تناولت الصحف العبرية اليوم تقرير عن طائرة "حزب الله" ويقول التقريرطمنذ اعلان الجيش الإسرائيلي عن تمكنه من اكتشاف طائرة بلا طيار اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي، وإسقاطها بعد أن اصدر قائد سلاح الجو ورئيس هيئة أركان الجيش امرا بذلك، حتى شرعت الصحف العبرية بطرح الاسئلة عن أهداف تحليق تلك الطائرة فوق أجواء مدينة حيفا الساحلية، التي تشكل عاملا استراتيجيا لإسرائيل، لوجود أهم مواردها من منصات وحقول الغاز الطبيعي وجميع المصانع التي تحتوي على مواد كيمائية. وتساءل المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي الإسرائيلي المقرب من الدوائر الأمنية الإسرائيلية "عاموس هرئيل": "هل زُودت الطائرة بآلات تصوير فقط، وكان هدف العملية "انتصار نفسي"، أم كانت خطة أكثر طموحا مثل محاولة إتمام عملية بطائرة بلا طيار هجومية "منتحرة؟". ويرى هرئيل أن الجواب على ذلك سيكون بجمع كامل حطام الطائرة التي سقطت على بعد 10 كيلو متر غربي شواطئ حيفا في مياه إسرائيل الإقليمية، مبيناً أن وجود مواد متفجرة احتمال وارد جدا وأنه في حال لم يتم العثور على كافة حطام الطائرة وما احتوته فإنه يمكن التحليل من خلال تصوير سلاح الجو اعتماداً على تحليل قوة الانفجار وقت إصابة الصاروخ الإسرائيلي للطائرة. وكشف هرئيل أنه لم يكن لآلات التصوير التي ركبت على الطائرة قدرة حقيقية على إرسال الصور إلى مسافات بعيدة، وأن ادعاءات حزب الله بأنها نجحت بالاقتراب من المفاعل النووي في ديمونا غير صحيح، فقد تم اعتراضها فوق غابة يتير شمال بئر السبع، وتم إرسالها فقط لتكون عملاً إعلامياً وأنها لم تشكل خطرا، لعدم قدرتها على التصوير، مشيراً إلى نجاحهم فقط في العمل بطريقة محكمة في إطلاق الطائرة من السواحل الجنوبية باتجاه السواحل الغربية فوق أجواء قطاع غزة وهو ما صعب من مهمة تحديد موقع الطائرة حينها مقابل النجاح الذي حققه سلاح الجو في رصد وإسقاط الطائرة الأخيرة فوراً التي قال أنها يعتقد أن "إنذار استخباري سبق العملية". ويشير الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي في تقريره الذي نشرته صحيفة هآرتس، أن هذه العملية جاءت في محاولة حزب الله لصرف الأنظار عن الانتقادات الأخيرة له والجدل الدائر في لبنان حول مشاركته في القتال إلى جانب النظام في سوريا وكذلك لمساعدة إيران في إثبات تحديها لإسرائيل من آن لآخر واعتبار نفسه أنه المدافع عن لبنان. وختم تقريره: "إذا تبين ان هناك نوايا أخرى تزيد على جمع نقاط علاقات عامة، سيكون السؤال ما هو الهدف من اطلاق الطائرة، فمدينة حيفا مليئة بمواقع بنى تحتية إستراتيجية حساسة، وعلى إسرائيل أن تتفحص احتمال مقلقٌ جداً، وهو ان هناك محاولة لإصابة حقول الغاز للمرة الاولى في البحر المتوسط. إن إيران وحزب الله يدركان جيدا أن كل محاولة للمس بالبنية التحتية للغاز سيعتبر في إسرائيل إعلان حرب وقد يفضي إلى نتائج قاسية بالنسبة إليهما أيضا". وعلى الصعيد ذاته، قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، أن التقديرات الأمنية تشير بأن الطائرة لم تكن مسلحة، لكنها كانت محاولة تهديد واضحة لإحدى طوافات الغاز الإسرائيلية في ميناء حيفا. واضاف أن الطائرة أقلعت من منطقة البقاع اللبناني وحلقت باتجاه البحر غربا، ثم توجهت جنوباً نحو الأراضي الإسرائيلية وقد اكتشفت منذ المراحل الأولى لاختراقها المجال الجوي الإسرائيلي، وقد نجح سلاح الجو بإصابة الطائرة الصغيرة من الصاروخ الأول. ونقل يهوشع عن مصادر أخرى في الجيش الإسرائيلي قولها أنه يتم معرفة فيما اذا كانت الطائرة مجهزة بمواد متفجرة مثل الطائرات الصغيرة الهجومية الأخرى التي يمتلكها حزب الله، وأن قيادة الجيش لا تعرف ماذا كان هدفها تماماً، لكنهم يعرفون أنها حلقت في خط صور – صيدا باتجاه الجنوب.