أكبر مصنع لتصنيع قطرات العيون.. يتم استخدامها لمرة واحدة فقط ثم التخلص من العبوة

كشف الدكتور محمد عتمان، مدير الإنتاج بإحدة الشركات الرائدة لتصنيع قطرات العيون عن مراحل التحضير والإنتاج لقطرات العيون بأحدث تكنولوجيا موجودة بمصر، موضحا أن مصانع الدواء تصنف حسب نوع الدواء الذي تنتجه، فأي أدوية تدخل الدم أو العين لابد أن تكون فائقة التعقيم، عكس الأدوية التي تمر من الجهاز الهضمي والتي تكون أقل تعقيما.
وأشار إلى أن أول مرحلة في التصنيع هي مرحلة تحضير المادة الفعالة وتحليل جودتها ومدى تعقيمها ووزنها حسب حاجة التشغيلة، ثم تحضير المياه المعقمة من خلال محطة تنقية وتعقيم مياه داخل المصنع تقوم بتبخير المياه وتكثيفها أكثر من مرة لتنتج في النهاية مياه فائقة التعقيم يمكن استخدامها حتى للحقن.
وعن نوع الماكينات المستخدمة في التصنيع، أوضح عتمان أن هناك الماكينات الإيطالية للقطرات ذات العبوات التقليدية المكونة من زجاجة وطبة وغطاء، طاقتها الإنتاجية تصل إلى 12 مليون زجاجة في السنة للماكينة الواحدة، بإجمالي طاقة إنتاجية للمصنع 24 مليون عبوة سنويا، وهي تتميز بأنها ب"طبة" محددة الجرعة، أي تمرر فقط في كل مرة الجرعة التي يحتاجها المريض سواء .5 ميكرون أو .3 ميكرون، مشيرا إلى وجود ماكينات أخرى بالمصنع تصل طاقتها الإنتاجية إلى 50 مليون زجاجة في السنة.
وأكد مدير الإنتاج أنه يتم استيراد البلاستيك الخام المخصص لصنع الزجاجات من سويسرا، وهو نفس البلاستيك المستخدم في تصنيع عبوات الأدوية الوريدية، ويتم تشكيله داخل المصنع من خلال ماكينات ذات تقنية ال(Blow- fill seal (BFS أي نفخ البلاستيك بهواء معقم، ثم تشكيل العبوات، ثم لحام الزجاجة بحيث تكون تامة الغلق، لافتا إلى أن المرحلة الأخيرة هي مرحلة التغليف بطاقة إنتاجية لذلك النوع من القطرات تصل إلى 70 مليون عبوة في السنة تخضع جميعها لتقنية التتبع الدوائي "track and trace".
واستكمل عتمان حديثه عن الأنواع الأخرى من تقنيات صناعة القطرات، وهي قطرات ال SDU، أي القطرات أحادية الجرعة، لافتا أن الشركة هي أول شركة تصنع القطرات بتلك التقنية في مصر والشرق الأوسط، موضحا أنها قطرات خالية من المواد الحافظة يتم استخدامها لمرة واحدة فقط ثم التخلص من العبوة، عكس القطرات العادية التي تصل صلاحيتها إلى 28 يوما بعد فتحها، مؤكدا أنها قطرات أكثر آمانا للعين خصوصا لمرضى الحالات المزمنة مثل المياه الزرقاء والحساسية وجفاف العين الذين يضطرون لاستخدام القطرات لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع من القطرات أحادية الجرعة تصل إلى 45 مليون وحدة سنويا، وتصل تكلفة الماكينة الواحدة لها إلى 50 مليون جنيه.
وعن متابعة الجودة أثناء التصنيع، قال مدير الإنتاج بالمصنع إن مدة كل تشغيلة بداية من التحضير وحتى التغليف تتراوح بين 15 إلى 30 يوما، وتخضع لثلاث مراحل من الرقابة، الأولى التحكم في الجودة والتي تقوم بالدور الرقابي الكيميائي والفيزيائي والميكروبي وتتدخل بعد انتهاء كل مرحلة لتعطي التصريح ببدء المرحلة التالية، والثانية إدارة الجودة، وهي إدارة رقابية مرافقة لكل مراحل الإنتاج للتأكد أولا بأول من مطابقة خطوات التصنيع لمعايير الجودة، والثالثة هي الرقابة الخارجية من وزارة الصحة من خلال إدارة التفتيش على المصانع والتي تقوم باختبار المنتج عشوائيا للتأكد من مطابقته لمعايير الجودة.
وأضاف أن درجة الحرارة داخل المناطق المعقمة تتراوح بين 18 و 22 درجة مئوية مع انخفاض معدل الرطوبة وذلك لمنع أي فرصة لنمو الميكروبات والبكتيريا، معلنا أن الشركة بصدد افتتاح مصنع جديد يضم ثلاث ماكينات جديدة بالإضافة إلى ماكينة لصنع مراهم العيون، يتم استخدام أحدث تكنولوجيا تصنيع وتعقيم موجودة في العالم به، حيث يتطلب الوصول إلى المنطقة المعقمة داخله المرور على ثلاث مراحل تتدرج في التعقيم لضمان أقصى درجات الأمان.