موعد وشروط مقابلات المتقدمين للعمل بمساجد النذور    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل محافظ القاهرة لتهنئته بانتخابه لرئاسة المجلس    مواعيد الصلاة بالتوقيت الشتوي 2025 بعد تأخير الساعة 60 دقيقة    الطيران ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف المصري    محافظ المنيا: ميدان النيل نموذج للتكامل بين التنمية والهوية البصرية    كبار مسؤولي إدارة ترامب ينقلون منازلهم إلى القواعد العسكرية    هبوط اضطراري ل طائرة في «فلوريدا» ونقل الركاب إلى المستشفى    جدول ترتيب فرق الدوري الإيطالي بعد الجولة التاسعة    مصدر مقرب من حامد حمدان ل ستاد المحور: رغبة اللاعب الأولى الانتقال للزمالك    مواعيد المترو الجديدة بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 في مصر رسميًا    بعد إعلان زواجهما رسميًا.. أحدث ظهور ل منه شلبي وأحمد الجنايني في حفل زفاف هادي الباجوري    وفري فلوسك.. طريقة تحضير منعم ومعطر الأقمشة في المنزل بمكونين فقط    لا تهملي شكوى طفلك.. اكتشفي أسباب ألم الأذن وطرق التعامل بحكمة    عاجل- الهيئة القومية لسكك حديد مصر تُعلن بدء العمل بالتوقيت الشتوي 2025    جيش الاحتلال يغلق طريق النفق الواصل بين مدينة قلقيلية وبلدة حبلة شمال الضفة الغربية    ما حقيقة غلق الطرق والمحاور اليوم وغدًا بسبب افتتاح المتحف المصري الكبير؟ (تفاصيل)    محمد مكي مديرًا فنيًا ل السكة الحديد بدوري المحترفين    مع بدء العمل بالتوقيت الشتوي.. مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025    البنك المركزي المصري يتوقع نمو الناتج المحلي إلى 5.1% خلال 2027/2026    ندوة «كلمة سواء».. حوار راقٍ في القيم الإنسانية المشتركة بالفيوم    عبدالخالق: يجب أن يدرك اللاعبين قيمة قميص نادي الزمالك    مفاجأة الكالتشيو، بيزا العائد للدوري الإيطالي يتعادل مع لاتسيو قاهر "يوفنتوس"    أسعار الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025    علاء عز: خصومات البلاك فرايدي تتراوح بين 40% و75%    إصابة 12 شخصاً في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بقنا    إصابة طرفى مشاجرة بالأسلحة البيضاء في شبين القناطر بسبب خلافات الجيرة    تفاصيل بلاغ رحمة محسن ضد طليقها بتهمة الابتزاز والتهديد    سقوط «حرامية» الكابلات الكهربائية في قبضة مباحث دراو بأسوان    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحيطة والحذر»    وفاة الكاتب والشاعر اللبناني إسكندر حبش عن عمر ناهز 62 عاما    واشنطن بوست: ترامب أراد هدية واحدة في آسيا ولم يحصل عليها هي لقاء كيم جونج    مندوب الإمارات أمام مجلس الأمن: الجيش السوداني والدعم السريع أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان    حتى 100 جنيه.. وزير المالية يكشف تفاصيل إصدار عملات تذكارية ذهبية وفضية لافتتاح المتحف الكبير    مارتن بيست: شاركت في تصميم المتحف المصري الكبير 2004.. وشعور الافتتاح لا يصدق    مواقيت الصلاة فى الشرقية الجمعة حسب التوقيت الشتوي    د.حماد عبدالله يكتب: "حسبنا الله ونعم الوكيل" !!    