في مفاجأة من العيار الثقيل أخلت محكمة جنايات بني سويف سبيل ثلاثة من أخطر قيادات الجماعة الإسلامية المحكوم عليهم بالإعدام لتورطهم في محاولة قتل مبارك ورموز نظامه وقبلها أعطي الرئيس محمد مرسي الضوء الأخضر وأصدر عفوا عن عدد من القيادات الجهادية وتم الافراج عن معظمهم وأطلت بعض هذه الرموز من خلال عدد من وسائل الاعلام لتفتخر بما اقترفته أيديهم من جرائم وتفجيرات وعمليات اغتيال. «الموجز» تفتح ملف رفاعي طه وعثمان السمان ومصطفي حمزة وهم الثلاثة المفرج عنهم وتم إخلاء سبيلهم من محكمة جنايات بني سويف. رفاعي طه من محافظة قنا مدينة ارمنت انضم إلي الجماعة الإسلامية في السبعينيات عندما كان طالبا في كلية التجارة بأسيوط وكان أحد قيادات الجماعة القديمة مع علي الشريف ومحمد شوقي الإسلامبولي قبض عليه عام 1981 في قضية تنظيم الجهاد وحكم عليه بخمس سنوات وعلي الرغم من ذلك أعلنت إدارة سجن ليمان طرة أن رفاعي طه سوف يخرج سنة 1985 وكان العجب في ذلك أشد العجب فرفاعي محكوم عليه بخمس سنوات والمفروض أن يخرج سنة 1986حيث حدث خطأ من كاتب السجن وفعلا جاء اليوم الذي حددته إدارة السجن لخروج رفاعي طه من السجن لانتهاء فترة عقوبته. وحقيقة رفاعي طه قد صام جميع الأيام داخل السجن منذ أن عرف بقصة الخطأ الذي حدث في التاريخ وكانت هذه الفترة تقترب من العام الكامل لم يفطر فيه يوما. ونظرا لأن القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية كانوا يتوقعون حصولهم علي الإعدام في قضية اغتيال السادات فقاموا بتصعيد رفاعي طه وبعض القيادات المحكوم عليهم بأحكام مخففة ليكونوا أعضاء بمجلس شوري الجماعة ليتعلموا كيفية إدارة الجماعة عند خروجهم. خرج رفاعي طه وهو عضو لمجلس شوري الجماعة الإسلامية وبالتالي هو اكبر شخصية للجماعة خارج السجون فقام بجمع شتات الجماعة الإسلامية وجعلها تلتف حوله وقاد العمل في القاهرة وبدأ يعيد تنظيم الصفوف مرة أخري في العمل وانتشرت الجماعة الإسلامية في عهده انتشارا كبيرا. كان لمعاملة الداخلية لمشايخ وقيادات الجماعة داخل السجون الأثر السيئ في نفس رفاعي طه خاصة الثلاث سنوات التي أعقبت هروب عصام القمري حيث عاملتهم أشد معاملة وكان لهذه الشدة والقسوة أكبر عامل علي زرع بذور الكراهية في صدره وقد انتقلت هذه الأخبار من داخل السجون إلي خارجها فكانت بمثابة عامل الشحن لأفراد الجماعة بالخارج لأنهم يحبون مشايخهم حبا جما. وفي هذه الأجواء والأزمة علي أشدها خرج بعض قيادات الجماعة المحكوم عليهم بسبع سنوات في قضية تنظيم الجهاد الكبري لينضموا إلي رفاعي طه خرجوا والحقد والغل يملأن قلوبهم وكان علي رأسهم (طلعت فؤاد قاسم -مصطفي حمزة - ممدوح علي يوسف -ومحيي الدين عبدالعليم) لذا قامت هذه المجموعة بإحياء التنظيم المسلح للجماعة وكانت هذه المجموعة من أشرس المجموعات التي تعاملت مع الأمن خلال الصراع المسلح في التسعينات وقد قص هؤلاء لأفراد الجماعة مايحدث لمشايخهم في سجن ليمان طرة فزادوا النار اشتعالا. سافر رفاعي طه خارج مصر إلي السودان وأفغانستان وباكستان واليمن وفي أفغانستان تم تشكيل مجلس شوري للجماعة الإسلامية بالخارج وكان يرأسه رفاعي طه وبعد فترة فوضه أعضاء المجلس بالخارج باتخاذ جميع القرارات دون الرجوع إليهم وقد تم وقف هذا التفويض بعد فترة وتعيين مصطفي حمزة رئيسا لمجلس شوري الجماعة في الخارج بعد الخلاف الذي حدث بين رفاعي طه وبين أسامة رشدي حول مبادرة الجماعة لوقف العنف حيث كان رفاعي