خبير استراتيجى فلسطينى: إسرائيل تضع حكومة اردوغان على حافة البركان

أعلن مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل أبو عيسى وفي حديث هام خص به دنيا الوطن عن قرار دولي كبير يتعلق بمصير تركيا وحكومة الرئيس اردوغان وباعتبار انه فشل فشلا ذريعا في إدارة الملف السوري من وجهه النظر الأمريكية والإسرائيلية وباعتبار انه المسؤول الأول عن حالة الشرذمة والخلافات التي تعصف بقوى المعارضة السورية وانه المتسبب الرئيسي في نمو وتعدد الحركات الإسلامية المسلحة في سوريا على حساب التيارات العلمانية والإسلامية المعتدلة وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى تحجيم دور القيادة السياسية للمعارضة العلمانية والإسلامية المعتدلة في الخارج والى درجة أنها أصبحت غير قادرة على ممارسة نفوذها الإداري والقيادي على صعيد الداخل السوري كما انه بدى عاجزا تماما عن القيام بدور عسكري مباشر يؤدي إلى تقويض نظام الرئيس بشار الأسد .
هذه الملاحظات في مجموعها جعلت من صوت الرئيس اردوغان ضعيفا عند لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما والذي تعامل باستخفاف مع الملف الكيماوي التركي والمتهم للنظام السوري باستخدام هذه الأسلحة ضد قوى المعارضة وبغرض وهدف استجداء التدخل العسكري المباشر لقوات حلف الناتو والقوات الأمريكية للعمل ضد الجيش السوري ونظام الرئيس بشار الأسد ، ولهذا ولذلك تم تنشيط الدور الإسرائيلي أمريكيا وهو تنشيط يحمل في أحشائه ضمنا تسليم الدور الأول لإسرائيل في سوريا وعموم منطقة المشرق العربي وأن تركيا يمكن أن تكون عامل مساعد فقط لهذا الدور من وجهه النظر الأمريكية والغربية ، وبلغة الواقع المثيرة لهذه التوجهات قامت إسرائيل بقصف جوي عنيف لمواقع هامة للجيش السوري عشية زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لموسكو ، اردوغان وصف الهجوم الإسرائيلي بالعمل غير المقبول وقبل أن يستفيق على عودة الدور الإسرائيلي وعلى حسابه وحساب تركيا انفجرت أعمال الاحتجاج والعنف في ساحة تقسيم في اسطنبول والتي امتدت إلى كافة المدن التركية مطالبة بإسقاط حكومة اردوغان وحزب العدالة والتنمية والذي ورط ويورط الشعب التركي في صراع خاطئ مع سوريا وكان سببا مباشرا في المآسي التي يتعرض لها الشعب السوري
وبحسب التسريبات المتلاحقة فان لإسرائيل وبعض الجهات الأمريكية والأوروبية دورها الفاعل في هذه الاحتجاجات وليس كما يقال بأنها محصورة في أعمال تحريض ساهمت فيها سوريا وإيران ، الانفجار الشعبي في تركيا انفجار منظم وجماهيري وهو ربيع تركي لقوى وتيارات مازالت ترى في جمهورية "كمال أتاتورك" باعث الأمة التركية رمزا لها في مواجهه عثمانية اردوغان التي أشعلت النيران في المحيط العربي المجاور وهي نيران ستمتد بحكم الواقع إلى الداخل التركي لأسباب تتعلق بالانتماء والولاء والترابط العضوي بين الشعب السوري وشعوب الأمة العربية من جهة والشعب التركي المسلم والشقيق من جهة أخرى وفي ختام حديثه دعا الجميع للانتباه لخطورة الدور الإسرائيلي على الصعيد الاستراتيجي فهي أي إسرائيل عملت وبنجاح على فرض الحصار الدولي على إيران وتهدد بضرب مفاعلاتها النووية وهيأت كل المناخات الملائمة لحالة من الفلتان والفوضى الأمنية في سيناء وتقف وراء بناء أثيوبيا لسد النهضة وبغرض وهدف تقويض الاستقرار الاجتماعي في مصر تمهيدا لمحاولات تقسيمها والآن تشارك وبجهد واسع في عملية الإطاحة بالرئيس اردوغان ولتحجيم الدور التركي وبمعنى أخر وشديد الوضوح فإنها أي إسرائيل وعلى طريق استكمال عملية تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وبسط نفوذها في عموم المنطقة العربية تعمل على تقويض مثلث القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة وهي تركيا ومصر وإيران وحتى يتم لها السيطرة وبشكل تام ونهائي على المنطقة العربية وعموم منطقة الشرق الأوسط .