بالتزامن مع توسع مصر في مشروعات الطاقة المتجددة، ظهرت المدارس الفنية المتخصصة في الطاقة الشمسية والنووية التي تقبل طلاب المرحلة الإعدادية وفق شروط معينة، وذلك بهدف تلبية احتياجات هذه المشروعات التي تحتاج لعمالة متخصصة. وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت عن تعاونها مع وزارة التربية والتعليم لإنشاء مدارس تعتمد علي مناهج "الجدارات" وتحتاج الدولة لخريجيها وفقًا لخطة التنمية التى تنفذها مصر، ولذلك وضعت "الكهرباء"، شروطًا محددة ودقيقة في المتقدمين، بالتنسيق مع "التربية والتعليم والتعليم الفني"، لمثل هذه المدارس. فعلى سبيل المثال، وُضعت شروط للالتحاق بمدارس الطاقة المتجددة "الشمسية"، منها أن يكون الطالب حاصلًا على الشهادة الإعدادية من إحدى مدارس الإدارة التعليمية، وأن يزيد مجموع الطالب عن 200 درجة، فضلًا عن اجتيازه لامتحان القدرات والمقابلة الشخصية. وظهرت فكرة إنشاء مدارس الطاقة الشمسية، عقب إقامة أكبر مشروع للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان في قرية بنبان، التى تضم 40 محطة شمسية تنتج ألفي ميجاوات لدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، ولهذا أقيمت مدارس جديدة للطاقة الجديدة والمتجددة، بهدف تغذية مشروع الطاقة الشمسية المقام فى القرية بالكوادر البشرية وربط التعليم بسوق العمل. وهناك عدة ميزات تتميز بها فصول الطاقة بمدرسة بنبان منها قربها من مشروع الطاقة الشمسية، إضافة إلى وجود تدريبات نظرية لطلاب الطاقة المتجددة بالمشروع، كما تقدم المدرسة جميع التسهيلات للطلاب لدراسة المحطة عن قرب. وسبق لهذه المدرسة أن فتحت أبوابها أمام الطلاب بدء من العام الدراسى 2017/2018، بعد أن حصلت على الموافقة بافتتاح 3 فصول دراسية فى التعليم الفنى لدراسة الطاقة الشمسية وتم إدراج الفصول بناءً على بروتوكول موقع مع محافظ أسوان ومديرية التربية والتعليم ومؤسسة TEVT2 التابعة لمنظمة اليونيسكو على أن يتم افتتاح فصلين تعليميين بمدرسة بنبان الثانوية المشتركة بقوة 40 طالبًا، وفصل بالمدرسة الثانوية الصناعية بالطويسة بقوة 40 طالبًا، تمهيداً للوصول إلى 6 فصول بقوة 180 طالب ببنبان ومدرسة طاقة متجددة بقرية الرمادى قبلى بأدفو بقوة 131طالب وطالبة. وكانت مديرية التربية والتعليم بمحافظة أسوان، قد أعلنت عن نتيجة التنسيق للقبول بفصول الطاقة الشمسية التى تضم كل من مدرسة محمد صالح حرب المتقدمة، وفصول مدرسة كوم أمبو الصناعية بنين، وفصول الرمادى قبلى، فصول مدرسة كامل يعقوب بنصر النوبة، وفصول بنبان، بمجموع 260 درجة، هذا العام، ويمكن لجميع أبناء محافظات الصعيد الالتحاق بها، إذا استوفوا جميع الشروط المعلنة؛ ومنها عدم وجود عيوب خلقية بالمتقدم مثل قصر القامة أو عيب خلقى بالأطراف حتى يتمكن من أداء عمله بمواقع العمل، ويجب الحصول على شهادة صحية تفيد بعدم إصابته بالصرع أو الأمراض النفسية حتى يتمكن من العمل تحت ضغط. وإذا تبين ظهور أية حالات مرضية من تلك المشار إليها على الطالب كما بعد الالتحاق بالفصول المذكورة، يتم عرضه على لجنة طبية فى شهر أكتوبر وإذا ثبت عدم توافره للشروط يتم إحالته إلى تخصص دراسى آخر. من جانبه، أكد الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة المتجددة، ل«الموجز»، أن التعليم الفنى مصدر رئيسي لإمداد سوق العمل بالعمالة المدربة التى تلعب دورًا هاماً فى تنمية مصر، خاصة بأنها ستكون عامل هام في تنفيذ مشروع إنتاج الطاقة الشمسية فى قرية بنبان، المقرر افتتاحه في سبتمبر المقبل، والذى حظى باهتمام بالغ من الحكومة لدوره فى توفير طاقة كهربائية متجددة ونظيفة، تدعم الشبكة القومية الموحدة وتحقيق إستراتيجية مصر بحلول عام 2020 لإنتاج 20% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. وأوضح أن فصول الطاقة الشمسية تخضع لخطة تطوير شاملة جارى تنفيذها بمختلف أقسام الطاقة فى كافة الإدارات