تفقد الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، أعمال ترميم قصر محمد علي بشبرا الخيمة، للوقوف على أخر التطورات ونسب تنفيذ الأعمال والمسند تطويره للهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإدارة الأشغال العسكرية. تفقد المحافظ، أجنحة ومشتملات القصر الذي يعد تحفة معمارية كبيرة يجب استغلالها سياحيا لتدر استثمارات مالية كبيرة لخزانة الدولة، ويعد القصر أحد أهم المناطق الأثرية في المحافظة، كما تفقد أعمال الترميم والتي اشتملت على ترميم العناصر الرخامية الجاري تنظيفها ميكانيكا وكميائيًا وعمل كمادات الامونيا والبنتونيت والكمادات الورقية اللازمة لتظيفها، كما شاهد أعمال ترميم الأسقف المزخرفة وازالة طبقات العزل القديمة لتأخذ الطابع الأثري التي كانت عليه. واستطلع المحافظ، موقع علي النيل أمام القصر لبدء عمل دراسة لإنشاء مرسي نهري يخدم القصر بعد تطويره، حيت تم التنسيق لإنشاء خط أتوبيس نهري لنقل السياح والزائرين من القاهرة إلي قصر محمد علي. والجدير بالذكر أن الشركة المنفذة لأعمال الترميم استعانت بعدد كبير من علماء الأثار والفنانين التشكيلين بالتعاون مع كلية الأثار وكلية الفنون التطبيقية لضمان التنفيذ على أعلى مستوى من الدقة ومراعاة الطابع الأثرى والحفاظ عليه، ووجه المحافظ، رئيس مدينة شبرا الخيمة محافظ القليوبية بتوفير جميع الطاقات اللازمة وتذليل أي عقبات تعوق سير العمل والتعاون مع كلية الزراعة لتجميل الحدائق والأشجار الاثرية المحيطة بالقصر ورفع المخلفات. وبالعودة إلى بداية بناء القصر، نجد أن محمد علي اختار مكاناً قصياً ليبنى لنفسه قصراً تهدأ فيه نفسه، وكانت تلك بداية شبرا الخيمة كما تُسمى اليوم. وفى منتصف شهر ذي الحجة 1223 ه يناير 1809 م أي قبل مذبحة القلعة اختار موقعًا على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته 50 فداناً في متسع من الأرض، يمتد إلى بركة الحاج، واستولى فيه على عدة قرى وإقطاعيات، وبدأ بناء قصره، وغرس فيها البساتين والأشجار، ولكن سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه في مايو 1809 فأعيد بناؤه، وفي 1812 م أنشا محمد على عدداً من السواقى لتوفير المياه للقصر والحدائق. وبني القصر على مراحل استمرت حوالي 13 عام ابتداء من عام 1808 م حتى عام 1821 م وقد اضيفت اليه سرايا الجبلايا عام 1836 م وهو عبارة عن مساحة مستطيلة ابعادها 76.5 متر × 88.5 متر ويتكون من طابق واحد ويفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة كأنها برج ويتوسط البناء حوض تتوسطه نافورة تنخفض عن أرضية البناء. وأشرف علي الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا، وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة، ويعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.و قد اشتهر القصر باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة به، وللوصول إلى القصر قام محمد على بالأمر بإنشاء شارع شبرا وفي عام 1847م كانت بداية شارع شبرا، وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر. وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في هذا العهد, وأكثرها استقامة.