سنن يوم الجمعة.. أدعية الأنبياء من القرآن الكريم    تقارير: وزارة العدل الأمريكية تحقق في مزاعم احتيال داخل حركة حياة السود مهمة    أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن قبل بداية تعاملات الجمعة 31 أكتوبر 2025    مش هتغير لونها.. طريقة تفريز الجوافة لحفظها طازجة طوال العام    التخلص من دهون البوتاجاز.. طريقة سهلة وفعّالة لتنظيفه وإعادته كالجديد    من الدبلوماسية إلى الاقتصاد.. مصر تواصل كتابة فصول جديدة من الريادة في المحافل الدولية    الأب القدوة بالدقهلية.. قصة إنسان كرمته الدولة فبكى من السعادة (فيديو)    ريال مدريد يحول سانتياجو برنابيو إلى مدينة للملاهى خلال الكريسماس    أخبار × 24 ساعة.. بدء صرف المعاشات غدًا السبت 1 نوفمبر 2025    هزمت السرطان وتحدت الأطباء بالإنجاب.. 25 معلومة عن شريهان النجمة المحتملة لافتتاح المتحف المصري الكبير    معلومات الوزراء ينشر فيديو لوكالة الفضاء المصرية يوثق مراحل بناء المتحف الكبير    كرة السلة .. انطلاق الموسم الثالث لدوري NBA بالقاهرة    النصر يستعيد خدمات بروزوفيتش قبل لقاء الفيحاء في الدوري السعودي    بعد معاناة المذيعة ربى حبشي.. أعراض وأسباب سرطان الغدد الليمفاوية    اختتام فعاليات مبادرة «أنا أيضًا مسؤول» لتأهيل وتمكين شباب الجامعات بأسوان    انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين    لا فرق بين «الطلاق المبكر» والاستقالات السريعة داخل الأحزاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    إعلاميون بالصدفة!    بث مباشر.. مشاهدة مباراة بيراميدز والتأمين الإثيوبي في دوري أبطال إفريقيا 2025    مبادئ الميثاق الذى وضعته روزاليوسف منذ 100 عام!    عندما قادت «روزا» معركة الدولة المدنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا موسي: الإخوان سيفشلون في حكم مصر في حالة انفرادهم بالمناصب.. ومشكلة "مرسي" أنه شخص "طيب"
نشر في الموجز يوم 12 - 01 - 2013

يحتفل هذه الأيام الأقباط بأعياد الميلاد المجيدة.. بعدها بأسابيع قليلة يحتفل الشعب المصري عامة بالذكري الثانية لثورة يناير بماحملته الفترة الماضية من أحداث سياسية ساخنة كانت الكنيسة أحد أطراف هذا الصراع خصوصا في الدستور الجديد والتي قررت الكنيسة سحب أعضائها من الجمعية التأسيسية لوضعه اعتراضا علي بعض المواد التي يراها الأقباط "مجحفة" لحقوقهم.. حول هذه الأحداث ودور الكنيسة خلال الأحداث التي شهدتها مصر منذ اندلاع الثورة وحتي الآن كان ل "الموجز" هذا الحوار مع الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة والذي وضع خلاله النقاط علي الحروف حول العديد من القضايا القبطية الشائكة فضلا عن موقف الكنيسة من التيارات الإسلامية بعد سيطرة الإخوان والسلفيين علي الشارع السياسي والدعوات المطالبة بتهجير الأقباط ودفع الجزية وغيرها.. أيضا "موسي" تطرق في حواره للدور السياسي للكنيسة وظهور الحركات القبطية بعد اعتلاء الرئيس مرسي سدة الحكم في مصر وتولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة في هذه الفترة الحرجة عقب رحيل البابا شنودة.
خلال هذه الأيام تحتفل مصر بالذكري الثانية لثورة 25 يناير.. هل تري أن الأوضاع تغيرت؟
بالفعل هناك تغير كبير ففي العهد السابق لم يكن هناك حرية تعبير عن الرأي كما هو الآن كذلك مشاركة الشباب داخل العمل السياسي والتي كانت معدمة في العهد السابق، الآن المستقبل أصبح أمامهم مفتوحا وهذا يعطي نوعا من الأمل والتفاؤل.
