المال والسلطة وجهان لعملة واحدة ، لذلك عمل كل نظام فاسد أطاحت به ثورات الربيع العربي على دعم رجال أعمال يستطيع من خلالهم السيطرة على اقتصاد البلاد وفي نفس الوقت تأمين تمويل حملاتهم الدعائية والانتخابية ،لتحقيق مصالحهم على حساب الشعوب علي حداد "ما طار طيرا وارتفع إلا كما طار وقع" ، هذا المثل ينطبق تماما على رجل الأعمال الجزائري علي حداد الذي تحول من مقاول بسيط إلى أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد ، نظرا لقربه من دوائر صنع القرار بالجزائر، وكان دعمه الدائم للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة يؤمن له التواجد على قمة الاقتصاد في البلاد ، ومع تنحي الأخير سقط هو الآخر وكل من معه، وهو حاليا يتم مساءلته في تهم فساد مع عدد من رجال الأعمال. وأعلنت السلطات الجزائرية أنه تم نقل رجل الأعمال الجزائري والرئيس السابق لمندى رؤساء المؤسسات علي حداد إلى سجن الحراش بضواحي العاصمة عقب الاستماع إلى أقواله أمام قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس في جلسة امتدت لساعات . ووفقا للإعلام الجزائري فإن الحداد سيخضع للتحقيق مجددا مع فصيلة أبحاث الدرك الوطني في قضايا فساد مع عدد من رجال الأعمال الآخرين الذين تم اعتقالهم عقب تنحي عبد العزيز بو تفليقة. ويعد حداد من أنصار الرئيس المتنحي وأحد المقربين من شقيقه سعيد بوتفليقة ،وتم توقيفه من قبل عناصر الجمارك بالقرب من المعبر الحدودي مع تونس ،حيث كان على ما يبدو يحاول الهروب خارج البلاد مع مطالبة المحتجين بمسائلة كل رموز نظام بو تفليقة ،وبناء على هذه المطالب صدر قرار بمنع رجال الأعمال والشخصيات السامية من مغادرة البلاد وترددت أنباء أن علي حداد قد ترك خلال محاولته السفر إلى تونس العديد من المشروعات العالقة مثل المركب الرياضي بولاية تيزي وزو وجزء من الطريق السريع شرقي الجزائر العاصمة. وكان تنحي بوتفليقة بمثابة ضربة قاصمة لحداد الذي يعتبر ممول الحملات الانتخابية للرئيس السابق وأكبر الداعمين لترشحه لولاية خامسة رغما عن إرادة الشعب الجزائري، فحاول رجل الأعمال تدارك الأمر بسرعة وأعلن استقالته كرئيس لمنتدى المؤسسات أكبر تكتل اقتصادي بالجزائر،من خلال رسالة وجهها إلى أعضاء المنظمة وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية، لكن هذا الأمر لم ينجح في تهدئة الرأي العام الغاضب حياله هو وكل داعمي النظام. واستطاع حداد أن يستفيد من قربه من الرئيس بوتفليقة ودائرة صنع القرار في الجزائر ، حيث تحول من مقاول صغير في مسقط رأسه إلى شخصية بارزة في عالم المال والأعمال، تستحوذ على المشروعات والصفقات الكبرى في البلاد، وتترأس أكبر تكتل لرجال الأعمال، ولها علاقة وطيدة ببعض دوائر صنع القرار. وبالرجوع إلى بداياته نجد أنه ولد في 27 يناير 1965 بمنطقة أزفون , درس حداد في جامعة وزو وتخرج منها بشهادة مهندس في الهندسة المدنية، ثم انتقل عام 1987 إلى فرنسا لمواصلة دراسته، لكنه رجع إلى الجزائر بعد نحو ستة أسابيع بطلب من والده. دخل رجل الأعمال الجزائري عالم المال والأعمال بعد عودته من فرنسا، وأنشأ مع إخوته عام 1988 أول شركة له في مجال الأشغال العمومية، واستحوذ لاحقا على فندق لو مارين بمسقط رأسه أزفون. انهالت عليه المشروعات والصفقات الكبرى، واستثمر في مختلف المجالات،من بينها الإعلام حيث أسس صحيفة "وقت الجزائر" باللغتين العربية والفرنسية، وقناتين تلفزيونيتين "دزاير تي في" و"دزاير نيوز". وفي الرياضة، اشترى أحد أكبر أندية كرة القدم في الجزائر، وهو اتحاد العاصمة. وفي قطاع الصحة، عقد شراكة مع الشركة الأمريكية العملاقة "فاريان ميديكال سيستم". أصبح حداد فيما بعد يمتلك شركة عملاقة تسيطر على قطاع الأشغال العمومية في الجزائر، واسمه يتداول بكثرة في وسائل الإعلام خاصة بعد أن فازت شركته عام 2003 بصفقة إنجاز الطريق السيار شرق-غرب بطول 1720 كيلومترا. منذ 27 نوفمبر 2014 أسند لحداد وبالإجماع منصب المدير العام لمنتدى رؤساء المؤسسات الجزائريين، الذي يعد أكبر تجمع اقتصادي هناك ويتحكم في قطاع الاستثمارات. ارتبط حداد بعلاقات وثيقة بالمسئولين والوزراء في الدولة الجزائرية، وعلى رأسهم السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري السابق، ووزير الصناعة والمناجم السابق عبد السلام بوشوارب، ورئيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، إضافة إلى آخرين، وعبر حداد عن ذلك في حوار سابق له قال خلاله أنا قريب من الوزراء، ومن المسئولين العسكريين والمدنيين، ومن كل الجزائريين الوطنيين الذين يحبون بلادهم. وتؤكد وسائل إعلام جزائرية أن حداد قام بدعم ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية عامي 2009 و2014، وقام بتمويل حملته الانتخابية، ويبدو أنه أيضا كان على استعداد لتمويل حملته الانتخابية لولاية خامسة.