نشر موقع "ميديل إيست" اليوم خبر ما أعلنه مسؤولون امنيون باكستانيون ان زعيم الحرب الباكستاني الملا نذير الذي ارسل رجالا لمقاتلة القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان، قتل الخميس مع خمسة مرافقين آخرين في غارة شنتها طائرة امريكية دون طيار في باكستان. والملا نذير هو واحد من اهم القادة الذين سقطوا في السنوات الاخيرة، في الضربات التي توجهها طائرات امريكية دون طيار في شمال غرب باكستان، المنطقة التي تستخدم قاعدة خلفية لمقاتلي طالبان الافغان والباكستانيين، ومجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. واضاف المسؤولون الباكستانيون الطائرة الاميركية قصفت بصاروخين سيارته في سار كاندا في قطاع برميل في المنطقة القبلية. وقال احد هؤلاء المسؤولين ل"فرانس برس" طالبا عدم كشف هويته ان "الملا نذير وخمسة من مرافقيه قتلوا على الفور"، موضحا ان بين القتلى "قائدين محليين" هما عطاء الله ورافع خان. واكد مسؤول آخر ان الضربة وجهت في الساعة 22.35 (17.35 تغ) من يوم الاربعاء لكن التأكد من المعلومات يحتاج الى الوقت لأن الهجوم وقع في منطقة نائية وجبلية محاذية لأفغانستان. وفي وانا كبرى مدن جنوب وزيرستان، قال احد السكان ان المساجد تعلن عن جنازات الخميس. وقتلت طائرة اخرى دون طيار اميركية الخميس اربعة متمردين آخرين على الاقل في اقليم شمال وزيرستان، كما قالت مصادر امنية، ما يرفع الى عشرة على الاقل عدد القتلى الذين سقطوا في الساعات ال24 الاخيرة. وكان الملا نذير القائد الرئيسي للناشطين في المنطقة القبلية في جنوب وزيرستان، استهدف عدة مرات من قبل طائرات اميركية دون طيار، قتلت اعضاء في محيطه. كما نجا في تشرين الثاني/نوفمبر من هجوم انتحاري في سوق في وانا. وكان الملا نذير وهو في الثلاثين من العمر حليف حفيظ الله بهادور احد قادة حركة طالبان في شمال وزيرستان. وقد حول الرجلان من اقليم وزيرستان قاعدة خلفية لشن عمليات على قوات التحالف في افغانستان المجاورة. وقال المحلل الباكستاني امتياز غل ان "الاميركيين والافغان يشتبهون في ان الملا نذير كان يؤمن ملاذا لمقاتلين عرب في تنظيم القاعدة". واضاف "انهم (الولاياتالمتحدة وشركاءها في الحلف الاطلسي) يريدون القضاء على كل العناصر الفاعلة على الحدود لتخفيف الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة على القوات الاميركية في افغانستان". وقد تعرضت قاعدة شابمان الاميركية في ولاية خوست شرق افغانستان، قرب الحدود الباكستانية لهجوم قتل فيه افغان. وتوصل الملا نذير الى اتفاق سلام في 2007 مع السلطات الباكستانية، ويقيم علاقات متوترة مع حركة طالبان الباكستانية التي تهاجم القوات الباكستانية خلافا لطالبان الافغان التي تركز عملياتها ضد جنود حلف شمال الاطلسي وحلفائهم في افغانستان. وكان ايضا احد القادة الاكثر تأثيرا في قبيلة وزير المنافسة لمحسود وهي قبيلة قادة حركة طالبان الباكستانية. وقال سيف الله خان محسود مدير مركز الابحاث حول المناطق القبلية في اسلام اباد ان "الملا نذير كان يمكنه وقف تقدم حركة طالبان الباكستانية (في وزيرستان) وكان يجمع بين قبيلة وزير ومقاتليه.. موته يسبب مشكلة كبيرة لقبيلة وزير وللجيش الباكستاني". واضاف ان مقتل الملا نذير سيعقد الامور على السلطات الباكستانية التي تواجه هجمات طالبان الباكستانيين ويمكن ان يؤدي الى "مزيد من الفوضى" في المنطقة.