ولكن الفترة الماضية شهدت العديد من السلبيات التي نتجت عن المرحلة الانتقالية؟
لا أتذكر أي سلبيات لأن الذي يغلب علي المشهد هو الايجابيات سواء كانت إيجابية الانطلاق للمستقبل، أو إيجابية الحرية والشباب، أو إيجابية الرغبة في التفاعل وعدم الاستحواذ علي الحكم.
ولكن البعض انتقد الثورة بأنها بلا قائد وأن الشباب تركوها ولذلك لم تحقق أهدافها؟
عدم وجود قائد للثورة شئ ايجابي وليس سلبيا كما يعتقد البعض، لأنه لو كان هناك قائد للثورة فهذا يعني أن الباقين منقادون، وأن هناك تكتلات حول أفراد وليس حول هدف، والشباب ينظر إلي المستقبل وسيصنعه بيده، ومن الممكن أن يأخذ بعض الوقت في تنفيذ ذلك ،وهم حددوا هدفهم وهو عيش حرية عدالة اجتماعية، وكل هذه منطلقات جيدة ولكن يجب أن تتحول إلي أفعال وليس هتافات.
وكيف يتحقق ذلك؟
لابد من وجود حكومات تساعد علي تنفيذ ذلك بأن تتفاعل مع هؤلاء الشباب والقوي المدنية للنهوض بالبلد.
ولكن البعض يصف الشباب بالاندفاع والتهور الأمر الذي يخلق نوعا من الصدام؟
لماذا ننظر إلي الجانب السلبي، ينبغي أن نستبدل كلمة الاندفاع بكلمة الحماس والطاقة الفاعلة التي تصنع المستقبل، لذلك أقول للشباب أنتم الطاقة، والكبار يمثلون الخبرة فلا تنفصلوا عنهم، وعلي الكبار ألا يلفظوا الشباب وإنما عليهم أن يتفاعلوا معهم وأنا أشبه العلاقة بينهم "بالسيارة التي بها ماتور ودريكسيون فاذا كانت السيارة بلا دريكسيون فتقوم بكثير من الحوادث وإذا كانت من غير موتور فلن تسير ولذلك فعلي الحماس والخبرة أن يسيرا معا.
إذن لماذا رفضت الجلوس مع الشباب أثناء الثورة؟
كنت أريد أن يعبروا عن أنفسهم وألا يكونوا أداة يمكن تحريكها ب"الريموت" فكان عليهم أن يعبروا عما يريدون وكيفما يريدون وقتها كنت أكتفي بتحذيرهم من العنف والهتافات المسيئة والبعد عن الطائفية، ولكن هذه توجيهات عامة ولم أوجههم بأي شيء يجب أن يقوموا به.
ولكن هناك من ركب "الموجة" وادعي أنه المحرك الحقيقي للثورة؟
هذه تعتبر تفاعلات المجتمع ولابد أن نتوقع كل شئ ولكن في النهاية الحرية تصحح نفسها، فأخطاء ممارسة الحرية مثل شخص ألقي بزجاجة حبر في المحيط سيظهر لونها للحظات ولكن سيختفي بعد ذلك ولن يكون له أي أثر، ولن تبقي إلا الحقيقة.
وماذا عن صعود تيار الإسلام السياسي واستحواذه علي الساحة السياسية؟
هذا التيار كان "مقموعا" في عهد الرئيس السابق ولكن الحرية أظهرته علي السطح وبما أنه كان منظما ومنتشرا في أنحاء مصر ومعروفا بحكم الجانب الديني المعروف لذلك أستطاع أن يسيطر علي الشارع بسرعة، و نحن ننصحه بعدم الاستحواذ علي الحكم بمفرده وإلا فسوف يفشل فشلا ذريعا.
وكيف تري هذا التيار خلال الفترة الماضية؟
هذا التيار قوة صاعدة مازالت تنظم نفسها، و أي تيار يسير نحو المستقبل لابد أن يقع في بعض الأخطاء في الطريق ولكن هذه أخطاء بسيطة، وأري أن التيار الإسلامي لديه رغبة كاملة في الحوار مع باقي القوي المدنية، حتي ولو جاء هذا في وقت متأخر ولكن يدل علي هذا أن هناك نية حقيقية للحوار وهذا سيثمر عن نتائج فعالة من اجل مصر ولكن المعارضة هي التي ترفض الحوار.
