فجأة وبدون مقدمات تصدرت أخبار كنيسة جديدة تسمي "الكنيسة الأسقفية المستقيمة المُصلحة" المشهد القبطي علي خلفية إعلان مجلس كنائس مصر مؤخراً تبرؤه منها، مؤكداً عدم إتباعها لأي من العائلات الكنسية المُمثلة في المجلس وهي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية، والكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة الروم الأرثوذكس، والكنيسة الأسقفية الإنجيليكانية. وواجهت الكنيسة الجديدة اتهامات بتعيين قساوسة "مشلوحين" ومطرودين ومنزوعة عنهم صفة الرهبانية من الكنائس الأخرى، كرهبان وقساوسة لديها، إضافة إلى جمع تبرعات وتلقي تمويلات من جهات مشبوهة. من جانبه استنكر الأنبا مينا توفيق مطران الكنيسة الأسقفية المستقيمة الهجوم الحاد الذي واجهته كنيسته عقب إعلان مجلس كنائس مصر تبرؤه منها، مؤكداً أن كنيسته جهة دينية صحيحة معتمدة لها نشاطات دينية واجتماعية ولكنها لا تتبع أية جهة دينية فى مصر وتمتلك أوراقاً صحيحة وموثقة لدى وزارتي الخارجية والعدل فضلاً عن اعتماد أوراق خاصة بالنشاطات الاجتماعية من قبل وزارة التضامن الاجتماعى والتى تراقب الميزانية والنشاطات والحسابات رقابة تامة بموجب تقارير سنوية. وقال الأنبا مينا فى تصريح له "نحن لا نريد ولا نرغب فى تأسيس طائفة مسيحية جديدة شكلاً ومضموناً، كما حاول أن يفعل آخرون سابقا، لكننا نؤكد أننا إيبارشية تابعة لكنيسة قائمة وتعمل فى الكثير من دول العالم ونحن الفرع المعتمد في مصر منذ شهور قليلة ولدينا 5 دور للعبادة". وفيما يتعلق بتبرؤ مجلس كنائس مصر من "الأسقفية المستقيمة" قال الأنبا مينا: "نحن إيبارشية جديدة فى مصر منذ عدة أشهر ولم نطلب الانضمام رسمياً لمجلس كنائس مصر حتى هذه اللحظة وهى خطوة مستقبلية نحن فى صدد إعداد الأوراق اللازمة لذلك". وحول قيام الكنيسة بجمع تبرعات وتلقي تمويلات من جهات مشبوهة من جمعيات مسيحية تحمل اسم جمعية رجاء الشعوب أو جمعية يسوع الكاثوليكية الكتابية، رفض الأنبا مينا هذه الاتهامات قائلاً "لا توجد لدينا جمعيات نعمل بها أو من خلالها" موضحاً أن المقر الموجود فى شارع جزيرة بدران هو مكتب إدارى للايبارشية ولا يتبع أية مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى. تعاليم خاصة وكانت الكنيسة المستقيمة قد حددت بعض القواعد الخاصة لتعاليمها الدينية التي تختلف فيها مع الكنيسة الأرثوذكسية.. وأوضح مطران "المستقيمة" أن اقتصار اختيار الأسقف على الآباء الرهبان ليس شرطا فى المسيحية، متابعاً: "أما من النواحى الكتابية فالكنيسة الأسقفية تؤمن بزواج المطارنة كما قال الكتاب المقدس وهذا للعلم فى رسالة بولس الرسل إلى تلميذه تيموثاوس الأولى فى الإصحاح الثالث والعدد الثانى بأن الأسقف يجب أن يكون بعل امرأة واحدة، وهناك مطران لكنيسة عضو بمجلس كنائس مصر وهو متزوج أيضاً". أما عن رسامات الكهنة المطرودين والمشلوحين من طوائف أخرى فقال: "نحن نشترط فى ضم القساوسة إلينا نفس الشروط الخاصة بالانضمام فى كافة الجهات الدينية الأخرى والتى تتوخى الدقة فى الاختيار". الطائفة المستقيمة وتصلى الكنيسة "المستقيمة" بالليتورجيا اللاتينية (الليتورجيا الرسمية فى جميع إيبارشيات العالم) والليتورجيا القبطية (الليتورجيا المحلية لمصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وهى كنيسة لديها جميع الأسرار المقدسة والدرجات الكهنوتية وتتبع التقويم اليوليانى القديم فى أعيادها ومناسباتها. والدرجة العليا فى الطائفة الجديدة هى "الأسقفية" حيث إنها ذات نظام أسقفى تكون درجة رئيسها هى رئيس أساقفة وهى الدرجة العليا بالكنيسة. وتتشابه عقيدة الطائفة الجديدة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وترفض تعدد الزوجات حيث تؤمن بالزواج الطبيعى بين رجل واحد وامرأة واحدة فقط، لأن ما غير ذلك مخالف للكتاب المقدس ولتعاليم الرسل، كما ترفض رسامة المرأة كاهنًا، فالكنيسة لا تؤمن برسامة المرأة درجة كهنوتية، وترى فيها إهانة لكهنوت السيد المسيح الذى سلمه للرسل ومنهم وصل فقد حدد الكتاب المقدس- وفق عقيدة الطائفة - دور المرأة فى الكنيسة أن تكون شماسة كأقصى درجة يمكن وصولها إليها وليس ككاهنة تحمل الذبيحة الإلهية وتقف على المذبح. وتمارس الكنيسة جميع الأسرار المقدسة مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فتؤمن بالأسرار السبعة المقدسة "الزواج - الميرون - الاعتراف - الكهنوت - الأفخارستيا - مسحة المرضى – المعمودية". ويرأس الطائفة فى فلوريدا رئيس الأساقفة الدكتور تشارلز ترافس، وتعمل فى 45 دولة، بحسب المكتب الإعلامي للطائفة فى مصر، ولكل إيبارشية مطران له كرسى رسولى فى بلده ورجال إكليروس كهنة وعمداء وشمامسة. قصة التأسيس وتعود قصة تأسيس "الأسقفية المستقيمة المصلحة" إلى تنصيب الأب مينا توفيق نفسه مطرانا للكنيسة الأسقفية المستقيمة عن إيبارشية القديس فرنسيس بمصر والشرق الأوسط، وهو الأب الكاثوليكي الذي تم تجريده من أي رتبة كهنوتية في العام الماضي، وهو الذي تقدم باستقالته في عام 2016 من الكنيسة الكاثوليكية في مصر، وخروجه عن الطائفة تماما وانتمائه لطائفة أخرى لم يكشف عنها في ذلك الوقت. وأعلن الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية وقتها حرمانه من كافة الأعمال الكهنوتية بايبراشية المنيا للأقباط الكاثوليك، وفي ديسمبر من العام الماضي أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، وأوضحت الكنيسة الكاثوليكية أنها اتخذت جميع الوسائل لرد "الابن الضال" ومنح فرص متكررة لسامى توفيق "الأب مينا توفيق سابقا" وأصدرت قرارها بتاريخ 20 مايو 2016 الذى نص على حرمان الأب مينا من ممارسة أي وظيفة أو خدمة أو مهنة مرتبطة بالدرجة الكهنوتية. وأعلنت الكنيسة منذ ذلك الوقت أن جمعية يسوع الكاثوليكية الكتابية ومؤسسة سان مينا للخدمات الإنسانية وجمعية رجاء الشعوب للخدمات الروحية والاجتماعية وكل المؤسسات الأخرى التي كان يمارس فيها الأب مينا توفيق سابقا نشاطاته هي مؤسسات غير تابعة للكنيسة الكاثوليكية وتتخذ الإجراءات الكفيلة بنزع صفة الكاثوليكية عنها رسميا. وفي نهاية عام 2018 ومع تردد أنباء حول تبعية الكنيسة المستقيمة للكنيسة الأسقفية بمصر والتي يترأسها المطران منير حنا مطران، أصدر الأخير بيانًا رسمياً، قال فيه "لقد تناولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أخبارًا عن تبعية كنيسة تسمى (أبروشية القديس فرنسيس بمصر) للكنيسة الأسقفية المستقيمة"، مشيرًا إلى "ورود تساؤلات عديدة واستفسارات عن علاقة هذه الكنيسة بكنيستنا الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الإفريقي". وأكد مطران الأسقفية أنه لا صلة لكنيسته بأبروشية القديس فرنسيس، والتي تتبع كنيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تسمى (شركة الكنائس الأسقفية الإنجيلية بأمريكا)، وهى ليست جزءا من شركة الكنائس الإنجليكانية الأسقفية في العالم ويترأسها رئيس أساقفة كانتربري والتي نتبعها نحن ككنيسة أسقفية".