"قطيعة ماحدش بياكلها بالساهل"، "الولية عضت إيدي وأنا بخنقها تقولش عدوتها"، "حتى أنت يا أعرج بتحب"، "فينك يا مرسي تشوف بنتك العفيفة الشريفة"، كل هذه الجمل تذكرنا بفنانة أبدعت وتركت أثر في قلوب كل متابعيها وبثت في قلوب أعدائها الرعب حتي أستطاعت أن تلقب ب" شريرة الفن"هي الفنانة الراحلة نجمة إبراهيم والذي تحل اليوم ذكري ميلادها وبالتحديد في عام 1914، وهي فنانة مصرية من أصول يهودية. أسمها الحقيقي بوليني أوديون درست في مدرسة الليسيه في القاهرة إلا أنها لم تكمل دراستها مفضلة المجال الفني. بدأت نجمه إبراهيم حياتها الفنية في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال التنقل بين الفرق المسرحية المختلفة مثل نجيب الريجاني وبديعة مصابني وبشارة واكيم وغيرهم. وعملت كمطربة في فرقة فاطمة رشدي، وبدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم الورشة، سبقه الغناء في فيلم "تيتاوونج". انطلقت بعدها لتقديم العديد من الأفلام أشهرها "ريا وسكينة" و"جعلوني مجرمًا" و"لن أبكي أبدًا" و"الليالي الدافئة" و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، كما قدمت عدة مسلسلات ومسرحيات على مدار تاريخها بجانب السينما، وكانت آخرها أعمالها مسرحية غادة الكاميليا. تزوجت مرتين؛ الأولى من الملقن عبد الحميد حمدي لمدة 9 سنوات، وتزوجت أيضًا الممثل والملحن عباس يونس، وأعلنت تحولها من اليهودية إلى الإسلام. منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام الاستحقاق بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة، إذ كان من المعروف عنها تأييدها ثورة يوليو 1952. على عكس الأدوار التي قدمتها على شاشة السينما، والتي تُرعب الكثير، فإنها كانت شخصية طيبة تخاف من أقل الأشياء، حتى أنها صرحت بكونها تخاف من دور ريا، قالت في حوار لإحدي المجلات، إنها تعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلها بهذه البراعة في الأدوار الشريرة هو تخيلها إن هذا الشر واقع عليها، فتكون العملية عملية دفاع عن النفس، وتابعت: "أنا أرتعد خوفًا من (ريا) الحقيقية فأحول جرمها إلى الضحايا، هذا هو السر، وهكذا أحس حين أتقمص شخصياتي التي تثير الرعب والفزع". مثلت نجمة إبراهيم في ما لايقل عن 40 فيلما، من أوائل أدوارها دور في فيلم غادة الكاميليا، ومن أدوارها الهامة دورها في فيلم أنا الماضي العام، بالاشتراك مع زكي رستم وفاتن حمامة، ولعبت فيه دور شقيقة حامد "زكي رستم" الذي يسعى للانتقام من زوجين ظلماه وتسببا في دخوله السجن وعند خروجه يكتشف وفاتهما فيقرر الانتقام منهما عبر إبنتهما وتساعده في الأمر أخته "نجمة إبراهيم" في هذه الحالة. ولعل من أشهر أدورها دور "ريا" في فيلم ريا وسكينة، الذي يروي قصة سفاحتي الإسكندرية ريا وسكينة في العشرية الثانية من القرن العشرين، ونال الفيلم شهرة عريضة للدرجة التي بات الناس ينادون نجمة إبراهيم باسم دورها في الفيلم "ريا"، ويذهب البعض الي ان نجمه إبراهيم اعتنقت الإسلام قبل وفاتها وحولت منزلها الي دار لتحفيظ القران الكريم.