ولماذا ترفض المعارضة؟
من الطبيعي أن تكون المعارضة هكذا، فهم يرون أن الحكومة تريدها "ديكور" أو صورة تثبت من خلالها للعالم أن لديها معارضة وهم يرفضون ذلك لرغبتهم في القيام بدور فعال من خلال تحديد أجندة للعمل وأن ينفذ ما يتم الاتفاق عليه، وان تكون هناك فاعلية لتنفيذ القرارات كذلك فان مشكلة هذا الحوار أنه لا يضم كل أطياف المجتمع، وانما يقتصر علي بعض الأحزاب الإسلامية إلي جانب الحزب الحاكم، ولذلك فإن هذا الحوار "ناقص" لم يكتمل لكي يكون حوارا وطنيا حقيقيا.
الحركات القبطية هي احد التيارات السياسية التي أفرزتها ثورة يناير.. كيف تري تلك الحركات؟
هؤلاء شريحة من المجتمع ولهم جميع حقوق المواطنة كاملة، بالإضافة إلي أن لهم بعض القضايا الخاصة بهم، ذات الطابع الديني مثل المطالبة ببناء الكنائس، والأحوال الشخصية، وأنا أوكد دائما علي ضرورة التفاعل مع هذه الحركات، وأقول لها إن لكم حق ولكن إياكم والطائفية إياكم والعنف إياكم والإساءة للآخرين وهذه الحركات أصبحت فاعلة والدليل أنه أصبح لها صوت مسموع داخل الكنيسة وخارجها وأنا سعيد بذلك.
وكيف أثرت هذه الحركات علي الكنيسة؟
هذه الحركات لها تأثير قوي، فأي قضية يطرحونها نقوم بمناقشتها في نفس الوقت، ونبحث عن حلول لها، مثل مشكلة الأحوال الشخصية حيث كان لقاء البابا تواضروس الثاني مع مؤسسي حركة 38 ووعدهم بدراسة الموضوع، وكل ذلك يدل علي أنه لم تعد هناك كلمة "الكنيسة تقول" كما أن الإنجيل يؤكد أن الأقباط كنيسة وشعب وليسوا كنيسة فقط ومن يقل غير ذلك مخطئ.
ولكن ألا تخشي الكنيسة من انحراف هذه الحركات عن مسارها؟
سيكون ذلك من حق الشباب، فمن حقهم أن يخطئوا وإذا اكتشفوا الخطأ سيعودون ويبدأون العمل بشكل سليم ولكن إذا جاء الشباب إلي البابا وطلبوا أخذ رأيه في شئ معين فلن يتأخر عنهم، ولكن يجب التأكيد أنه لم يعد هناك كلمة "حاضر يا أبونا" التي كانت تقال في الماضي.
وماهو الفرق بين دور الكنيسة في عهد النظام السابق ودورها الآن في ظل حكم الإخوان؟
في عهد مبارك لم يكن هناك أي حراك سياسي وكان هناك ثلاثون عاما من الركود السياسي بالإضافة إلي الاستبداد الذي كان يمارسه النظام السابق، ولم يكن هناك الا حزب واحد هو المسيطر علي البلاد، بجانب ذلك كان الفساد منتشرا بشكل كبير وإذا وضعنا كل ذلك إلي جوار بعضه سيظهر منظومة صعبة كانت تسيطر علي البلاد وقتها، وعندما نخرج من كل ذلك كان لابد من وجود بعض الاضطرابات، وبسبب حالة الفراغ السياسي كانت الدولة تلجأ إلي الكنيسة لمعرفة مشاكل الأقباط وكان الأقباط يلجأون للكنيسة لتلبي مطالبهم، وكانت المظاهرات تتم داخل أسوار الكاتدرائية ولكن الآن الشباب القبطي تخطي أسوار الكنيسة، وبدأ يتظاهر بمفرده وقدم شهداء في سبيل تحقيق أهدافه وأصبح ليس لديه القدرة الكاملة للسيطرة علي الشعب القبطي كما كان في السابق.