التعليمية، لافتًا إلى أن تخصص الطاقة الشمسية من أهم التخصصات باعتباره يمثل محورًا أساسيًا وحيويًا فى مجالات التعليم الفنى المختلفة، خاصة بعد اختيار البنك الدولى لمشروع الطاقة الشمسية ببنبان كأفضل مشروع تنموى على مستوى العالم لعام 2019. أما بالنسبة للمدرسة الفنية التكنولوجية بمدينة الضبعة، فهى تقع بمحافظة مرسى مطروح، وأنشأت بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والكهرباء والطاقة، للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية، وتعتبر هذه المدرسة إضافة قوية للتعليم الفنى فى مصر، فضلاً عن أنها بداية على طريق الإصلاح الذى بدأ منذ سنوات، فقد تم تأسيس هذه المدرسة عام 2017، لتعمل بالأساس على خدمة المحطة النووية المصرية فى مدينة الضبعة، والتى تأسست لإنتاج الكهرباء، وتتولى عملية التنفيذ والبناء شركة روساتوم الروسية عملاق التكنولوجيا النووية فى العالم. ويتلقى الطلاب الملتحقين بالمدرسة الفنية الأساسيات الفنية الخاصة بالمفاعلات النووية وطرق تشغيلها وكيف يتم بناؤها والاعتماد عليها فى إنتاج الكهرباء، إضافة إلى تقنيات الأمان النووى، وأساسيات الدوائر الكهربائية بمختلف أشكالها، والإلكترونيات والتكنولوجيا الميكانيكية، بدعم وتدريب من الجانب الروسى، الذى يشترط دائما تأسيس مدرسة للتكنولوجيا النووية بجوار أى محطة يتم تأسيسها خارج روسيا من أجل نقل الخبرات والتجارب الناجحة، خاصة إلى الدول النامية. ويمكن لجميع أبناء الجمهورية الالتحاق بهذه المدرسة، إذا استوفوا الشروط، ومنها حصول الطالب من خارج مطروح علي مجموع 265 ومن مطروح علي 260 درجة، وذلك وفقا لما تحدده وزارة التربية والتعليم، وكذلك أن يكون الطالب من الحاصلين على نسبة90% على الأقل، من درجات النجاح فى مواد «اللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات»، وأن تكون لديه القدرة كاملة وعلى دراية جيدة باستخدام الحاسب الآلى. وقبل بدء الدراسة، يتم إعداد طلاب مدرسة الضبعة للتطبيقات النووية المتقدمين داخل برنامج تدريبي لتنمية مهارات اللغتين الإنجليزية والروسية، الأمر الذى يجعل من هذه المدرسة فرصة كبيرة لكل طالب يرغب فى نوعية مختلفة من التعليم الفنى فى الوقت الراهن، وهدف كبير يجب أن يضعه أبناؤنا فى المرحلة الإعدادية أمامهم فى الوقت الراهن، نظرا لما ستقدمه لهم هذه المدرسة فى الفترة المقبلة، وما ستوفره من إمكانيات فنية وعلمية، إضافة إلى خلق مئات فرص العمل أمامهم فى الداخل والخارج. وتمكن هذه المدرسة لجميع طلابها إمكانية استكمال دراستهم، جنباً إلى جنب مع العمل فى المحطة النووية الجديدة، التى من المنتظر أن تعمل أولى مفاعلاتها فى 2026. وتستمر الدراسة في هذه المدرسة مدة خمس سنوات ويتم خلالها تأهيل الطالب فى مختلف مراحل وأساليب العمل فى المفاعلات النووية، بحيث لا يقل خبرة أو تأهيل عن العمالة الفنية الروسية أو الألمانية بما يجعل المدرسة مصنعاً حقيقياً لكفاءات فنية متطورة تخدم مستقبل مصر. من جانبه، أكد الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية، أن إنشاء مدرسة الضبعة النووية تعد بمثابة انطلاقة جديدة للطالب المصري، مشيرًا إلى أن إدارة وتشغيل المحطة النووية يتطلب وجود عمالة فنية مدربة على أعلى مستوى، وسيكون الخريجون من طلاب المدرسة هم العامل الأساسي للعمالة الفنية التى سيتم الاستعانة بها دخل محطة الضبعة. وأوضح أن روسيا ستنشئ مركزاً للتدريب يضم محاكى للمحطة النووية، وسيقوم الطلاب من خلالها بتلقى بعض التدريب. وأوضح أن المدرسة النووية بالضبعة، تحظى باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى توفير جميع الاحتياجات للطلاب من الهيئة، ودعم مكتبة المدرسة بكتب ومراجع علمية متخصصة تفيدهم بدراستهم في مجال الطاقة النووية. وأشار إلى أنه جارى التنسيق حاليًا مع الجانب الروسي، على توفير بعض المراجع الفنية، وتنظيم ندوات علمية وفنية لطلبة المدرسة.