اختتم امس مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة، الذي يقيمه مشروع (كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، استعرض عشرات المشاركين والمختصين والأكاديميين خلاصة ما توصّلوا له بعد أربعة أيام من المؤتمر كانت زاخرة بالبحث والدراسة والحوار والنقاش، وأثنوا على المؤتمر ودوره في تطوير الترجمة وقدرته على أن يكون جسراً بين اللغات ومعبراً بين الحضارات، وبدورهم، كرّم القائمون على المؤتمر مجموعة من المترجمين المشاركين البارزين تقديراً لدورهم وجهودهم خلال هذا المؤتمر الذي استمر أربعة أيام في مركز أبوظبي الدولي للمعارض. وفي اليوم الأخير من أيام مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة، استعرض مديرو الورشات والخبراء والأكاديميون أهم المواضيع التي تمت مناقشتها خلال ورشات العمل والندوات والجلسات اللقائية، وعرضوا بشكل موجز لمشاركات الضيوف والمختصين المستضافين للمؤتمر، وشرحواً بإسهاب كافة المستويات العلمية والأدبية التي بحثتها الورشات. وأكّد المشاركون على أهمية ورش العمل المرافقة للمؤتمر والمستوى الراقي للنقاشات والحوارات المواكبة لها وعلى هامشها، وأشاروا إلى أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات وورشات العمل في العالم العربي لافتقار هذه المنطقة لمصل هذه الفعاليات المتخصصة المهمة والأساسية، كما أشادوا بالمبادرة الهامة التي أقرها المؤتمر عبر ورشات عمل متخصصة بلغات متعددة وعرضوا تأثير مشاركة عدة مترجمين بترجمة نص واحد ومن ثم مناقشته بشكل مشترك والبحث عن نقاط القوة والضعف في هذه الترجمات، والبحث عن سبل لحل الصعوبات والإشكاليات التي يواجهها المترجمون خلال عملهم. وركّز المشاركون في حديثهم على أهم المحاور وأهم المشكلات التي بحثوها خلال ورشات العمل، كلغة الحوار وعلامات الترقيم والخلاف في المفردات والمصطلحات العلمية والفنية وترجمتها، وأساليب ترجمة القصائد والأشعار، وأهم الهفوات والأخطاء التي يقع بها المترجمون، واستراتيجية ترجمة الشعر وقافيته، وترجمة النص بدلالاته ومكنوناته، وسياسة الترجمة وأوليات المترجمين والناشرين، وحاجة المكتبة العربية من الترجمات، وتحسين أداء المترجمين وتمكينهم من أدواتهم، واستعمال القواميس والمراجع، وقضايا نقد الترجمة، وأهمية القراءة الجادة والمتأنية قبل البدء بالترجمة، والدور التجديدي للترجمة في الأدب الحديث، وأخيراً نبّهوا إلى ضرورة عدم طغيان الجانب التجاري على الترجمة والبحث عن الوسائل الناجعة المختلفة لاستمرار تبادل الخبرات بين المترجمين. وأثنى المشاركون على حضور طالبات وطلبة جامعات العربية المتحدة في ورشات العمل التي أقامها المؤتمر، وأشاروا إلى مشاركتهم الفاعلة والجادة في هذه الورشات، وشددوا على أهمية استمرار هذه الورشات لما لها من أهمية بالغة في صقل مهارات المترجمين وتطوير عملهم، وأن تتوسع من ورشات عمل مختصة بالأدب إلى ورشات تهتم بالعلوم الإنسانية وأنواع الفكر الأخرى، وطالبوا أن يكون لها وقت أطول وأيام أكثر، كما ناقش المشاركون أهمية أن يكون هناك مجلة إلكترونية متخصصة بالترجمة والتوثيق للترجمة يُنشر فيها آخر مستجدات الترجمة عبر بوابة إلكترونية لما للفضاء الإلكتروني من أهمية بالغة في هذا العصر. وأثرت مداخلات الحضور والضيوف والملاحظات والاقتراحات التي قدّموها الجلسة الختامية، وأسهمت في صياغة التوصيات النهائية وتحديد الأهداف المأمولة من وراء المؤتمر خصوصاً والمؤتمرات القادمة عموماً، وأعرب عدد كبير من الحضور عن إعجابهم بما يقوم به مشروع (كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في هذا المجال وقدرته على تحقيق الكثير من الاقتراحات المطروحة باعتباره في يقف في صدارة المؤسسات العربية المعنية بهذا الشأن. وفي نهاية الجلسات الختامية كرّمت إدارة المؤتمر عدداً من المشاركين المختصين البارزين ومن بينهم د. محمد عصفور، د. كاظم جهاد، مصطفى سليمان، فخري صالح، مروة هاشم، تحسين الخياط، د. عز الدين عناية، علي الشعالي، جيل جانزي، د. فيليب كينيدي، د. موليت فوكير، شهاب غانم، مروان عبادو، وفرانز هوتزانجر.