كتب: علي الشرنوبي أظهر حادث خطف الجنود المصريين الأخير كثيرا من الوجوه المفزعة وقام بتعرية الكثير من مدعي التدين وتجار الدين وكشف عن الكثير من الخسة والندالة والإستعداد للتجارة في كل شيء من أجل تحقيق أي مكسب وضيع على حساب الدين والوطن ودماء البشر. فبعد سويعات من إعلان الحادث الغادر وإكتشاف هوية المختطفين من الغلابة المجندين سواء بالجيش أو الشرطة، سارع عدد كبير ممن أطلقوا لحاهم في وجوهنا ليعموا أعيننا عن كشف وجوههم الحقيقية ورفعوا سيف التدين والتقوى على رؤوسنا ليخرسوا السنتنا ويقصفوا أقلامنا. سارع من هان عليه دينه ورسوله وقرآنه فإتخذه لعبا ولهوا وتجارة يتربح منها الملايين ليعوض بها سنوات الشقاء والحرمان وعذاب السجون وجفاف الكهوف، فخرجوا علينا في مزاد علني لم يدعهم اليه أحد ليعلنوا عن شطارتهم ورواج تجارتهم وعن نفوذهم وسلطتهم وقوة وسعة إتصالاتهم في كلمات قبيحة وتلميحات صريحة بأنهم قادرون وأن لهم اليد الطولى في الأمور ويمتلكون أوراق الإعدام أو الإفراج عن هؤلاء الجنود المساكين، وأن هناك ثمن ضيئل يجب أن يدفعه المصريون لكي يرى هؤلاء المجندون النور مرة ثانية وليعودوا الى ذويهم سالمين. تعالت صيحات الإرهابيين وعواء الذئاب ونباح الكلاب لتعلن مبدأهم في إستغلال كل حادث وحديث لإبتزاز المصريين وإستعدادهم لعرض مواطنيهم من المسلمين في أسواق النخاسة السياسية وتجارة الأرواح البشرية.. وإكتشف المصريون أن هؤلاء الإرهابيين السابقين ونجوم المجتمع الحاليين تعودوا دائما على إبتزاز الحكومات وإسلوب المساومات وأحقر الصفقات ليصلوا الى ما يفشلون في الوصول اليه بطرق أخرى تتسم بثقل دم الشرف وبطء سرعة الأخلاق وقلة ثمار الوطنية وعقم طريق الضمير وعدم نفع الرجولة والشهامة والنخوة.. الى آخر تلك الأسماء الغريبة عنهم والتي لم يعرفوها من قبل خلال مسيرتهم وسيرتهم المهنية في مزارع القصب وبين أعواد الذرة وفي جبال أسيوط وكهوف أفغانستان وفي سراديب المعتقلات والسجون. فانهمرت علينا تصريحات تقيأ بها هذا وذاك عن إمكانياته الجبارة وعلاقاته الدولية مع الجماعات الإرهابية، وحول هؤلاء القضية من خطف وتهديد لأرواح بشرية الى سلعة أخرى يتاجرون بها ويعلنون عنها دون أي وازع من ضمير أو خجل أو حتى حرص على صورتهم والرابح من تجارتهم بدين الله... وأصبح الكل في سوق النخاسة يعلن أنه وحده الذي يمكنه التوسط للإفراج عن المخطوفين، وأنه أقوى من كل اجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وهو الوحيد الذي يستطيع بإشارة منه تجفيف دموع أبناء وزوجات وأمهات هؤلاء المجندين، وأن كل هذا يخضع للأوكازيون الوطني ويمكن تنفيذه مقابل حفنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة من التنازلات التي يمكن أن تقدمها الدولة أو تقبل بها بعد أن رفضتها حرصا على صورتها وهيبتها، وتعمد أولئك الشيوخ إذلال المؤسسات العسكرية المصرية كما أذلتهم هي من قبل وأعلنوا معرفتهم الوثيقة بالخاطفين وقدرتهم على الإتيان بما هو مستحيل، والثمن فقط هو خضوع الدولة والمصريين لهم وقبول أحذية هؤلاء الإرهابيين فوق رؤوسهم وعدم الممانعة في الخضوع لإرهابهم... وإلا.. سيدفع هؤلاء المجندين الثمن من دمائهم ولحومهم، ويحاسبون على فاتورة فشل الرئيس ومعاونيه ومرشديه، وسيقع اللوم على تلك السلطات المتحجرة العقل التي تتمسك بأشياء واهية مثل كرامة الوطن والأمن القومي ومكافحة الإرهاب وهيبة الدولة وكل تلك الكلمات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولم يعرف قائليها وتابعيها سوى الفقر والجوع ولم يجني المؤمنين بها ما جناه هؤلاء الشيوخ من ملايين الدولارات ولا الفيلات والسيارات.