وكيف تري الآن مطالبة الأقباط بإبعاد الكنيسة عن السياسة؟
الكنيسة لم تدخل إلي السياسة بإرادتها ولكنها أجبرت علي ذلك بسب الفراغ السياسي الذي كان يسيطر علي البلاد، ولكن اليوم نري البابا تواضروس يؤكد دائما أنه لا يوجد للكنيسة أي دور سياسي وأنها ستكتفي بالاهتمام بالجانب الروحي فقط.
وماهو الدور المطلوب من الكنيسة في هذه المرحلة؟
يتلخص دور الكنيسة في التعليم الديني، الرعاية الروحية، التجاوب الإنساني وهذا هو ما تحاول أن تقوم به الكنيسة الآن، واصبح هناك تفاعل "اكليروسي" شعبي علي مدار الساعة.
ولكن ذكرت في مقال لك أنه لايمكن فصل الجانب الروحي عن الجانب المادي؟
بالفعل لا يمكن فصل الإنسان، ولكن العمل بالسياسة يختلف فطبقا للمعادلة السياسية الأقباط من حقهم تأسيس حزب وان يكون لهم دور سياسي وان يأخذوا جزءا من كعكة الحكم ولكن هذا لا يحدث داخل الكنيسة بأي شكل من الأشكال، فالجانب الوطني والإنساني شئ والجانب السياسي شئ آخر.
لو انتقلنا إلي الكنيسة والدستور.. هل كنت مؤيدا لقرار انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية؟
نعم فالكنيسة انسحبت من التأسيسية لأنها شعرت بأن الدستور يفصل لصالح تيار معين ولن يكون دستورا لكل المصريين.
ولماذا كانت الاعتراضات الرئيسية علي المادة 219؟
لأنها تنزل من الشريعة إلي الفقه، والكنيسة لم تبد أي اعتراض علي المادة الثانية وتحديد مباديء الشريعة مصدر التشريع، ولكن الفقه مختلف عن الشريعة فهناك أوجه كثيرة له.
ولكن المادة الثالثة وضعت لصالح الأقباط؟
هذه المادة لا تضيف جديدا فالشريعة الإسلامية تنص علي احتكام باقي الأديان إلي شرائعهم، ووجودها يعتبر مسألة تطمين جيد من قبل الأغلبية الحاكمة للأقلية.
ماذا عن المخاوف من المادة "4" في الدستور؟
المادة الرابعة تؤكد أن الأزهر هو الذي يشرف علي تفسير مبادئ الشريعة، وهي تخيف البعض لأن المحكمة الدستورية سبق وأكدت أن مبادئ الشريعة أمر محسوم، فلماذا يكون هناك تفسير للأزهر، نحن نثق في مؤسسة الأزهر ودورها الوسطي الموجود الآن، ولكن لا نعرف ماذا سيحدث للأزهر في المستقبل.
ماذا لو لم تعدل المواد المختلف عليها بالدستور؟
المصريون طول عمرهم يسيرون بالعاطفة الاجتماعية أكثر من القوانين، ولذا لن يكون هناك أي رد فعل فالعادات والتقاليد دائما ما تغلب القوانين في مصر.
ولكن بعض الأقباط يهددون بالتحكيم الدولي إذا لم تعدل تلك المواد؟
هناك أمران لابد أن نضعهما في الاعتبار، الأول وهو أننا نرفض التدخل الخارجي في مثل هذه الأمور، وأنا اعتبر أن هذا المطلب يعتبر "خيانة" "للوطن، والأمر الثاني لابد ان نعترف أن هناك بعدا دوليا في جميع الأمور، ومع ذلك نحن نرفض أي تدخل من أي جهة خارجية.
