نشرت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل في القاهرة في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم الاثنين ان لديه اربع رسائل لكل من يعنيهم الامر "في لحظة صعبة ولكنها عظيمة ومجيدة من تاريخ قضيتنا وشعبنا ومصير مقاومتنا الشجاعة العميقة الجذور في ارض فلسطين وفي وجدان شعبنا ووجدان الامة التي عاشت منذ مائة عام على وقع فلسطين". وقال إن على اسرائيل أن تأخذ الخطوة الأولى اذا كانت تريد تهدئة للصراع في غزة. وأضاف في مؤتمره الصحافي أن من بدأ الحرب عليه أن ينهيها. واعرب مشعل عن ألمه لكل الاطفال الذين قتلوا في غزة ولكل من قتلوا ومن بينهم احمد الجعبري "الذي لم يكن شخصا عادياً". وذكر مشعل من استشهدوا من قادة "حماس" في غزة. وقال مشعل: "اريد ان اطمئنكم ان معنويات اهلنا في غزة، وفي الطليعة المقاومة، عالية... والعدو منهار القوى والمفاجأة وقعت عليه وليس علينا. اما الابطال فجاهزون لكل المفاجآت...اما المقاومة على الارض فراهنوا عليها". لقاء بالرئيس مرسي في وقت سابق اليوم وأشار: "اليوم نتنياهو اراد تحقيق 3 اهداف لكنه لم يفلح. صحيح انه نجح في اغتيال البطل احمد الجعبري واراد القضاء على الصواريخ، وزعموا في البداية انهم دمروا الصواريخ، واراد تصفية المقاومة...رد عليه الشباب خلال ساعات، اذن اهداف العدو فشلت". لا استسلام لشروط اسرائيل وقال مشعل ان المحادثات جارية بوساطة مصرية للتوصل الى تهدئة بين الفلسطينيين واسرائيل لكن "حماس" لن تستسلم لأي شروط اسرائيلية. واضاف ان الجانبين يمكن ان يتوصلا الى تهدئة لكن يمكن ايضا ان يحدث تصعيد وان "حماس" مستعدة لكل الاحتمالات. وقال: "لسنا ضد التهدئة لكن لابد من تلبية مطالب منها انهاء الهجمات الاسرائيلية ورفع الحصار عن غزة". رسائل اما الرسائل التي ارادها العدو ففي اتجاهات عديدة لكنها وصلت الى العنوان الخاطىء. اراد ان يفوز في الانتخابات ففشل، واراد ان يختبر مصر فكان الجواب غير الذي توقعه، واراد ان يختبر دول الربيع العربي فكان العرب عند حسن ظننا وليس ظنه، واراد ان يختبر القبة الحديدة فاربكه سلاح غزة ولم تنجح اسلحته". واضاف: "اقول بكل امانة نحن لا نملك توازن قوة...لكننا حققنا الردع بالارادة. كثير من الارادة مع قدر من القوة صنعا توازنا (مقابل) كثير من القوة وقليل من الارادة لدى العدو". وأوضح ان: "الحرب سجال وكل يوم نحن نصعد وهو يهبط، نتقدم وهو يتراجع. نتنياهو عندما رأى ان حساباته اخطأت اتجه الى قتل المدنيين وارتكاب جرائم حرب، وعندما رأى ان غزة صامدة حاول كسر ارادة شعبنا بقتل المدنيين والعائلات وهدم المباني ومنذ ستة ايام الى الآن زاد عدد الشهداء على 100 شهيد...عندما تورط قصف مكاتب الفضائيالت والاعلاميين لانه خشي ان يكشفوا جريمته". الحرب البرية وقال مشعل: "الآن هو (نتنياهو) يلوح بالحرب البرية وطالب العالم بالضغط على مصر وتركيا وقطر ليضغطوا على حماس. يريد ان يفاوضنا بالنار ليفرض شروطه، واهماً، من موقع القوة والتهديد... هذا ارتباك شديد. الذي طلب التهدئة هو نتنياهو. طلبها من الاميركيين والغربيين ومن مصر والدول التي ذكرتها...مطلب اهل غزة ليس وقف الحرب وانما تحقيق مطالبهم وان يرفع الحصار عن غزة وتتحقق مطالبهم المشروعة". وذكر مشعل ان 4 مصريين جرحوا في غزة، وقال: "لسنا متهورين مثل نتنياهو واولمرت وباراك. المقاومة الفلسطينية لديها الشجاعة وحسن تقدير الموقف والتقدير السياسي المستند الى الشجاعة وليس الجبن. لا نريد استدعاء الحرب البرية...(ولكن) إن فكروا بالزحف البري على غزة فسيكتشفون انهم ارتكبوا خطأً قاتلاً". وقال إن "نتنياهو، قاتل الأطفال الذي يرتكب جرائم حرب، يلوح بحرب برية وقادر على أن يفعلها ولكنها ستكون قاتلة له سياسيا". وتابع قائلاً: "ان ارادوا وقف اطلاق النار، فان على من بدأ الحرب ان يوقفها...بشروطنا ومطالبنا...هذا موقف اهلنا وموقف المقاومين". وقال رئيس المكتب السياسي ل"حماس": "اننا فخورون بشعبنا في الضفة، وشعبنا في الداخل والخارج شعب واحد ومصيرنا واحد، واهلنا في الضفة لن يطول الزمن حتى تروا اداءهم الميداني، الضفة ابدعت في السابق وان شاء الله تبدع في المستقبل. عدونا الحقيقي هو اسرائيل ولسنا اعداء بعضنا البعض". وعن المصالحة الوطنية الفلسطينية نادى مشعل بتوحيد المؤسسات الوطنية و"بالتمسك بالثوابت والارض والقدس وحق العودة". وطالب ببرنامج وطني ودعا الدول العربية الى مراجعة المسار السياسي العربي وان "نذهب الى رفع السقف العربي سياسياً ونلتحم مع الفلسطينيين ومع احرار العالم الذين صاروا يكرهون اسرائيل". مشاورات واشار مشعل الى ان مشاورات مكثفة جرت في اليومين الماضيين مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس ابو مازن. واضاف: "اقول للادارة الاميركية وهي على عتبة فترتها الثانية وللاوروبيين: ما هذا المنطق الاعوج الذي يقول ان لاسرائيل وحدها الحق في الدفاع عن النفس؟ شيء من العقل ومن النظر الى المستقبل. مصالحكم ومستقبلكم في المنطقة مع اهل البلاد الشرعيين وليس مع الدخلاء وليس مع اسرائيل". واختتم قائلاً: "اقول: اهل فلسطين وهم يطلبون دعم الامة وعلى رأسها مصر...يدعونكم من موقع اننا نحن الذين يتحملون المسؤولية ولا نريد ان نحملكم عبئنا ولكن نقول شاركونا بقدر ما تستطيعون. وغزة حين نطلب فك الحصار عنها تكون مسؤولية ذلك على اسرائيل وليس على مصر".