أقيمت أخر ندوات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السادسة حول عرض " ليل الجنوب " والتي بدأها الناقد المسرحي احمد خميس بقوله نحن أمام عمل ضخم يقوم على عناصر متميزة والق ابداعى غير مسبوق فقد تضافرت جهود فريق العمل وقدموا لنا تنويعه شيقه من فنون العرض المسرحي بمعناه الجاد فلو أن اى متلقي أراد أن يحلل ماجرى فسيجد انه أمام سيمفونية لايمكن فصل اى عنصر من عناصرها دون الرجوع لبقيه العناصر ، و تقديم تلك السينوغرافيا بتشكيلاتها الجمالية إلى تعتمد على صور جماليه تأخذ من البيئة وتقدمها جماليا في صور إبداعيه تعكس مصائر الشخصيات الدرامية وتعلق على ماجرى لهم ومن المؤكد أن مهندس الديكور محمود سامي قد حضر بروفات الأداء وكون أشكاله بعد نقاش طويل مع مخرج العرض الفنان المتطور ناصر عبد المنعم ، كما نجد أن كل ممثل قد حفر لنفسه طريقه لاتتنافر مع بقيه زملائه وان كانت تتفرد في عرض المأساة الخاصة بها بداية من الجنوبي الذي يكتر ذكرياته فتخرج الأفكار والاطروحات في صوره شخصيات من لحم ودم تعيش مأسيها من جديد فتطرح علينا الصور والاخيله التي قد تكون صادمه وجريئة . كما أكد أن تقنيات الكتابة في هذا العمل مستلهمه من عملين كان قد قدمهما ناصر عبد المنعم مع الكاتب والناقد الراحل المبدع حازم شحاتة والذي كان قد قدم مع ناصر عبد المنعم من قبل مسرحيتي " ناس النهر" و "النوبه دوت كوم " فمن المؤكد أن شادلى فرح مؤلف ليل الجنوب قد شاهد تلك الأعمال فكانت ملهمه له لكي يكتب الجنوبي عمل الليلة ولو أننا راجعنا تكنيك الكتابة سنلحظ أول مانلحظ دلك التشابه بين طريقه كتابه عرض الليلة وعرض النوبه دوت كوم فهما عملان يقومان على اكترار الذكريات وعوده الشخصية الدرامية لحلمها القديم فالشخصية الأهم في النوبه دوت كوم هو شخصيه الشخص المغترب والذي يخلو بنفسه كي يكتب أحلامه وأماله وذكرياته القديمة في الجنوب وشخصيه الجنوبي هنا تقوم بنفس العمل تقريبا . أشار سيد الإمام معلم الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأن ماقدم كان مفاجأة له فلم يكن يتصور أن يشاهد عملا مكتملا ومحكما كما شاهد لقد أسعدنا هؤلاء المبدعين بمعزوفة ادائيه قلما تتكرر , أن العرض قد بدأ بنيانه من خلال شخص قد سافر ويكتر ذكرياته وأحلامه تلك المسافة هي من صنعت العرض ، أن المخرج ناصر عبد المنعم قد فكر كثيرا في التفاصيل الصغيرة ولم يترك اى لحظه للعفوية ، و قد اهتم كثيرا بأن لايصنع ميزانسين بالمعنى المفهوم للكلمة ، فهو يصنع حركه من نوع خاص لاتهتم ألا بصناعه الصور التي تخلط بين دواخل الشخصيات وحركاتهم ودون إشكال هندسية متكررة , كما أشاد سيد بالأداء التمثيلي وبدأ من عند " وفاء الحكيم- ولعانة" التي يعتبرها واحده من أفضل ممثلات المسرح المصري ألان وان ماقدمته لم يكن غريبا عليها لكونها تهتم طواعية بكل تفاصيل الشخصية الدرامية وتعطيها لكنتها المناسبة كما أنها في أداء الصعيدية قد قدمت المسافة الحقيقية التي يلتفت فيها المؤدى للدور أين يقدم وما هي رهاناته الدرامية والادائيه فهي تحاول أن تخلط بين الأداء الصعيدي كما تملى الشخصية ولكن عينها على مشاهدو تلك الاطروحات من أبناء العاصمة ، كما أشاد بأداء كل من شريهان شرابي وساميه عاطف والطفل حازم عبد القادر وتحدث كثيرا عن أداء" دعاء طعيمه – نخل " والتي استطاعت أن تؤدى بأحترافيه كبيرة وفهم حقيقي لطبيعة الشخصية التي كتب عليها أن تلد على غير هواها وكيف تتنازعها الهواجس والمشاعر المتضاربة , أما عن ناصر عبد المنعم فقد قدم صوره وأفكاره وكأنه ينحت في الصخر وحتى في اختياراته لممثليه بدا انه قد فكر كثيرا في تفاصيل تكويناتهم الجسمانيه كيف تكون وكيف يبدون بجوار بعضهم البعض وحتى تفاصيل الأوجه فهناك وحده نحتية شديدة التميز . وتحدث المخرج الكبير ناصر عبد المنعم معلقا على الندوة انه قلما يتابع ندوه تكشف تفاصيل العمل كما تابع الليلة لقد لمس مثلا الدكتور سيد الإمام نقطه هامه في عملي وهى اننى لم ارسم حركه بالشكل المعتاد في الأعمال المسرحية فعلا أنا ماعنديش ميزانسين تقريبا أنا تربيت في مسرح الطليعة حيث البني التقليدية يتم هدمها وصناعه بنى مختلفة تجريبية لقد حاولت أن اخلق من حالات استاتيك شخصيه وطاقه قلما تجدها ألا في عرض راقص اننى أراهن مع مجموعه الممثلين على بعض التفاصيل وتكون سعادتنا كبيرة عندما يلمس احد النقاد الجادين تلك النقاط الهامة في العرض المسرحي . تحدث معتز السويفى عن أهميه الكواليس في عروض ناصر عبد المنعم ففريق العمل يتعامل بحب شديد ويراهنون على نجاح بعضهم البعض وتحدثت وفاء الحكيم عن سعادتها بالعمل مع هؤلاء المبدعين المشحونين بطاقة تتيح العمل الجاد والممتع في نفس الوقت فمن اصغر ممثل لأكبر ممثل كان الكل يتفانى لكي يخرج عملهم بصوره طيبه ترضى التلقي الشغوف بفن المسرح .