حكاية الفنان محمد نوح الذي هز مدرجات ستاد القاهرة..وهكذا عثر على أغنية "مدد شدي حيلك يا بلد" بالقرب من "الحسين"

محمد نوح هو مغني وملحن، كان سخيا في إنتاجه الفني في السبعينات والثمانينات في مجال الموسيقي والغناء والمسرح، ويتذكره الجمهور بأغنيته الشهيرة "شدي حيلك يا بلد" التي كانت واحدة من الأيقونات الغنائية في أيام ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وتفرد نوح مع فرقته "النهار" بتقديم أغانيه المحفزة على الفوز من المدرجات في المباريات التي كان الفريق القومي طرفا فيها باستاد القاهرة، كما استقبل بالأغاني الوطنية الحماسية، في شوارع القاهرة، وهو من مواليد طنطا، ورغم تخرجه في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، إلا أنه كان عاشق للموسيقي، ودرس التأليف الموسيقي في جامعة ستانفورد الأمريكية، وبدأ حياته في المسرح الغنائي كمطرب وممثل كما اشتهر بقدرته الفائقة علي عزف عدة آلات موسيقية بينها البيانو والعود والكمان والناي، ولحن موشحات وأغنيات لمطربين، منهم نجاح سلام وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضي كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام والمسرحيات، وأخرج فيلما قصيرا بعنوان "رحلة العائلة المقدسة"، ومن الأفلام السينمائية التي شارك في بطولتها "الزوجة الثانية وشباب في العاصفة و'السيد البلطي".
وله أغاني شهيرة غير "مدد" منها :"دلعو يا دلعو والحب محدش منعو، الشور شورك، يابو سنة، الله حي، بحبك يا حياة، ولا على بالي" وأيضًا كان له العديد من الأفلام منها :"حسن وعزيزة قضية أمن دولة، اللعنة، المزيكا في خطر، الزوجة الثانية، السيد البلطى، كما قدم موسيقى تصويريك في أفلام" قلب جرئ، إسكندرية كمان وكمان سنة، السجين 79"، وموسيقى مسلسل "ألف ليلة وليلة" 1992.
وبعد الأيام الحزينة التي مرت على الملايين في مصر حين وقعت النكسة في 1967، عثر الفنان محمد نوح بالقُرب من مسجد سيدنا الحسين، على الشاعر "إبراهيم رضوان" ممسكًا بيديه "ورقة كرتون قديمة" بها أبيات من الشعر يتلوها فتُلهب مشاعر الناس "مدد مدد مدد..شدي حيلك يا بلد" هرول إليه "نوح" ينصت مرات عديدة بينما ينتفض جسده مع الكلمات كأنه يعزف لحنا داخل قلبه لتُصبح فيما بعد واحدة من أكثر الأغنيات انتشارا حتى في مباريات كرة القدم.
انطلق "نوح" في كل مكان يغني للناس "شدي حيلك يا بلد" يتمنى مثل غيره استعادة الأرض المحتلة من العدو الإسرائيلي، مات "عبدالناصر" جاء الرئيس "السادات" ظلت البلاد في وضع الاستعداد، حتى اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، خرج "نوح" مثل غيره للاحتفال في الشوارع والميادين لتبدأ جولة جديدة للغنوة الملحمية.
اقرأ أيضاً
* عاجل.. حرب "الجنون " تشتعل بين ترامب وبايدن
* عاجل.. وزير خارجية الصين يوجه رسائل نارية إلي ترامب ورجاله في البيت الأبيض
* عاجل .. استمرار أزمة رواتب مرتزقة أردوغان فى ليبيا
* اتحاد الكرة يرفض تأجيل لقاء الأهلي والإنتاج الحربي
* بيروت نسخة منه.. ما لا تعرفه عن أول انفجار هز العالم
* ياسر بركات يكتب : السد أو الحرب.. لماذا تصر أثيوبيا علي "خيانة مصر "
* عاجل .. حزب الله يستعد لحرب مفتوحة مع اسرائيل بعد تفجيرات بيروت
* مجدى عبد العاطى: مختار مختار صاحب فضل.. وتستمر مع الإنتاج حتى هذا اليوم
* تعافي 11 لاعبا في الانتاج الحربي من فيروس كورونا
* تسريب .. نص المكالمة السرية بين الملك فهد وبوش قبل حرب الخليج
* اتحاد الكرة يؤجل مباراة الإنتاج الحربي ونادي مصر
* حرب السماء... مقاتلة روسية تعترض طائرة استطلاع نرويجية فوق بحر بارنتس
تفرغ "نوح" مع فرقته للغناء فقط من أجل النصر، حيث قال في لقاء له :"بقينا نروح حوالين مسرح الجمهورية، نقول بيانات الحرب، ونغني، وندعو الناس إنهم يتبرعوا للبلد"، انتهت المعركة غير أن الأغنية بقت "طلعنا على المستشفيات نلف على الجرحى نغنلهم، مكناش بنفكر وقتها في فلوس، كنت بأجر الآلات على حسابي لحد مافلست واتحجز على بيتي" زاد الطلب على "شدي حيلك يا بلد" التلفزيون المصري يدعوه لتسجيلها، وكان يغني باستمرار في معرض المقتنيات الحربية أمام الجمهور، انتشرت الكلمات واللحن بصورة كبيرة "حتى وأنا بغني للناس في الملاهي ألاقيهم بيقولولي عايزين مدد".
وبعد انتهاء سنوات الحرب، دخلت الدولة في مفاوضات لاستعادة باقي الأراضي المحتلة في سيناء، عاشت مصر في دنيا الانفتاح، تغيرت الأوضاع في البلاد، لكن "نوح" ظل يغني أغنيته، حيث فوجيء الجمهور خلال مباراة مصر وتونس بتصفيات كأس العالم 1978، بدخول "نوح" إلى استاد القاهرة الدولي مع فرقته بدت كمفاجأة سارة وكان يهز الملعب بأغنية مدد محدثًا حالة طيبة في تشجيع المنتخب.
منذ تلك المباراة الشهيرة التي اقتنص فيها "محمود الخطيب" هدف الفوز على تونس بمهارة خاصة، حجز "نوح" لنفسه موعد دائمًا مع المشجعين في المدرجات وظل يذهب إلى الماتشات المهمة، حتى حصلت مصر على حق استضافة بطولة الأمم الإفريقية عام 1986، وكان يحضر قبل بداية المباراة بوقت كافي مع عدد من الآلات الموسيقية وميكرفون لا يتركه من يده، يغني طوال الوقت، خاصة في مباراة الكاميرون بالنهائي.
فازت مصر ببطولة إفريقيا، بعد التفوق في ضربات الجزاء الترجيحية، علت هتافات الجماهير "مدد مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد" خلق "نوح" فرحة في الأنحاء، لكنها لا تقاس بسعادة الفنان الكبير بقوة وقيمة الأغنية التي ظهرت منذ سنوات عديدة لكن بريقها لم يخفت، وقدرتها على نشر الحماس والبهجة ماتزال قائمة، وقال الفنان الراحل عن ذلك :"بقيت حاسس إن ليا قواعد في كل حتة بمصر، أقدر أغني مدد في أي وقت ومناسبة، في الحرب والأفراح وماتشات الكورة".