«وداعًا للقراءات الوهمية».. تحت هذا الشعار بدأت وزارة الكهرباء والطاقة، في تفعيل برنامج الكهرباء الموحد من خلال إطلاق «جهاز القراءة الموحد» الذى يهدف إلى توفير أعلى معدلات للدقة وضمان إصدار فاتورة سليمة، لجميع المشتركين كما يقضى على مشكلة القراءات الوهمية، التى يشكو منها كثير من المواطنين. ومع بداية شهر سبتمبر الجاري، قررت وزارة الكهرباء والطاقة، إطلاق المرحلة التجريبية لبرنامج القراءات الموحدة، بجميع محافظات الجمهورية، وذلك بعد إخضاع مسئولى القطاعات التجارية بشركات التوزيع المختلفة لدورات تدريبية وندوات تعريفية من أجل تنفيذ تلك التجربة للقضاء على القراءات الخاطئة ومن ثم إصدار فاتورة صحيحة للمشترك. وجاء ذلك عقب تعدد شكاوى الموطنين من الأخطاء المتكررة في فواتير الكهرباء وزيادتها بشكل كبير، خاصة بعد تطبيق الزيادة الأخيرة للأسعار، ولهذا بدأت الوزارة في تفعيل هذا البرنامج الذى يقوم بتسجيل قراءة العداد؛ لضمان إصدار فاتورة سليمة تعبر عن الاستهلاك الفعلى للمواطن، وذلك لحين الانتهاء من تغيير كافة العدادات التقليدية إلى أخرى مسبوقة الدفع خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن مميزات هذا الجهاز الجديد، أنه لا يستغرق وقتاً طويلاً في تسجيل القراءة، وإنما يستهلك دقيقة واحدة فقط، كما أن لديه قدرة عالية بقراءة العدادات ويرفض إذا كانت القراءة غير دقيقة، وهذا يحقق التخلص من طريقة متوسط الاستهلاك، حتى يحاسب المواطن على ما يستخدمه من الكهرباء فقط. من ناحيته، أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم الكهرباء، أن البرنامج الموحد، تم تصميمه من خلال جهاز خاص لا يعمل إلا أمام العداد الخاص بالمشترك؛ لتسجيل أول قراءة، وذلك من خلال التقاط صور لعداد المشترك وتسجيله بسرعة متناهية لهذه الصورة، لافتًا إلى أنه يعمل عن طريق إدخال بيانات صاحب العداد والقراءة الموجودة بالعداد، وصورة العداد أيضا، حيث لا يمكن إدخال القراءة بدون صورة العداد والمثبت به جميع بيانات العداد. ونوه حمزة إلى أنه عند التقاط صورة العداد يقوم الجهاز فى أول تسجيل لبيانات المشترك بإظهار القراءة الشاذة وعدم تسجيلها، وذلك فى حالة تلاعب الموظف بالقراءة واعتماده على المتوسط، كما يمنعه من التدخل فى تعديل القراءة أو إدخال القراءات من غرفة القراءة فى الإدارات التجارية بشركات توزيع الكهرباء أو بأى فرع، وأيضًا عدم تحكم الشركة التى تتولى قراءة العدادات فى المشتركين. جدير بالذكر أن كشافي شركة «شعاع» المتعاقدة مع وزارة الكهرباء، بدأوا بالفعل فى تطبيق مبادئ البرنامج الموحد، الخاص بقراءة العدادات في مختلف الشركات، من خلال التوجه إلى المنازل لقراءة العدادات وتصويرها بالهاتف المحمول أمام المشترك ليتم محاسبتهم على أى خطأ فى القراءة، ويتم التأكد من قيام قارئ العدادات بعمله على الطبيعة والقضاء على مشاكل القراءات الوهمية، حيث تم تفعيل التجربة بالفعل فى شركة القناة لتوزيع الكهرباء، تمهيداً لتعميمها على الشركات التسع. من ناحية أخرى، تستعد وزارة الكهرباء والطاقة خلال الفترة الحالية لتطوير بدائل الطاقة الكهربائية المختلفة وتحويل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى عدادات ذكية. يأتي ذلك فى إطار التعاون الذى تقوم به وزارة الكهرباء مع عدد من شركات المحمول والشبكات المختلفة للدخول وبقوة في مشروعات الطاقة المتجددة، حيث تتجه الوزارة إلى تحويل مراكز التحكم إلى شبكات ذكية وخلق بدائل جديدة للطاقة من مختلف مصادرها سواء طاقة الرياح والشمس. وذكر مصدر مسئول بوزارة الكهرباء، أن جهاز مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك يقوم حالياً بإعداد المعايير الجديدة الخاصة بالاستثمار فى مجالات الطاقة المتجددة، خاصة مع شركات المحمول، الذى يأتى فى إطار تنظيم آليات تغذية الشبكة القومية للكهرباء بالقدرات الناتجة عن محطات الطاقة الشمسية التى تعتزم الشركات إقامتها خلال العام الجاري، لافتًا إلى أن هناك مقترحات تقدمها كل شركة على حدا، وتتضمن أنسب الحلول فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشبكة الكهرباء الذكية وبناء شبكة قوية ومرنة وآمنة لتحقيق أفضل النتائج المرجوة فى هذا المجال. وأوضح المصدر أن هذه الشركات تستهدف من إنشاء المحطات الجديدة في الحصول على الطاقة الكهربائية المولدة من المشتقات البترولية اللازمة بتشغيل أبراجهم ووحداتهم التابعة لهم على مستوى الجمهورية. وأشار إلى أن المباحثات لا تزال جارية حتى الآن، وأن خطة التطوير في مرحلة الدراسة خاصة فيما يتعلق بإجراءات الفحص الفني والمالي لعروض الشركات المنفذة لمحطات الطاقة الشمسية الخاصة بها، والتى تتحمل تكلفتها شركات المحمول المختلفة، إلى جانب سعى الشركات الدائم للانتهاء من إجراءات اختيار الشركات المنفذة للمحطات خلال شهرين.