رحل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وظلت ذكراه باقية في وجدان الأجيال المتعاقبة، فهو واحد من أبرز رموز االفن، الذي عبر عن جمهوره بكل مصداقية، فضلًا عن صوته الذي أشعل حماس الشعوب العربية وقت الثورات والحروب، ومازال العالم العربي يذيع روائع عبدالحليم حافظ، في كل احتفالية خاصة، ولم يكتف حليم بالفن ولكن كان له مواقف سياسية. وكان لعبدالحليم حافظ، صداقات وطيدة مع العديد من الملوك والرؤساء العرب، مثل العاهل الأردني الملك حسين بن طلال، والذي أوصل "حليم" بنفسه بسيارته في إحدى المرات حتى سلم الطائرة المتجهة إلى القاهرة، وكذلك الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، الذي أمر في إحدى المرات أن يذهب حليم إلى حفلاته في الجزائر بسيارته الخاصة المصحوبة بموتوسكيلات الحراسة، بسبب الزحام الشديد، ووجود المعجبين بكثرة. وأطلق على عبدالحليم "مطرب الشعب..مطرب جمال عبد الناصر.. مطرب الثورة"، وذلك خلال فترة تولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منصب رئاسة الجمهورية، حيث كان حليم واحداً من أقرب الفنانين إلى قلب جمال ولم يترك فرصة أو مناسبة فنية أو حدث سياسي إلا وأعلن من خلاله عن حبه للزعيم الراحل لتتجاوز عدد الأغنيات التي قدمها عن جمال عبد الناصر وتحدث من خلالها عن إنجازاته لعشر أغنيات. اقرأ أيضاً * «هوامش على دفتر النكسة».. قصيدة نزار قباني التي أمر عبد الناصر بنشرها بعد منعها في مصر * تسبب في إفلاس حسين صدقي.. وأحدث قطيعة بين السادات وفريد شوقي.. ما لا تعرفه عن لعنة فيلم "خالد بن الوليد " * استغاث بعبد الناصر لانقاذه من جبروت "صلاح نصر " ..والسادات كان "مستشاره الفني ..وله واقعة مثيرة مع حاكم عربي .. حكايات لم تنشر عن أسرار "عبد الحليم " مع الرؤساء * أصيبت بالجنون بسبب ديانتها ..ودعمت الجيش و خدعت الرئيس السادات.. واكتشفت الفنان محمد صبحي..حكايات "مأساوية " في حياة الراحلة نجوي سالم * دشن عيد للفن وأمر بحبس النقشبندي وبليغ حمدي وعشق صوت أسمهان.. أسرار مثيرة عن علاقة السادات بنجوم العصر الذهبي * دفعة عبدالناصر والسادات وشارك في حرب فلسطين وانضم للضباط الأحرار واستضاف اجتماعات قيادة الثورة في منزله..محطات في حياة فارس السينما أحمد مظهر * فتش عن «الكوكايين».. سر هجوم «العندليب» على سيد درويش ووصف ألحانه ب"المتخلفة» * مذكرات رئيس أمريكي كشفت مؤامرة "العقيد " .. أسرار خطيرة تنشر لأول مرة عن تورط القذافي في اغتيال الرئيس السادات * حكاية فتوة الإسكندرية شبيه الملك فاروق الذى أخرجه السادات من السجن بطائرة خاصة ليرد له الجميل * توفى مرتين واستغاث ب أنور السادات لهذا السبب ..وتلقى علاجه علي نفقة الدولة بتكليف من عبد الناصر.. أحزان واجهت إبراهيم حمودة حتي وفاته * صدمت الملك فاروق..وعبد الناصر اعتقلها مرتين..والسادات أنكر جميلها وخانها..ورفضت مصافحة مبارك..