معرض "أسماء الله الحسنى" يضم 50 لوحة بنفس الإسم

يعتبر الفنان السورى صالح الهجر خطاط محترف ومتمرس بشكل خاص بخط الديواني الجلي وإمكانياته التركيبية، وهو فنان تشكيلي ذو قدرات بارعة في صناعة الخلفيات والتحكم في مستويات اللوحة وتقسيماتها، وهو ثالثاً يمتلك حساسية نادرة في التعامل مع الألوان المائية .
تلك الميزات بدت ظاهرة في معرض "أسماء الله الحسنى" الذي افتتح في النادي الثقافي العربي وضم 50 لوحة كُتِبت فيها أسماء الله الحسنى بخط هذا الفنان الموهوب الذي سبق له أن أقام معارض شخصية عدة في سوريا منذ ،2001 وشارك في معارض جماعية خارجية وحصل على شهادات تقدير متميزة .
يتقن الهجر فن تخيّل المعنى، فهو في مواجهة جلال اسم الله العظيم يبتكر الصورة التمثيلية لإيحاء الاسم، ويكتبه على تلك الصورة، ففي لوحة كُتِب فيها الاسمان "النافع والنور" يركب الأحرف على شكل أيدٍ مرفوعة بالدعاء إلى الأعلى، وينبثق في الخلفية نور تتحرك عليه الأحرف كأنها تعزف موسيقى روحية جميلة، مع غنى في الألوان الشفافة، ويظهر التمثيل التصويري للمعنى أيضاً في لوحة "المؤمن المهيمن" التي لعب فيها على التكرار والتناظر بين الكلمات، ما سمح له بصنع كتلة دائرية مفتوحة في الأعلى فبدت الأحرف كأنها تحتضن الكون لتشكل معنى الهيمنة في اسم الجلالة .
أما في لوحة "الرحمن الرحيم الملك" فقد اشتغل الهجر على إيقاع التكرار، فكتب الكلمات بشكل مائل من الأعلى إلى الأسفل، وناظرها بمثيلاتها من الأسفل إلى الأعلى، ولعب بألوان الأزرق بشكل فني منسق، وجعل قاعدة نصه مكتوبة بفراغ الورقة الأبيض بشكل أنيق .
تقنية الكتابة بفراغ الورقة الأبيض ذاتها اتبعها الهجر في لوحة "الواحد الماجد" بحساسية فائقة، حيث جعل قاعدة كل حرف مبطنة بفراغ يحاكي الحرف كأن نوراً ينبعث من خلفه، ومع التكرار والتركيب الشاقولي للكلمات بدا النص وكأنه يعوم في بحر من النور .
في لوحة "الغفار القهار" اشتغل على تعدد المستويات في اللوحة وتدريج الكتل، فقد صنع باللون الرمادي الفاتح شكل ورقة "بردي" بمستوى أخفض من مستوى ورقة اللوحة، وجعل الخلفية اللونية هي المستوى الثاني، والثالث هو رؤوس الأحرف الطويلة، وأعطى كل ذلك لوحته إيقاعاً متدرجاً يجعل عين الناظر تتنقل مستريحة بين الكتل المتناسقة .