كشفت مصادر برئاسة الجمهورية أن ديوان الرئاسة يجري اتصالات بمكاتب ومؤسسات متخصصة واستشاريين في الصورة والبروتوكولات، في كل من لندن وواشنطن من أجل الاستعانة بخبراتهم في تدريب الدكتور مرسي علي الفنون، والقواعد والمبادئ المكتوبة، وغير المكتوبة التي تنظم المجاملات والتعامل في مختلف المناسبات والحفلات والمآدب الرسمية والاجتماعية. ورغم ترحيب خبراء الإتيكيت بهذه الخطوة إلا أنهم اعترضوا علي فكرة الاستعانة بخبراء أجانب في هذا المجال استنادا إلي وجود خبراء مصريين من الممكن أن يقوموا بهذا الدور فضلا عن الاستعانة بخبراء أجانب قد يكلف خزينة الدولة ملايين الجنيهات في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من أزمات خانقة. تقول الدكتورة عزة عزت أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية.. علي الرئيس محمد مرسي تعلم فن الإتيكيت بشكل سريع مشيرة إلي أن افتقاد الرئيس مرسي لقواعد الإتيكيت والبروتوكول يقلل من قيمته كرئيس للدولة. وتوضح أن "مرسي" كان عليه تعلم هذا الفن منذ أن كان في الخارج قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية موضحة أن "مرسي" عليه مراعاة مظهره أكثر من ذلك وكذلك طريقة إلقائه للخطب السياسية إضافة إلي طريقة تعبيره ومقابلته للشخصيات العامة والمسئولين بالخارج لأن هذه الأمور تدفع مسئولي الدول إلي التفكير في رئيس مصر بشكل خاطئ، خاصة بعد المواقف الأخيرة التي حدثت معه". وأشارت عزت إلي بعض المواقف التي صدرت من الرئيس محمد مرسي سابقا حيث قام عدة مرات "بالهرش وضبط ملابسه" بطريقة تستفز من أمامه إلي جانب النظر الدائم في ساعته أثناء لقائه مع أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وغيرها من المواقف التي تجعل الشعوب الأخري تنظر إليه علي أنه ليس رجل دولة لأنه لم يعط لنفسه فرصة تعلم كيفية التعامل مع العالم الخارجي كرئيس دولة. وأكدت ان تعلم مرسي الإتيكيت علي يد خبراء أجانب لا يقلل من احترامه كرئيس دولة ولكن يجب أن تكون وزارة الخارجية هي الراعي الرسمي لهذه "الكورسات". وأشادت خبيرة الإتيكيت ماجي الحكيم بسعي الرئيس مرسي إلي تعلم فن الإتيكيت مشيرة إلي أنها فكرة جيدة لأنه بحاجة إلي ذلك خاصة بعد الانتقادات الشرسة التي وجهت إليه خلال الفترة الأخيرة لاسيما أثناء لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث نظر في ساعته أكثر من مرة وهذا موقف لا يليق برئيس دولة. وانتقدت ماجي ما تردد بشأن استعانة "مرسي" بخبراء أجانب لتعليمه فن الإتيكيت، لافته إلي أن مصر بها ما يكفي من الخبراء لتعليمه هذا الفن. وتؤكد إيمان عفيفي خبيرة الإتيكيت أهمية تعلم الرئيس مرسي فن البروتوكولات والمراسم بشكل جيد مضيفة أنه من المهم أيضًا أن يتعامل الرئيس ببساطة وهذا لا يعني انه يفتقد للبروتوكول والإتيكيت لأن البساطة والتواضع لا تتنافي إطلاقا مع هذا الفن ولكن المجاملة والتعامل بلياقة تعطي فكرة طيبة عن صاحبها ويصل به إلي القلب بسهولة. وفيما يتعلق باستعانة الرئيس بخبراء أجانب لتدريبه علي هذا الفن أكدت عفيفي أنه لا أحد فوق التعلم خاصة في هذا الفن ولكنها تعتقد أن مصر بها من الخبراء ما يكفي لتعليمه أصول الإتيكيت والبروتوكولات سواء في الأكاديميات الخاصة مثل أكاديمية الدراسات الحديثة وأكاديمية الإتيكيت وغيرها من المعاهد المتخصصة لتلك الفنون فضلا عن وزارة الخارجية.. وطالبت الرئيس بالاستعانة بالخبراء المصريين لأن الاستعانة بالخبراء الأجانب سيكلف الدولة مبالغ كثيرة نحن في غني عنها طالما لدينا خبراء في الداخل. وشدد الدكتور محمود عبدالرؤوف كامل أستاذ الصحافة والإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا علي ضرورة تعلم الرئيس مرسي قواعد الإتيكيت نظرا لأنه قضي فترة طويلة في السجن وبعدها شغل منصب رئيس دولة وبالتالي لابد من تعلمه كل الأساليب الصحيحة التي تجعله مقبولا لدي شعبه والشعوب الأخري.. مشيرا إلي أن تعلم هذه الفنون لا تعيبه إطلاقا ولكن معرفتها وعدم تعلمها هو العيب بعينه. واستشهد عبدالرؤوف بلقاء "مرسي" برئيس وزراء نيوزيلندا وقيامه بضبط ملابسه أمامه وأمام سيدة متناسيا وسائل الإعلام المختلفة المتواجدة معه والتي تنظر إليه والي تصرفاته وأشار إلي أن هذه المواقف تسبب له إحراجا علي الصعيد الخارجي. وأضاف.. علي وزارة الخارجية الإسراع في تعليم الرئيس فن الإتيكيت والبروتوكول بدلا من الاستعانة بالخارج ولا يوجد أي عيب في أن يخصص الرئيس مرسي داخل مؤسسته قسما أو مستشارا له يكون مسئولا عن "إتيكيت الرئيس" وتصرفاته أثناء مقابلته للآخرين خاصة مع المسئولين الأجانب. ويؤكد السفير عبدالرحمن صلاح سفير مصر الأسبق في تركيا أن تعليم مرسي الاتيكيت ضرورة لافتا إلي أنه ليس عيبا أن يقوم مرسي بالاستعانة بخبراء أجانب لتعليمه البروتوكول لأن الأجيال التي كانت تشتهر بتعليم هذا الفن في مصر قد اندثرت، والموجودين حاليا لا يمتلكون الخبرة الكافية. وأشار صلاح إلي أنه رغم توافر كوادر بوزارة الخارجية تهتم بهذه القواعد إلا أن مستواها ضعيف لافتا إلي أن مصر ليس بها كل شيء فلا يجب أن نأخذ الأمور علي بحساسية مفرطة وتعلم هذه الفنون لا تقلل من احترامنا إطلاقا بل علي العكس سنكبر في نظر الآخرين. وقال السفير عادل الصفطي مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر في كندا، إن مصر بها خبراء اتيكيت ولا داعي للاستعانة من الخارج فقد كانت مؤسسة الرئاسة بها هذا القسم الخاص بإدارة المراسم وكان يرأسها الدكتور صلاح الشاهد كما أن وزارة الخارجية بها إدارة كاملة تهتم بهذه القواعد تحت مسمي "إدارة المراسم" فضلا عن الكتب المصرية التي تستعرض هذا الفن ومنها كتب للدكتور صلاح الشاهد وكتاب للسفير حسن كامل عن "أصول المراسم"، وهذا كله يجعلنا نتطلع إلي الخبراء المصريين ونستعين بهم بدلا من اللجوء إلي الخارج.