وماذا عن التصريحات التي تصدر عن بعض الشيوخ وتثير مخاوف لدي الأقباط؟
هذا الأمر لا يزعجنا، فهذه التصريحات لا تغير الجوهر، فكل هذه بثور علي جسد الوطن وستزول بمرور الوقت وهؤلاء الشيوخ يعتبرون الجناح المتشدد من التيار الإسلامي ولا يوجد أي تيار في العالم لا يوجد به جناح متشدد، والتيار الإسلامي غالبا وسطي وهذا امر يسعدنا، وعندما يصدر عن بعضهم تصريحات تسئ للأقباط مثل التي ذكرها الشيخ ياسر برهامي فإن مثل هذه التصريحات لا تزعجنا خاصة أنه اعتذر بعد ذلك، وقال إن من حوله هم الذين دفعوه إلي ذلك.
وكيف تري مطالبات البعض بتطبيق الجزية علي الأقباط؟
لا يوجد لدينا أي مخاوف من ذلك، ولن تفرض الجزية لأن ذلك ضد حقوق المواطنة، فهذا كان وضعا معينا وكانت تدفع الجزية لعدم دخول الأقباط الجيش، ولكن الآن الجميع يدخل الجيش.
وماذا عن تصريحات الدكتور عماد عبد الغفور مستشار الرئيس بأن البابا يدفع الكنيسة إلي التقوقع والتشدد؟
من حقه أن يقول رأيه وأنا أستفيد من هذا الرأي، لكني أري البابا الحالي شخصا متفتحا جدا ومتفاعلا مع المجتمع، وسيكون له دور في تقدم المجتمع.
ولكن لماذا لا يكون هناك ردٍ من الكنيسة علي تلك التصريحات؟
الرد سوف يؤدي إلي تصعيد الأمور، ويخلق الكثير من المشاكل، ونحن لا نريد ذلك ونريد أن" نقصر الشر".
هل من الممكن أن تفتح الكنيسة حوارا مع التيارات الدينية؟
لقد سبق و طلب الإخوان أيام النظام السابق أن تكون هناك جلسة تجمعهم والكنيسة ولكن الرد عليهم كان ما يمكن أن يتم بين الإخوان والكنيسة الحوار الديني فقط، الأمر الذي يخلق خلافا وسيأتي بمشاكل أكثر من الحلول، وإذا كان حوارا سياسيا فالإخوان لهم حزب سياسي وهناك أهل السياسة ويمكن أن يجلسوا معهم وليس مع الكنيسة.
وماذا عن مشاركة الكنيسة في الحوار الوطني؟
لو طلبنا للمشاركة في هذا الحوار سوف نذهب، ودورنا سيكون دعم الوحدة الوطنية، فدور الأزهر والكنيسة هو دعم الوحدة الوطنية تاريخا وجوهرا.
وكيف تري دور الأزهر خلال الفترة الماضية خاصة داخل المشهد السياسي؟
الأزهر يعمل علي دعم الوحدة الوطنية ودعم روح المواطنة، وقد برز ذلك من خلال وثيقة الأزهر التي أصدرها وشارك فيها رجال دين وأقباط ليصنعوا وثيقة للوطن، وقد وصفتها وقتها بأنها تعتبر وثيقة وطن وليست وثيقة أزهر.
وماذا تتوقع لقانون دور العبادة؟
لابد أن نعترف بأن الذي يبني الكنائس هو المحبة وليس القانون، وأذكر هنا قصة كنيسة ال14 مسجداً التي كان يرويها البابا شنودة عندما شرع الأقباط في بناء كنيسة في إحدي مناطق الصعيد وفي كل مكان كان يحدد لبناء الكنيسة كان يقام مسجد إلي جوارها وظل الحال هكذا حتي بني 14 مسجداً ولم تبن الكنيسة لذا نحن لا نحتاج إلي قانون لدور العبادة، ولكن التراضي الاجتماعي هو الذي يريح الوطن.
