أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبالتعاون مع دار الهدهد الإماراتية للنشر والتوزيع سلسلة مختارة من أدب الناشئة الفرنسيّ تتضمن 9 عناوين، أشرف عليها الشاعر والمترجم والأكاديميّ العراقيّ المقيم في فرنسا د. كاظم جهاد، حيث قام باختيار نصوصها والعمل على تحريرها ومراجعة ترجماتها، وعملت على ترجمتها نخبة من المترجمين والأدباء العرب المرموقين. وباستثناء رواية الكونتيسة دو سيغور "آلامُ صوفي"، التي تخاطب فئة عمريّة تتراوح بين الثّامنة والثّانية عشرة، وحكايات شارل بيرّو، التي تخاطب أعماراً مختلفة، ركّزت هذه السّلسلة على الأعمال التي تخاطب قرّاءً من النّاشئة تتراوح أعمارهم بين الثّانية عشرة وبداية سنّ الرّشد. "حكايات أمّي الإوزّة" لشارل بيرّو يُعدّ كتاب "حكايات أمّي الإوزّة" للكاتب الفرنسي شارل بيرّو (1628- 1703)، الذي يدشّن هذه السلسلة في ترجمة قام بها ياسر عبداللّطيف، من كلاسيكيّات الأدب الأوروبيّ الموجَّه للناشئة. وهو من الكتب التي اهتمّت في تاريخ مبكّر جدّاً بجمع الحكايات الشعبية، أو ما يُعرف في التراث الأوروبيّ ب "حكايا الجِنِّيات"، وبنقلها من التقاليد الشفاهيّة إلى الأدب المكتوب. ويضمّ الكتاب تسعاً من هذه الحكايات، كتبها بيرّو بأسلوب سرديّ رفيع وبلغة أدبية جزلة. "العصفور الأزرق وحكايات أخرى" لماري- كاترين دونوا لا شكّ أنّ "حكايا الجنيّات" لاقت رواجاً وانتشاراً واسعين في نهاية القرن السّابع عشر، وهي تستلهم التراث الشفويّ والأساطير الشعبيّة والتراث المشرقيّ والأدب القروسطيّ وبعض نصوص عصر النهضة الإيطاليّة. لكن يعود لماري - كاترين دونوا (1651-1705) الفضل في أنّها، قبل الأديب المعروف شارل بيرّو، أوّل من استخدمَ عبارة "حكايا الجنيّات". فهي نشرت في فرنسا قصّة تنتمي إلى هذا الجنس الأدبيّ، عنوانها "جزيرة السّعادة"، وذلك ضمن الرّواية التي أصدرتها عام 1690 بعنوان "حكاية هيبوليت، كونت دو دوغلا". وفيما بعد ستكرّ السّبحة وتنشر في العامَين 1697 و1698 أربعاً وعشرين حكاية نالت شهرة كبيرة. تتضمّن الترجمة التي وضعتها لهذه السلسلة ماري طوق، ثماني عشرة منها، هي أهمّ حكاياتها وأكثرها انتشاراً. رواية "بلاعائلة" لهكتور مالو يُعتبر هكتور مالو أحد أبرز كتّاب القرن التّاسع عشر الفرنسيّين. وُلد في 19 أيّار 1830 وتوفّي في 18 تمّوز 1907. على غرار بلزاك، لجأ إلى الكتابة الواقعيّة لرسم صورة عن القرن التّاسع عشر بشتّى شرائحه وقضاياه الاجتماعيّة، تاركاً نحو ستّين رواية تظلّ أشهرها تلك التي خصّصها للصّغار وعلى رأسها "بلا عائلة". نُشرت هذه الرّواية، التي تصدر في هذه السلسلة في ترجمة لسيلفانا الخوري، للمرّة الأولى في 1878، وسرعان ما عرفت نجاحاً كبيراً وأصبحت من أمّهات أدب النّاشئة، وألقت بتأثيرها على أجيالٍ من القرّاء والمبدعين. ألكساندر دوما في ثلاثة أعمال سرديّة عُرِفَ الروائيّ الفرنسيّ ألكساندر دوما (1802-1870) بعدد من الرّوايات