زيارات مكثفة يقوم بها مسؤولو حكومة الوفاق الليبية لكل من تركياوقطر، وذلك بهدف إجهاض أي حلول سياسية للأزمة الليبية، وتحقيق سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة. قال مراقبون إن التحركات الدبلوماسية المكثّفة والزيارات اللافتة التي يقوم بها مسؤولو حكومة الوفاق وقيادات تنظيم الإخوان في ليبيا إلى كل من تركياوقطر تندرج في إطار ترتيب هاتين الدولتين للمرحلة المقبلة، ومساعيهما لضمان حصّة في السلطة القادمة تتيح لهما استكمال مشروعهما في المنطقة، وذلك عبر أدواتهما وحلفائهما في ليبيا. اتفاقية مريبة وفي هذا السياق، وصل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، إلى الدوحة حيث التقى بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وبمسؤولين قطريين آخرين. وجاء هذا بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها وزيرا الداخلية والخارجية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا ومحمد سيّالة، وقعا خلالها اتفاقية أمنية مريبة مع قطر. كما تأتي زيارة المشري لقطر بعد ساعات من وصول رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى طرابلس قادماً من تركيا. اقرأ أيضاً * صفعة علي وجه أردوغان.. فرنسا تعلن حل حركة "الذئاب الرمادية" المرتبطة بحزب العدالة والتنمية * أردوغان القاتل.. أطفال تركيا تحت الأنقاض.. والشيطان يرقص علي أنغام الموسيقي * عاجل.. ثورة في تركيا بسبب غرور أردوغان * أول تعليق من روسيا على قانون أمريكي لتقييد بيع السلاح لدول اشترت منظومة"إس400" * انتظروا منا مفاجآت جديدة..وزير دفاع أرمينيا يهدد تركياوأذربيجان * عاجل..مقتل قائد فرقة السلطان مراد الموالية لتركيا في أذربيجان * قطروتركيا والإخوان..مخطط مثلث الشر لإفشال الحل السلمي في ليبيا * ارتفاع أعداد ضحايا زلزال مدينة إزمير التركية * اعترافات مرتزقة أردوغان الهاربين من المعارك في كاراباخ * فضيحة الديكتاتور.. صحيفة إسبانية تتهم أردوغان بدس سم الكراهية والتظاهر بالديمقراطية * بعد تراجعه عن الاستقالة..السراج في زيارة غير معلنة لتركيا * تحرك فرنسي لتحجيم دور أئمة تركيا المتطرفين في المجتمع وتأتي هذه التحركات، بالتزامن مع حراك مكثّف تقوده الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الفرقاء الليبيين، تنتهي بتجميعهم في سلطة واحدة تتولى إدارة العملية الانتقالية في ليبيا حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الليبي، علي التكبالي، إن هذه الزيارات التي يقوم بها مسؤولو حكومة الوفاق والقيادات الإخوانية إلى كل من تركياوقطر، هي "للتشاور مع القطريين والأتراك عن كيفية إجهاض الحل السياسي الذي لا يأتي في صالحهم ولا يرعى مصالحهم"، مضيفاً أن هؤلاء "يريدون حلاً سياسياً على مقاسهم لا يصادر منهم زمام المبادرة ولا يغير من الواقع شيئاً، ولا يربك مخططاتهم المشتركة في ليبيا وفي المنطقة". وأضاف التكبالي، أنه "في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد صيغ للتفاهم بين الليبيين والتوصل إلى حلّ للأزمة، ينشغل مسؤولو حكومة الوفاق وتنظيم الإخوان في ليبيا بزيارات متبادلة بين تركياوقطر، لتلقي الأوامر والاتفاق على قرار وهدف موّحد بين تركياوقطر، لتحقيقه في الحوار السياسي المرتقب في تونس". خطط تركياوقطر من جانبه، رأى المحلل السياسي محمد الرعيش، أن تسارع التحركات التركية والقطرية على الساحة الليبية قبل انطلاق الحوار السياسي الذي سيحدد شكل السلطة المقبلة في ليبيا، "يعكس مخاوف جديّة لدى الدولتين من تحجيم دورهما في خارطة الطريق القادمة، وبالتالي فهما تقودان منذ الآن جهوداً من أجل إعادة التموضع عن طريق ضمان مقاعد لحلفائهما في ليبيا ومحاولة الاستحواذ على مفاصل السلطة للاستمرار في إدارة المشهد في طرابلس". وفي حال سقوط خطط تركياوقطر وعدم حصولهما على ما تريدان من عملية التسوية السياسية في ليبيا، لا يستبعد الرعيش، تدخل الدولتين "لتفجير الوضع العسكري في ليبيا مرة أخرى عن طريق الميليشيات المسلحة الموالية لهما، والتي أعلنت رفضها لأيّ تفاهمات وتسويات تنبثق عن الحوارين العسكري والسياسي"، على غرار قائد ميليشيا "لواء الصمود" صلاح بادي الذي أعلن تمسكه بالسلاح كحلّ للأزمة الليبية واستعداده للعودة إلى القتال، وميليشيات أخرى تابعة لما يعرف ب"بركان الغضب" رفضت الالتزام بأي مخرجات واتفاقيات قادمة لا تضمن لها مصالحها.