وكيف تري اختفاء بعض الفتيات القبطيات ما أدي إلي ظهور رابطة الاختطاف القسري للقاصرات؟
نحن نري أنه مادامت الفتاة مازالت قاصرا لابد أن نطالب بها حيث نرفض أن يتم إجبار هؤلاء القاصرات علي تغيير ديانتهن ولذلك نسعي في الكنيسة لإعادة جلسات النصح والإرشاد للقيام بدور فعال لمواجهة ذلك أما عن هذه الرابطة فهي تمثل نوعا من "الفرملة" للمجتمع لمواجهة بعض الظواهر السلبية ومنها اختفاء الفتيات القبطيات.
ما الفارق بين البابا تواضروس الثاني وسلفه البابا شنودة؟
البابا تواضروس كان تلميذا في مدرسة البابا شنودة، ونحن جميعا نحتفظ بجوهر البابا شنودة في داخلنا، وهو يتميز بأنه شخصية متفتحة، وهو شخص صيدلي ومنذ طفولته وهو يخدم في الكنيسة، بالإضافة إلي أنه منفتح علي المسلمين جميعا، ومنفتح علي العالم الخارجي، وهو شخص علمي وعملي ومتعدد الزوايا العملية وأعتقد أنه سيقود الكنيسة بحكمة وروحانية، وقال من البداية إنه لن يتدخل في السياسة.
البعض يري أنه يقوم بثورة داخل الكنيسة؟
ليست ثورة ولكن أي قائد لا يمكن أن يعيش في جلباب سابقه، فالسابق بكل ما به لابد أن يتغير لأن الزمن يتغير، ولذلك لابد أن يعيش البابا تطورات هذا العصر، والبابا شخص إلكتروني يدخل علي المواقع الاجتماعية "التويتر والفيس بوك"ويتواصل مع رعاياه من خلالهما وهو شخص معاصر ويحمل التراث في أعماقه، وأعتقد أنه يعمل بطريقة جيدة ويراعي كل الأبعاد في التنفيذ.
ما هي التراثية التي يجب أن يحافظ عليها البابا تواضروس؟
أهم شئ هو الإيمان والعقيدة وجوهر الطقوس، فالإيمان وهو مفهومنا إلي الله، والعقيدة هي الأرثوذكسية والمعمودية وباقي العقائد، وجوهر الطقوس يعني المحافظة علي الطقوس لأنها هي التي تحمل العقيدة كاملة، ومن الممكن أن تطور الطقوس في الشكل وليس في الجوهر.
في ظل هذا.. هل من الممكن أن يتغير شكل القرعة الهيكلية؟
هذا أكيد فمن الممكن أن تتغير ولكن نحن جميعا نستريح لشكل القرعة بهذا الوضع، و يمكن أن يتغير الشكل بسبب تطورات العصر ولكن ليس الجوهر فهم ثلاثة والرب هو الذي يختار واحدا منهم، ولكن الاختيار عن طريق الورق أمام الجميع به نوع من الوضوح والشفافية، وهذا أفضل للجميع.
رؤيتك للأقباط المعينين داخل مجلس الشوري؟
العدد في النهاية قليل ولكن سيساهم في اتخاذ القرار لصالح الوطن، وسيؤدي هؤلاء دورهم علي أكمل وجه، وأنا لا يوجد لدي أي اعتراض علي أي شخص منهم، ولن يكون هناك أي تدخل من الكنيسة في عمل هؤلاء النواب.
وكم عدد الأقباط في مصر؟
نحن لا نعرف عددهم، وهذا الأمر لا يشغلنا، ولكن هم يمثلون ما بين 12 إلي 15% من تعداد الشعب المصري.
وماذا عن أقباط المهجر؟
من الممكن ان يصلوا إلي مليون، ولكن هم ملتزمون بالكنيسة، ويدعمون روح الوحدة الوطنية، والقليل منهم هو الذي يرفع صوته وهو الذي يخطيء، ولكن هذا من حقهم فالحرية تقول ذلك ومن الممكن أن نستفيد مما يقولون لعلها تكون ملاحظات صحيحة، وجميعهم يتحدثون بالأرقام ويأتون بأشياء من الواقع ولذلك لا يمكن أن نسكتهم.