ما لا تعرفه عن معارك تحية كاريوكا مع حكام مصر * عبد الناصر "مثلي الأعلي ".. والسادات " أفلس أسرتي وجوعنا " .. و مبارك " قتل نفسه " .. ومرسي "فضحنا".. والسيسي " أعادني للسياسة " .. أخطر تصريحات الراحل عزت أبو عوف عن رؤساء مصر أغنية "احنا الشعب" تعد أول أغنية تغنى بها العندليب للرئيس جمال عبد الناصر وذلك عام1956 بعد اختياره رئيساً للجمهورية، ومن أبرز الأغنيات التي قدمها عبد الحليم لجمال عبد الناصر "ناصر يا حرية، بلدي يا بلدي ومطالب الشعب". عبد الحليم حافظ تحدث في مذكراته عن جمال عبد الناصر، وعن علاقته به حيث كتب عن اللقاء الأول الذي جمع بينهما :"عندما صافحت عبد الناصر لأول مرة شعرت بأنني أمام شخصية جذابة جداً وأنه ككل الضباط الأحرار بسيط خفيف الدم يعرف جيدًا ما يقول ويعرف جيدًا ما يفعل". وكان حليم مرتبكًا جدًا في أول لقاء له مع عبد الناصر، ولكن الزعيم ابتسم له وقال "إحنا بنعتبرك ظهرت مع الثورة"، وعقب هذا اللقاء حدثت مواقف كثيرة انحاز فيها عبد الناصر لحليم، والتي بدأت عندما استغاث حليم بعبد الناصر ليرفع الرقابة عن تليفونه بعد أن علم أن جميع تليفونات المشاهير والفنانين مراقبة من قبل جهاز المخابرات بأوامر من مديرها آنذاك صلاح نصر، وأن وضع رقابة على تليفونه يسبب له الكثير من الضيق، لأن حليم يحب أن يحتفظ لنفسه بنوع من الخصوصية. هذا التصرف أثار غضب عبد الحليم وإزعاجه فقرر الذهاب بنفسه إلى الرئيس، وقال له "ارحمني من مضايقات صلاح نصر يا ريس، فهو يحاول أن يستغلني ويورطني في عمل غير مشروع، وأنا فنان عملي الوحيد الفن، وأغني لبلدي وللناس ولا أحب إطلاقا أن تكون لي علاقة بأجهزة صلاح نصر"، فأمر ناصر مدير مخابراته بوقف الرقابة على تليفون حليم على الفور. وكان الرئيس السادات أثناء الحفلات يناقش "عبدالحليم"، في أغنياته وأفلامه ويقدم له النصائح التي كان يأخذ بها "حليم" بجدية، ويحاول أن يضعها موضع الاعتبار في أعماله القادمة، وكان السادات يعتبر "عبدالحليم"، سفيرًا لمصر في الخارج والمعبر الحقيقي للفن المصري، حتى أنه في فترة التوتر بين مصر وسوريا، دعت سوريا عبدالحليم لإحياء بعض الحفلات في دمشق فذهب عبدالحليم وأخذ رأي السادات في ذلك، فقبل وأمره بالذهاب. ولعب "عبدالحليم"، من خلال علاقاته وتقربه من السادات دورًا كبيرًا في توفير الظروف الجيدة لصديقه مصطفى أمين، الذي كان سجينًا، حتى أنه استطاع أن يقنع السادات في النهاية بالإفراج عن مصطفى أمين. أحيا عبدالحليم حفلًا في العاصمة اللبنانية ببيروت، قبلها طلب منه المنظم عدم غناء الأغاني الوطنية وفق تعليمات الجهات الأمنية، لكنه لم يستجيب واندمج مع الجمهور الذي تقبل الأمر، واستمر حليم في الغناء متحمسًا، وقبل أن ينهي وصلته الثانية أطلق أحد الحضور رصاصة نحوه، لكنها أخطأته وأصابت أحد أفراد الشرطة، الذي تصادف وجوده بجانب المسرح، وتعرض لمحاولة اغتيال آخرى في المغرب لكنها فشلت.