تعد لطفية النادي أول إمرأة مصرية وأول إمرأة من القارة السمراء وثاني إمرأة في العالم تقود طائرة منفردة، وقد تلقت الصحف العالمية الدعوة لحضور الاختبار العملي لأول طيارة "كابتن" مصرية في أكتوبر من عام 1933. يرفض والدها الذي كان يعمل بالمطبعة الأميرية فكرة الدراسة للفتيات ويرى أنها لابد وأن تنتهى المرحلة التعليمية في الابتدائية، وبدأت "لطفية" القراءة عن الطيران ولكن سوء الحظ أن مدرسة الطيران في هذا الوقت لا تقبل إلا الرجال فقط. وبدأت لطفية التفكير لماذا لم تلتحق المرأة بالطيران فلجأت إلى "كمال علوي" مدير عام مصر للطيران فطلب منها أن تعمل في مدرسة الطيران فوافقت وعملت سكرتيرة وانشغل عقلها بالدراسة حيث كانت تحضر دورس الطيران مرتين إسبوعياً دون علم والدها. تعلمت الطيران مع أصدقائه الرجال علي يدى مدربين إنجليز ومصريين في مطار ألماظة بمصر الجديدة، وحصلت على إجازة الطيران وعمرها 26 عاماً وأصبحت أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة، وأصبحت علاقتها قوية بأول طيارة في العالم الأمريكية "أميليا إيرهارت" حيث كان يتحدثان عن مغامراتهما في رحلاتهما وتعتبر "لطفية" أول إمرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرةوالإسكندرية وذلك بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزودج مع المدرب العالمي "مستر كارول"، ومن أجمل لحظات حياتها حينما أخذت والدها معها فى الطائرة وحلقت به فوق الأهرامات والقاهرة حتي تقوم بإضاءئه لرفضه التام لمبدأ تعليم الفتيات. فازت "النادي" بالمركز الأول في سباق الأسكندرية ولكن تعسف لجنة التحكيم التي كان معظمها إنجليزا سحبوا منها النتيجة، وكان وقتها الملك فؤاد منتظراً النتيجة ليحزن بعدم تأهلها وتم إعطاؤها جائزة شرف قدرها 200 جنيهاً مصرياً، وأرسات لها هدى شعراوي برقية تهنئة مفادها: "شرفت وطنك.. ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر، بارك الله فيكي". وتم تعيين لطفية بمنصب سكرتير عام نادي الطيران المصري بعدما ساهمت في تأسيسه وإداراته، ولم تتزوج نهائياً وعاشت جزءاً كبيراً من حياتها في سويسرا وتم منحها الجنسية السويسرية تكريماً لها، ورحلت عن عالمنا عن عمر يناهز ال 95 عاماً في القاهرة من عام 2002.