ولماذا هدأ صوتهم الآن وهل لأمريكا علاقة بذلك؟
هذا صحيح من الممكن أن نقول إن هذا يعود إلي أن أمريكا دولة تبحث عن مصلحتها في أي وقت ولا يهمها مع من تتعامل، أو ربما نتيجة وجود حكم إسلامي في مصر الآن جعلهم يشعرون بأنه لن يحس بهم أحد وأنه لن يكون هناك أي تغير في الأوضاع خاصة بعد أن أصبحت مصلحة امريكا مع الاخوان.
ماذا عن تهديد الأقباط وتهجيرهم من بعض المناطق؟
هذه حادثة فردية ولا تستحق أن تذكر، فهناك بعض الأماكن التي به نوع من التعصب ولذا هم يرفضون وجود الأقباط معهم، وهذه حادثة فردية ولا يمكن أن تعمم، فالأقباط يعيشون بدون مشاكل في جميع أنحاء الوطن.
وكيف تري زيادة هجرة الأقباط إلي الخارج بعد صعود التيار الإسلامي؟
اعتقد أن زيادة هجرة الأقباط تعود إلي أسباب اقتصادية أكثر من كونها دينية، فالجميع يشعر أن مصر بها مشاكل اقتصادية كبيرة والذي يسافر يرغب في البحث عن حياة افضل يضاف إلي ذلك وصول الإخوان إلي الحكم فأصبح هناك نوع من الخوف أكثر، ويجب أن نعترف بأنه إذا كان هناك خلاف بين الأغلبية والأقلية بالمجتمع فسوف ينهار المجتمع كله.
وما هو تقييمك للرئيس مرسي بعد 6 أشهر من حكم مصر؟
أعتقد أن الرئيس مرسي شخص طيب القلب ويحب أن يريح الكل وأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولكن في الممارسة يختلف الوضع بعض الشئ ففي البداية ظهر الرئيس علي انه رئيس للجماعة وليس رئيسا لكل المصريين ولكن بدأ الوضع يتغير بعض الشئ الآن وبدأت الجماعة تدعو إلي حوار وطني يضم كل طوائف المجتمع.
ولكن هل تصلح "طيبة" الرئيس في هذه المرحلة؟
سلبيات الطيبة أقل بكثير من الشدة، فالشخص الطيب يسمع الجميع، أما الشديد فيسمع نفسه فقط، والطيب لا يمكن أن يكون ديكتاتورا ولكن الشديد هو الذي سيصبح ديكتاتورا، وأنا لا أقبل كل التصريحات التي تصدر ضده من وقت لآخر، ف "طيبته" لا تقلل شيئاً من ميكانيزمات العمل.
وهل جماعة الإخوان هي سبب ضعف الرئيس؟
لا يمكن أن تكون نقطة ضعفها ولكن هناك تخوف عام من أن يكون رئيسا للجماعة وليس رئيسا لكل المصريين، ولكن مؤخرا اعتقد أنه يحاول أن يثبت أنه رئيس دولة وليس رئيس جماعة، ومن وجهة نظري الجماعة نفسها تخاف من أن تستأثر بالحكم فتفشل.
وكيف تري عدم حضوره حفل تنصيب البابا؟
لا يوجد أي رئيس حضر حفل تنصيب البابا، ولا حتي الملك، فهذا عبارة عن طقس كنسي ديني فقط وليس شرطا علي الرئيس أن يحضر، وقد دعي ولكن هذه الدعوات التي ترسل عبارة عن إجراء روتيني ليس أكثر وليس شرطا علي الرئيس أن يلبي الدعوة.
أخيرا.. البعض كان يتوقع أن يكون 2013 نهاية الإخوان.. هل تتفق مع ذلك؟
ماذا فعل الإخوان لكي نقول ذلك، فهم لن يفشلوا إلا إذا استأثروا بالحكم وأعتقد أنهم لن يقعوا في هذا الخطأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.