قال أحمد مطر:الثور فر من حظيرة البقر،الثور فر،فثارت العجول في الحظيرة،تبكي فرار قائد المسيرة،وشكلت على الأثر،محكمة ومؤتمر، فقائل قال: قضاء وقدر،وقائل: لقد كفر،وقائل:إلى سقر،وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،لعله يعود للحظيرة،وفي ختام المؤتمر،تقاسموا مربطه، وقسموا شعيره،وبعد عام وقعت حادثة مثيرة، لم يرجع الثور، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة هذه الكلمات كتبها الشاعر العراقى أحمد مطر فى عتاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد توقيعة لإتفاقية السلام مع مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى كامب ديفيد،تلك المعاهدة التى اغضبت حكام العرب الأحرار من السادات فاتخذوا مواقف معادية من مصر،وقتها اتهموا السادات بالخيانة لأنه جلس مع اليهود وعاهدهم بعد حرب استرد فيها الكرامة،وبعد سنوات جلس رؤساء العرب الأحرار الواحد تلو الآخر مع إسرائيل لعقد الصفقات على كل شكل ولون.كلمات مطر أراها تنطبق بشكل كبيرعلى الرئيس محمد مرسى أو أتمنى أن تنطبق عليه و(حاشا لله) أن يكون قصدى أن أصف الرئيس ب"الثور" أو جماعته من الإخوان ب"البقر"،وإن كان البعض أطلقوا عليهم"خرفان" وأنا ضد هذه الإهانة وهذا التوصيف،وأمنيتى أن تنطبق كلمات أحمد مطر على الرئيس "مرسى" فى وصف الحالة التى تربط الرئيس بجماعة الإخوان بغض النظر عن عبارات الشاعر فأتمنى أن يهجر مرسى "حضن جماعته" بالمقطم ويفر إلى "حضن الشعب" فى ربوع مصر وحاراتها وأزقتها، وأن يحتمى بالجماهير بدلاً من احتمائه بعصابة "أبوإسماعيل" ومليشيات "خيرت"،ليتحول"مرسى"فى قصر الإتحادية إلى رئيس محاصر ب"حب الجماهير" وليس محاصراً ب"الكتل الخرسانية" والأسلاك الشائكة.ولكى يحقق الرئيس هذا "الفرار المطلوب" لأبد من أن يتخذ بعض الخطوات التى تضمن له الاستقلال بالسلطة بعيداً عن وصاية "المرشد" و"الشاطر" و"العريان" ،أولهما أن يجتمع مع رئيس الأركان وزير الدفاع ويقول له مقولة السادات الشهيرة "أنت معايا يا سيسى؟" وبالطبع لو فعل مرسى ،سيكون رد "السيسى" معاك يا ريس!! ..على بركة الله !! انتظر كلمة السر"زقاق زقاق " فى الخطاب الرئاسى ، بعدها ابدأ التحرك ! ويصدر قراراً جمهورى بحل جماعة الإخوان المسلمين ،ويتحرك "السيسى" فيلقى القبض على رؤوس الجماعة العقل المدبر خيرت الشاطر والثعلب العجوز محمود حسين والمفضوح عصام العريان والنخنوخ محمد البلتاجى وترزى الدستور صبحى صالح ،والأفوكاتو عصام سلطان ،والفتوة حازم أبو اسماعيل،ومن جانب المعارضة الأب الروحى محمد البرادعى ،والفلولى عمرو موسى والمناضل حمدين صباحى والصيدلانى السيد البدوى ، وبتاع كله محمد أبوحامد ،والمهندس الجعجاع ابن حمزة ، ويقدم كل هؤلاء إلى المحاكمة فإذا ثبت تورط أى منهما فى قضايا قلب "نظام الحكم" أو العمل ضد مصلحة الدولة ،يتم محاكمتهم بالقضاء العادل الذى يحترم الدستور والقانون وقتها ستخرج الجماعات السلفية التكفيرية الأكثر تطرفاً وتشدداً لتقول: إن الرئيس قد كفر ،والجماعات الجهادية ستقول: إلى سقر،أما السلفية الحزبية التى تركت الدعوة وعملت بالسياسة واعتادت على عقد الصفقات مع الحكام سيقولون: امنحوه فرصة أخيرة لعله يعود إلى المقطم واعتقد أن مع خطوة مثل هذه، ستقرر جماعة الإخوان تجميد صلاحيات الرئيس وعزله لظروفه المرضية وحبسه فى قصره وربما يتطور الأمر إلى اختطافه ليتولى رئيس الوزراء إدارة شئون البلاد ،وبعدها يختار نواب الإخوان رئيس وزراء جديد من الجماعة ليستعيدوا حكم وسلطة الإخوان ويظل الشعب يبحث عن رئيسه المنتخب بالصندوق الفار من جماعته وعشيرته ليحرره ويعيد اليه حكمه ومن الممكن أن تقع الحادثة المسيرة بعد أن تفشل جماعة الإخوان فى إعادة رئيسهم"الفار" إلى قلعتهم ،فتقتنع أن الشعب على حق وأن الرئيس يجب أن يكون لكل المصريين فتذهب خلف مرشحها وتلتحم مع الشعب وتعود مصر للجميع .