ضحي بعمله في الجيش من أجل الفن ونشأ في عائلة فنية وتزوج أربع مرات واهتم بقضايا المرأة.. محطات في حياة رائد الكوميديا فطين عبد الوهاب

واحدًا من أهم المخرجين في مصر والوطن العربي فهو كان له رؤية فنية خاصة وببراعته الشديدة وخفة ظله أستطاع أن يضع أعماله في مكانة خاصة، كما أنه كان قادر على صنع الكوميديا بشكل بسيط، ويعتبر المخرج الراحل واحدًا ممن أسسوا منهجًا جديدًا للكوميديا أنه المخرج الكبير فطين عبد الوهاب.
ولد فطين عبد الوهاب في مثل هذا اليوم عام 1913 بمدينة دمياط، والده كان يعمل فى وزارة المعارف، وأسرته كانت ميسورة الحال ولها باع فى الثقافة، ولد فطين لأخين أكبر منه سنًا، الأول هو الفنان سراج منير، الذى ترك دراسته للطب فى ألمانيا واتجه للتمثيل دون أدنى اعتراض من والده المنفتح على الثقافات الأخرى، بينما شقيقه الثانى هو حسن الذى حصل على بكالوريوس الهندسة وسافر إلى ألمانيا لإتمام دراسته، وقرر هناك أن يتجه للنقد السينمائى والكتابات النقدية، وهو مالم يقف الأب أمامه أيضًا وبعدها أخرج عددًا من الأفلام، ثم اكتفى بدوره كناقد وكاتب سينمائى.
بدأ حياته العملية من خلال عمله كموظفًا بقسم الجنسية في وزارة الداخلية "إدارة الجوازات"، ثم تطوع في الجيش وتخرج في الكلية الحربية في أول دفعة لضباط الاحتياط عام 1939، وظل يتدرج بين الرتب حتى عام 1944 حيث قرر ترك فيه الجيش وهو "يوزباشي".
عمل أشقائه في التمثيل كان السبب الرئيسي لإهتمامه بالسينما وتحوله إليها، وظهر ذلك فى حرسة على ارتياد الأفلام وتتبع أخبارها بصورة جعلته يكتب مقالات فى النقد السينمائى، وبدأ مشواره الفني كمساعد إنتاج مع يوسف وهبى فى فيلمه "بنات الريف" عام 1944 ثم مساعدًا للإخراج لمدة خمس سنوات مع عدد من المخرجين منهم أحمد سالم وحسن الإمام ومحمود ذو الفقار وحسين حلمى.
في عام 1949 جاءته الفرصة الأولى كمخرج أول وذلك من خلال فيلم "نادية"، وشهد عام 1950 البداية الحقيقية لفيلم "جوز الأربعة" حيث ظهر فيه أسلوبه الذي يعتمد على كوميديا الموقف، فهو كتب سيناريو الفيلم بنفسه بالإضافة لمشاركته في الإنتاج.
قدم فطين عبد الوهاب للسينما مجموعة من أهم الأفلام وتخصص في إخراج الأعمال الكوميدية، من أهمها: "الآنسة حنفي، ابن حميدو، إشاعة حب، الزوجة 13، آه من حواء، أضواء المدينة، نصف ساعة جواز, ابن حميدو، اعترافات زوج، مراتي مدير عام"، هذا بالإضافة إلى سلسلة أفلام للفنان الراحل إسماعيل ياسين، كما أنه اهتم بالمرأة وقضاياها الاجتماعية وناقش ذلك في أفلام عدة، منها "الأستاذة فاطمة".
لم تشهد حياته الاجتماعية استقرارًا فقد تزوج أربع مرات، الأولى من الممثلة والراقصة هاجر حمدى، والثانية الفنانة الكبيرة تحيا كاريوكا، وزواجه الثالث فكان من أميرة فتحى الشقيقة الكبرى للفنانة نجلاء فتحى، أما المرة الرابعة فتزوج من الفنانة الكبيرة ليلى مراد وظل الزواج طيلة 12 عامًا وأنجب منها ابنهما الوحيد زكى فطين عبد الوهاب .
في 11 مايو عام 1972 سافر إلى بيروت لمقابلة الأخوين رحباني، بهدف الإتفاق على إنتاج فيلم غنائي إلا أنه سقط مصابًا بأزمة قلبية‏ ، ومات متأثرًا بها تاركًا خلفه رصيد فني مميز من الأفلام السينمائية التي تعتبر من الأعمال الناجحة والمحببة لدى الجمهور.