التاريخيّة التي فرضت اسمه رائداً لهذا الجنس الأدبيّ. إلى هذا ألّف عدداً من النّصوص السّرديّة الموجَّهة للناشئة، تتراوح بين الروايات القصيرة والحكايات الوجيزة والأقاصيص. هذا المنجَز الكبير تحتفي به هذه السلسلة بتقديمها لقرّاء العربيّة ترجمات وضعها محمّد بنعبود لاثنتين من روايات دوما للناشئة، هما "عصيدة الكونتيسة بيرت" و"كسّارة البندق"، ولمنتخبات من حكاياته وأقاصيصه يضمّها كتاب ثالث مستقلّ يحمل عنوان "بياض الثلج وحكايات أخرى". "آلامُ صوفي" للكونتيسة دو سيغور ولدت الكونتيسة دو سيغور في مدينة سان- بطرسبورغ في روسيا في 1799، في كنف أسرة ارستقراطيّة، واسمها قبل زواجها هو صوفيا روستوبشين. أمضت طفولتها في أراضي ذويها الواسعة قرب موسكو، وكانت طفلة محبّة للشّغب كبطلة روايتها المترجَمة في هذه السّلسلة، والحاملة اسمها الأوّل نفسه، منطوقاً بالفرنسيّة: صَوفي. في 1817، رحلت مع أسرتها إلى باريس، ثمّ تزوّجت الكونت أوجين دو سيغور، وأمضت جلّ سنيّ عُمرها في الرّيف الفرنسيّ، وتوفّيت بباريس في 1874. "مغامرات الفتى أصهب"، لجول رونار وُلد جول رونار في 22 فبراير /شباط 1864 في شالون دو ماين بفرنسا، وتُوفّي في باريس سنة 1910 عن 46 عاماً بعد إصابته بتصلّب الشرايين. بعد حياة شاقّة ودراسة متعثّرة، لم يحقّق نجاحاً أدبياً كبيراً إلاّ في السنوات الأخيرة من عمره القصير. هذه الرّواية، التي احتضنتها هذه السلسلة في ترجمة وضعها محمّد علي اليوسفي، كلّفت كاتبها ثمناً غالياً إذا انطلقنا من حقيقة باتت معروفة، وهي أنها تتحدّث عن طفولة الكاتب، فصارت من أبرز كتب الناشئة التي ازدادت شعبيّتها بفعل تكريسها في المدارس الفرنسية والفرنكوفونية، فضلاً عن المسرح والسينما والتلفاز لاحقاً. "صديقان وقصص أخرى" لغي دو موباسان ولد غي دو موباسان في الخامس من أغسطس/ آب 1850 في تورفيل- سور- آرك في منطقة النورمانديّ بفرنسا، ونشأ في محيط ريفيّ عُنيت بتربيته فيه أمّه الواسعة الثقافة. تجمع هذه المختارات، المترجمة من قبَل سيلفانا الخوري، خمس عشرة قصّة تنتمي كلّها إلى الواقعيّة وتشكّل أنموذجاً أسلوبيّاً لهذا الجنس الأدبيّ. ففي قصّة "الصّديقان" التي تفتتح المجموعة، يدفع الولع بصيد السّمك صديقين فرنسيّين إلى الذّهاب للصّيد على خطوط التّماس بينما الحرب مستعرة. هذه الرّغبة الملحّة ستكون سبباً في هلاكهما، إذ يُلقي الألمان القبض عليهما ويتّهمونهما بالتّجسّس ويعدمونهما رمياً بالرّصاص. ولكن حتّى آخر لحظة، يواجه الصّديقان مصيرهما بهدوءٍ فيه من الرّفعة والسموّ ما يتناقض تناقضاً صارخاً مع الموت العبثيّ والمجانيّ الذي قادتهما إليه رغبة أشبه ما تكون بالنّزق والطّيش الطّفوليّين. *** هكذا تتوالى نصوص هذه السّلسلة، يعمّق بعضها أثرَ بعضٍ، وتمهّد جميعاً لنشوء مكتبة رفيعة في أدب الناشئة ستعمل الإصدارات القادمة في السّلسلة ذاتها على إغنائها، مضفيةً عليها مزيداً من التنويع وتعدّد الأساليب والتّجارب والأفكار.