتات تعريف في 80 موقعا سياحيا وترفيهيا وتاريخيا، و30 موقع استجمام وترفيه، وتنخرط المستوطنات (33 مستوطنة) في هضبة الجولان السورية المحتلة، في المشروع بهدف تحويل الجولان إلى "حديقة وطنية رسمية للسياحة والترفيه في إسرائيل". وتقدر تكاليف هذه المشاريع بنحو نصف مليار دولار، ولا تحسب فيها الميزانيات التي يصرفها الجيش وتخضع للبنود السرية في الموازنة. ومن الجهة الأخرى، قررت وزارتا السياحة والمواصلات، استغلال الأوضاع الداخلية السورية وغرق السوريين فيها، لتنفيذ برنامج تحسين وتطوير لمشاريع الاستيطان والاستثمار في الجولان، وتجديد وتوسيع شبكة الطرق المؤدية إلى المستوطنات وتوفير الأمان للسياح الذين يزورون الجولان المحتل في المستوطنات وخارجها. وكانت هذه الطرقات المؤدية من وإلى هضبة الجولان المحتلة، قد دمرت بسبب عمليات التدريب للدبابات والآليات العسكرية الثقيلة في المنطقة، علما أن 40% من أراضي الجولان خاضعة لسيطرة الجيش وتضم عشرات المواقع والقواعد العسكرية. الجدير بالذكر، أن "إسرائيل" أقامت في الجولان، منذ احتلاله في سنة 1967 وحتى اليوم، 33 مستوطنة بينها مدينة "كتسرين" التي تضم 22 ألف مستوطن، علما أن هناك خمس قرى عربية محتلة يسكنها اليوم 25 ألف مواطن سوري.