طه من المعارضين لهذه المبادرة وقام بإصدار بيان بتبني حادث الأقصر علي الرغم من أنه لم يكن للجماعة علاقة به لضرب المبادرة في مقتل في نفس الوقت قام أسامة رشدي بإطلاق بيان ينفي هذا العمل ويؤكد انه مخالف ويتناقض مع المنطلقات الشرعية للجماعة الإسلامية. في عام 1994 حُكم علي رفاعي طه بالإعدام غيابياً في ما سُمي بقضية "العائدون من أفغانستان" وتنقل رفاعي بين عدة دول كان آخرها سوريا التي قبض عليه عند وصوله مطار دمشق بعد أن أبلغت عنه المخابرات السودانية محطته قبل الأخيرة ليتم تسليمه إلي مصر وهو موجود الآن في سجن المنيا العمومي. مصطفي حمزة يعد مصطفي حمزة احد ابرز المحكوم عليهم بالإعدام داخل سجن العقرب من أعضاء الجماعة الإسلامية كان ضابطا احتياطيا في الجيش المصري وهو من مركز ببا محافظة بني سويف حاصل علي بكالوريوس زراعة من مواليد عام 1958 قبض عليه في قضية الجهاد حيث كان أمير الجماعة ببني سويف وحكم عليه بسبع سنوات سجنا. تم إعداده داخل السجن علي يد القيادات التاريخية للجماعة ليقود التنظيم في الخارج حيث كان مكلفا بإعداد وتجهيز أفراد الجماعة للسفر إلي أفغانستان ومع تطور الأحداث قام بإحياء الجناح العسكري مرة أخري. وكان حمزة صاحب تكليف محاولة اغتيال عبدالحليم موسي وزير الداخلية التي فشلت وراح ضحيتها رفعت المحجوب ردا علي قتل العديد من أبناء الجماعة الإسلامية علي أعتاب المساجد وردا علي قتل الدكتور علاء محيي الدين المتحدث الرسمي للجماعة الذي قتلته الشرطة في شارع الهرم. سافر حمزة إلي أفغانستان وكان قد سبقه محمد شوقي الإسلامبولي وتولي حمزة قيادة معسكر الجماعة هناك ودرب أبناء الجماعة في أفغانستان لقتال الاتحاد السوفيتي. تولي مصطفي حمزة رئاسة مجلس شوري الجماعة الإسلامية في الخارج بعد استقالة رفاعي طه وكان المخطط الرئيسي لمحاولة اغتيال الرئيس السابق مبارك في أديس أبابا عام 1995 حيث قام بتدريب المجموعة التي نفذت العملية. كان حمزة قد استقر به الأمر في السودان قبل أن يقوم بتسليمه إلي مصر بعد تحسن العلاقات بين مصر والسودان وان كان البشير قد حصل علي وعد بعدم تنفيذ حكم الإعدام أو تعذيب مصطفي حمزة. كان كنية حمزة داخل الجماعة أبوحاتم حصل علي حكمين بالإعدام الأول في قضية العائدين من أفغانستان عام 1992 والثاني في قضية أديس أبابا عام 1995. وهو مسجون حاليا في سجن العقرب لم يتم الإفراج عنه لاكتشاف حكم ثالث بالإعدام عليه في قضية العائدون من السودان لديه أربعة أولاد وبنت اثنان في كلية الهندسة واثنان في المرحلة الثانوية وبنت في الابتدائية. عثمان السمان بسبب تشابه اسمه الحركي «شهاب» مع عضو آخر في الجماعة يسمي محيي الدين عبدالعليم انتظر عثمان السمان حكما بالإعدام داخل سجن المنيا في قضية العائدون من أفغانستان دون أي ذنب. انضم عثمان السمان إلي الجماعة الإسلامية في نهاية السبعينات وحكم عليه بخمس سنوات في قضية تنظيم الجهاد. وبعد خروجه من السجن بفترة قليلة سافر إلي أفغانستان ولم يمكث بها سوي ثلاثة شهور فقط ولم يكن له أي دور يذكر في أفغانستان غادر إلي السودان وكان يباشر بعض الأمور التي تخص الجماعة هناك في ذلك الوقت قبل أن يستقر به الأمر في اليمن في بداية التسعينيات ليفاجأ هناك بإدراج اسمه في قضية العائدون من أفغانستان ومن ثم الحكم عليه بالإعدام. ظل في اليمن مع علي الشريف وسيد إمام وعبدالعزيز الجمل بعلم ومباركة علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق إلي 2004.